ان الرابطة التساهمية هي المشاركة بين ذرتين متشابهتين والرابطة الايونية عبارة عن انتقال الالكترون من ذرة الفلز الى ذرة اللافلز والرابطة الهيدروجينية من اقوى الروابط الكيميائية وتتكون بين ذرتي الهيدروجين والاوكسجين. مما لا شك فيه ان هناك رابطة قوية واقعية حقيقية تربط عقولنا وقلوبنا بالحبيبة الغالية اليمن تربطنا بهواءه وسماءه وذرات ترابه واهله وباختلاف الروابط رابطة الدم او النسب او الاصل او الفصل اوالعادات والتقاليد......الخ اعتقد اننا جميعا لدينا روح تحس وتستجيب لتاثيرات ما يدور حولنا وبما اننا سلمنا بوجود هذه الروح فلماذا لا يكون همنا هو المشاركة والحب والعطاء ؟ ولماذا همنا فقط هو تشريح وتجريح الاخرين ؟ لو نظرنا الى نعمة العقل التي وهبنا اياها رب العالمين بعين ثاقبة وفكر عميق لادركنا حقيقة اننا بشر ارقى مخلوقات الله وان علينا ان نبني ولا نهدم اسس افكارنا عن الاخلاق والقيم والمبادئ. ان اليمن قلادة نفيسة في اصل الاسلام قال تعالى (( بلدة طيبة ورب غفور )) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( الايمان يمان والحكمة يمانية )) بالله عليكم ماذا نريد بعد ذلك الله ورسوله يثنوا عن اليمن.. اذن الرابطة التي بيننا واليمن لا يستطيع ان يشير اليها اي انسان او باحث ينشد الحقيقة ان لم يكن هناك شئ ما داخلي يحركها ويقويها وهو الايمان بالله ورسوله والايمان بالوطن وعدم المزايدة عليه فحب الوطن من الايمان. لكن بعض الناس وهم قلة نجدهم يتحدثون عن الوطنية والانتماء وهم والله ابعد من ذلك لان في قلوبهم وعقولهم مرض وهو خداع النفس ويتمنون الخراب والدمار لوطنهم في كل حين. ليس عيب ان تعبر عن حبك لوطنك بشتى الوسائل لكن ينبغي ان يكون تعبيرك نابع من احاسيسك ومشاعرك الصادقة لا من اجل حفنة من الدراهم والدرر المهم الا نزايد في حب الوطن. وان كنت لا تستطيع ان ترتبط برابطة تساهمية (حب وعطاء ومشاركة) مع وطنك او حتى مع اخيك او صديقك او حتى البشر اجمع فراجع نفسك واستشر طبيب نفساني فهناك خلل في الداخل ولابد من علاجه. حتى الروابط الكيميائية التى تكلمنا عنها لا نراها من الخارج وانما نؤمن بوجودها في الداخل الشئ نفسه في بني البشر كلما كان الداخل نقي وبراق وسليم ينعكس حقيقته في الخارج ويصدق قول رسولنا الكريم الا ان في الجسد مضغة لو صلحت لصلح الجسد كله. والمضغة هي القلب ومحلها داخل الجسد. نعم كلنا الاغلبية اولو الالباب السليمة نحب اليمن ولكن السؤال الذي يطرح نفسه كيف نحب اليمن؟؟ وماذا قدمنا لاجل اليمن؟؟ الاجابة بسيطة جدا ... انا احب وطني انا اشاركه همومه واحزانه ونكباته وافراحه وانتصاراته... انا احب وطني... انا اجد واجتهد في مجال تخصصي وابدع وارفع اسم اليمن عاليا خفاقا في سماء العلم والمعرفة... انا احب وطني... احب الخير للجميع واؤمن بحرية الفكر والراي والراي الاخر لان الانغلاق الفكري عن الاخر مصيبة وكارثة في نفس الوقت فالاختلاف سنة من سنن الله في الخلق والتكوين, والاختلاف رحمة, قال رسول الله(ص) ((اختلاف امتي رحمة)). من كل ما سبق اقول ان هذه هي الغريزة والفطرة لحب الوطن تجعلني اصرخ بملء الفم نعم انا احب وطني عندما اسمع كلام الله وتذكرني اياته بوطني اليمن بلدة طيبة ورب غفور وعندما اسمع كلام خير البشر سيدي وحبيبي محمد (ص) يقول الايمان يمان والحكمة يمانية وعندما ارى شواهد من تراث واثار اليمن ضاربة في عمق التاريخ وعندما ارى حضارة راسخة رسوخ الجبال ومضيئة في سماء الحضارات الغابرة والمعاصرة وعندما ارى اليوم اليمن موحدا قويا بوحدته الخالدة التي هي عنوانا للتنمية والنماء هنا اصرخ عاليا انا يمني انا يمني انا يمني واسال التاريخ عني انا يمني.. في الاخير ما اردته قوله في هذه السطور البسيطة جدا ان هناك روابط في دمنا وبلغة الكيمياء بوليمرات متسلسلة من الحب والعطاء لبلدنا الغالي اليمن ولا ينبغي على احد منا ان يزايد على الاخر في حبه لوطنه فكلنا فداء لاجل اليمن ووحدة اليمن ... والله المستعان,,, • طالب دكتوراه – مصر