نحن نريد تغيير العالم ولكن ننسى تغيير ما بأنفسنا والله تعالى يقول (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) وورد في حديث قدسي أورده ابن القيم في الجواب الكافي يقول الله تعالى: (قلوب الملوك بيدى فلا تشغلوا أنفسكم بسبب الملوك ولكن توبوا إليَّ أعطفهم عليكم). ذات مرة خطب عبدالملك بن مروان عندما سمع المعارضين له فقال: (يا معشر الرعية أنصفونا تريدون منا سيرة أبي بكر وعمر ولا تسيرون فينا ولا في أنفسكم بسيرة رعية أبي بكر وعمر أنصفونا، وندعو الله أن يعين كلاً على كلٍ). ولذلك فأي تغيير لا يعطي الأولوية لتغيير النفس لن يكون تغييراً كاملاً لأنه لم يبن على أساس (أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله) وقد يقول قائل ورد في الأثر: (إن الله يزع بالسلطان ما لايزع بالقرآن) في إقامة حدود الله. نعم وهذا التأثير مع وجود الأساس تغيير النفس أولاً ولابد من وجود «حتى يغيروا». وخطوات التغيير إلى الفوز والنجاح كما قال تعالى (فأما من أعطى و اتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى). ولذلك عندما جاء أهل اليمن إلى الرسول صلى الله عليه وسلم قال عنهم: (قد جاءكم أهل اليمن وهم أرق أفئدة وألين قلوباً، الإيمان يمان والحكمة يمانية) فقلوبهم قابلة للخير وتتأثر بكلام الله ورسوله والبيئة لها تأثير (بلدة طيبة ورب غفور) ولهذا (والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه). فهؤلاء اليمانيون العظماء أمثال أبوموسى الأشعري وأبوالعلاء الحضرمي وعمار بن ياسر وكثير من الصحابة عصر الإيمان قلوبهم. ولذلك استحق أهل اليمن الوسام النبوي الخالد (الإيمان يمان والحكمة يمانية) ولهذا يمتاز اليمانيون بصفات رائعة شجاعة وإقدام وتضحية وذكاء وفي القمة ما قاله الحبيب صلى الله عليه وسلم. وتتجلى الحكمة في الشعب والقائد الرئيس علي عبدالله صالح بمبادرته للوفاق الوطني وأهمية استمرار الحوار والموقف من التعديلات الدستورية وهي مبادرة شجاعة جسدت حرص القائد على الوفاق والاتفاق ومعالجة قضايا الوطن عبر الحوار وتغليب المصلحة العليا للوطن وتجنيبه الانزلاق نحو الفتن والصراعات وزعزعة أمن الوطن والمواطنين. ودعت اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام الإخوة في أحزاب اللقاء المشترك إلى الاستجابة لهذه المبادرة والتفاعل الإيجابي والبناء معها بما يخدم المصلحة الوطنية العليا فتحية حب وتقدير للقائد والشعب. ولم يبق للمشترك عذر، فالحوار أمامهم والفتنة خلفهم و(اللهم جنب اليمن المؤامرات والفتن).