الكشف عن شرط حوثي صادم مقابل السماح بنقل البنوك إلى عدن    انهيار كارثي للريال اليمني.. والعملات الأجنبية تكسر كل الحواجز وتصل إلى مستوى قياسي    ماذا يجري في الجامعات الأمريكية؟    صحفي سعودي: الأوضاع في اليمن لن تكون كما كانت قبل هذا الحدث الأول من نوعه    هذا ما يحدث بصنعاء وتتكتم جماعة الحوثي الكشف عنه !    فشل العليمي في الجنوب يجعل ذهابه إلى مأرب الأنسب لتواجده    تعليق على مقال زميلي "سعيد القروة" عن أحلاف قبائل شبوة    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    لماذا نقرأ سورة الإخلاص والكافرون في الفجر؟.. أسرار عظيمة يغفل عنها كثيرون    البخيتي يتبرّع بعشرة ألف دولار لسداد أموال المساهمين في شركة الزناني (توثيق)    اعتراف رسمي وتعويضات قد تصل للملايين.. وفيات و اصابة بالجلطات و أمراض خطيرة بعد لقاح كورونا !    مدرب بايرن ميونيخ: جاهزون لبيلينغهام ليلة الثلاثاء    كأن الحرب في يومها الأول.. مليشيات الحوثي تهاجم السعودية بعد قمة الرياض    لأول مرة.. مصر تتخذ قرارا غير مسبوق اقتصاديا    رسالة سعودية قوية للحوثيين ومليشيات إيران في المنطقة    الكشف عن الفئة الأكثر سخطًا وغضبًا وشوقًا للخروج على جماعة الحوثي    وزارة الأوقاف بالعاصمة عدن تُحذر من تفويج حجاج بدون تأشيرة رسمية وتُؤكّد على أهمية التصاريح(وثيقة)    ليفاندوفسكي يقود برشلونة للفوز برباعية امام فالنسيا    طفلة تزهق روحها بوحشية الحوثي: الموت على بوابة النجاة!    ثلاثة صواريخ هاجمتها.. الكشف عن تفاصيل هجوم حوثي على سفينة كانت في طريقها إلى السعودية    عودة تفشي وباء الكوليرا في إب    رئيس مجلس القيادة: مأرب صمام أمان الجمهورية وبوابة النصر    الجرادي: التكتل الوطني الواسع سيعمل على مساندة الحكومة لاستعادة مؤسسات الدولة    حاصل على شريعة وقانون .. شاهد .. لحظة ضبط شاب متلبسا أثناء قيامه بهذا الأمر الصادم    رئيس كاك بنك يشارك في اجتماعات الحكومة والبنك المركزي والبنوك اليمنية بصندوق النقد والبنك الدوليين    القرءان املاء رباني لا عثماني... الفرق بين امرأة وامرأت    أصول القطاع المصرفي الاماراتي تتجاوز 4.2 تريليون درهم للمرة الأولى في تاريخها    فيتنام تدخل قائمة اكبر ثلاثة مصدرين للبن في العالم    رباعي بايرن ميونخ جاهز لمواجهة ريال مدريد    عاجل محامون القاضية سوسن الحوثي اشجع قاضي    ليفربول يوقع عقود مدربه الجديد    قائمة برشلونة لمواجهة فالنسيا    المواصفات والمقاييس ترفض مستلزمات ووسائل تعليمية مخصصة للاطفال تروج للمثلية ومنتجات والعاب آخرى    يونيسيف: وفاة طفل يمني كل 13 دقيقة بأمراض يمكن الوقاية منها باللقاحات    وفاة امرأة وإنقاذ أخرى بعد أن جرفتهن سيول الأمطار في إب    رغم القمع والاعتقالات.. تواصل الاحتجاجات الطلابية المناصرة لفلسطين في الولايات المتحدة    افتتاح قاعة الشيخ محمد بن زايد.. الامارات تطور قطاع التعليم الأكاديمي بحضرموت    الذهب يستقر مع تضاؤل توقعات خفض الفائدة الأميركية    اليمن تحقق لقب بطل العرب وتحصد 11 جائزة في البطولة العربية 15 للروبوت في الأردن    استهداف سفينة حاويات في البحر الأحمر ترفع علم مالطا بثلاث صواريخ    ''خيوط'' قصة النجاح المغدورة    واشنطن والسعودية قامتا بعمل مكثف بشأن التطبيع بين إسرائيل والمملكة    للمرة 12.. باريس بطلا للدوري الفرنسي    كانوا في طريقهم إلى عدن.. وفاة وإصابة ثلاثة مواطنين إثر انقلاب ''باص'' من منحدر بمحافظة لحج (الأسماء والصور)    ريمة سَّكاب اليمن !    نداء إلى محافظ شبوة.. وثقوا الأرضية المتنازع عليها لمستشفى عتق    في ذكرى رحيل الاسطورة نبراس الصحافة والقلم "عادل الأعسم"    السعودية تعيد مراجعة مشاريعها الاقتصادية "بعيدا عن الغرور"    كيف يزيد رزقك ويطول عمرك وتختفي كل مشاكلك؟.. ب8 أعمال وآية قرآنية    طلاب جامعة حضرموت يرفعون الرايات الحمراء: ثورة على الظلم أم مجرد صرخة احتجاج؟    أسئلة مثيرة في اختبارات جامعة صنعاء.. والطلاب يغادرون قاعات الامتحان    الدوري الانكليزي الممتاز: مانشستر سيتي يواصل ثباته نحو اللقب    من هنا تبدأ الحكاية: البحث عن الخلافة تحت عباءة الدين    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تقنيات علاجية بالليزر لدوالي الساقين
نشر في نبأ نيوز يوم 21 - 04 - 2006

تشهد وسائل معالجة أمراض دوالي الساقين سباقاً محموماً في الآونة الأخيرة، وذلك بعد ظهور إحصائيات حديثة تشير إلى إصابة أكثر من 150 مليون شخص بها في الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى، ناهيك عن الإحصاء الفعلي لعددهم على مستوى العالم. هذا وفي حين تتنوع المضاعفات لهذه الحالة التي تعتري بنية الأوردة وقدراتها الوظيفية على التحكم في جريان الدم من خلالها بشكل سلس وطبيعي في اتجاه دفع الدم إلى القلب، فإن الحلول المطروحة لا تتجاوز النصائح باتباع سبل الوقاية أو إجراء العملية الجراحية لربط الأوردة المتأثرة. ولذا بدأت في السنوات القليلة الماضية جملة من الأبحاث تهدف إلى محاولة ضمان معالجة الأوردة المتمددة والعاطبة عن أداء وظائفها بوسائل أقرب وأيسر تحقيقاً من دون الحاجة إلى الجراحة، في محاولة لجعل الجراحة آخر الحلول ومقتصرة على الحالات المتقدمة من التلف في الأوردة.
وضمن الجهود التي تُبذل باستخدام الأوردة الكبيرة كمدخل إلى عمل العلاج داخل الأوردة المُصابة، أو ما يُسمى بالعلاج التدخلي أسوة بما هو حاصل في الوصول إلى شرايين القلب عبر شرايين كبيرة تحت الجلد لإصلاح ما فيها من خلل، فإن تقنيات استخدام الليزر والموجات العالية التردد أو حتى حقن مواد مختلفة تشهد اليوم تطوراً مضطرداً، بغية الوصول إلى إتمام إغلاق الأوردة داخلياً بعيداً عن الحاجة إلى الجراحة في ذلك. وفي مشهد قلما يتكرر في دول العالم الأخرى تتنافس المراكز الطبية في الولايات المتحدة كعادتها في تقديم ما هو الأفضل عبر جهود باحثين مدعومة بشكل مادي جيد.
وبالرغم من تنوع وسائل التخلص من الأوردة المصابة بحالة الدوالي عبر الطرق غير الجراحية، إلا أنها كلها تعتمد على ثلاث تقنيات: الاولى، إقفال الوريد بالتأثير الكيميائي لاحدى المواد. والثانية، إقفال الوريد بتأثير الموجات عالية التردد، واخيرا إقفال الوريد بتأثير حرارة أشعة الليزر.
وكلها بالمحصلة تحدث نوعاً من التأثر في جدار الوريد، وبالتالي انطباق جدرانه على بعضها البعض وغلقه.
قفل الأوردة
* تم في العاشر من هذا الشهر الإعلان عن إنشاء شركة جديدة في الولايات المتحدة لتطوير إنتاج وتسويق جهاز جرى مؤخراً تصميمه يُستخدم في معالجة دوالي أوردة الساقين. والجهاز الجديد تم التوصل إليه نتيجة لأبحاث العلماء من كلية الطب بجامعة يل في مدينة نيوهافن بولاية كانتيكات الأميركية، وتمت تجربة استخدامه كوسيلة علاجية عبر التدخل من خلال الأوردة، في قفل الأوردة المصابة بالدوالي دون الحاجة إلى العملية الجراحية في إتمام ذلك. وكان الدكتور مايكل تال رئيس قسم أبحاث الأشعة العلاجية التدخلية بالجامعة قد طور هذه التقنية، وقال حول الأمر، إنه في حين أن دوالي الساقين من الأمراض غير المهددة للحياة، إلا أنها قد تتسبب في إزعاج شديد للمصابين، وفي مضاعفات على درجة من الأهمية لديهم كتجلط دم الأوردة، وانتفاخ الساقين، وقروح جلدية عرضة للالتهابات الميكروبية، وتنتج كلها من التوسع القبيح، على حد وصفه، في الأوردة. الوسيلة الجديدة، مقارنة مع العملية الجراحية، تقلل من الحاجة إلى دخول المستشفى وإجراء العملية بكل ما فيها من تعرض للتخدير ومضاعفات مرحلة النقاهة المحتملة كالألم وبطء العودة إلى الحياة الطبيعية، بالإضافة إلى تقليلها من الضرر الناشئ في الأنسجة المحيطة بالأوردة وخاصة الأعصاب والشرايين. ويُعقب عليه جون مارونو المسؤول في الشركة الجديدة بقوله إن بساطة وسيلة التبصر في ما يوجد داخل الوعاء الدموي، على حد وصفه للطريقة الجديدة، تمثل خياراً علاجياً جديداً ومغرياً لحالات من تُجرى لهم العملية الجراحية وللملايين غيرهم ممن يعانون من دوالي الساقين لكن يُحجمون عن الإقبال على علاجها بالعملية الجراحية.
الجديد الآخر الذي طرحه الباحثون من جامعة يل في المؤتمر 31 للمجمع الأميركي للتدخل العلاجي بالأشعة، الذي عُقد في بدايات هذا الشهر، هو استخدام نوع خاص من الرغوة Sotradecol كي تُحقن داخل الوريد وتُسهم في قفله. والرغوة موجهة في الدراسة الحديثة للدكتور روبرت وايت نحو معالجة دوالي أوردة غير الساقين، وكذلك تحديداً دوالي الخصية ودوالي الفرج لدى النساء.
ومشكلة دوالي الخصية، ودوالي الأعضاء التناسلية لدى النساء التي هي سبب في 30% من آلامهن المزمنة في الحوض، ومشكلة الدوالي الصغيرة على الجلد، التي تُسمى الوحمة العنكبوتية، لدى النساء خصوصاً إما في الوجه أو الصدر أو مناطق أخرى من الجلد، كلها جوانب لا يتسع المجال لعرضها فيما نحن فيه، وللملحق عودة للحديث عن كل منها لاحقاً.
أشعة الليزر
* من جهتهم، أعلن جراحو الأوعية الدموية في جامعة ديوك بولاية كارولينا الشمالية الأميركية عن أن استخدام طاقة الليزر يمثل وسيلة آمنة ولا تتطلب جراحة، وذلك للحد من مشكلة الدوالي على حد قولهم. وأضافوا أن تدخلاً محدوداً جداً بإمكانه حل المشكلة بحيث يتمكن المريض من المشي وممارسة أنشطة حياته العادية خلال ساعات من بعد إتمامه، مقارنة بالعملية الجراحية التي تتطلب لف ضماد على الساق وقضاء حوالي 6 أسابيع من النقاهة قبل العودة بشكل طبيعي لممارسة الأنشطة اليومية.
ويتم في التقنية العلاجية إدخال قسطرة (أنبوب بلاستيكي لا يتجاوز قطره 3 مليمترات غالباً) في الوريد الفخذي، من منطقة أعلى الفخذ، ومن خلاله يقوم الطبيب بتوجيه حزمة من أشعة الليزر إلى داخل بطانة الوريد، الأمر الذي يُؤدي بالوريد في نهاية الأمر إلى الإقفال، وتحويل الدم عنه إلى أوردة أخرى، وبالتالي يزول التجمع الدموي المُوسع لحجمه.
وتصف الدكتورة سنتيا شورتيل رئيسة قسم جراحة الأوعية الدموية بجامعة ديوك الطريقة بأن كل العملية يُمكن إجراؤها دون الحاجة إلى التنويم في المستشفى، وبعد العملية التي تستغرق ما بين 15 و30 دقيقة في الغالب، فإن المريض يُطلب منه البدء في المشي كي يُسهم ذلك في دفع الدم إلى التحول من الوريد الذي تمت معالجته إلى أوردة أخرى، دونما أي داع للخوف من المشي آنذاك.
وأضافت أن العملية برمتها لا تترك أي ندبات في جلد الساق بدرجة تشوهه، وأن أي ألام يُمكن التغلب عليها بتناول أقراص من حبوب تخفيف الألم البسيطة، ويتمكن الشخص من العودة إلى عمله بعد أسبوع على أبعد تقدير.
مشكلة شائعة
* تعلق الدكتورة شورتيل على الإحصائيات التي تشير إلى أن حوالي 100 مليون شخص في الولايات المتحدة وحدها يعانون من درجات متفاوتة من دوالي أوردة الساق، بأن حوالي 25% من النساء وحوالي 15% من الرجال هم عرضة لأن تظهر لديهم دوالي. ومن بين اهم الأسباب العديدة لهذا الأمر، السمنة وتقدم العمر والوقوف لوقت طويل، والحمل على وجه الخصوص لدى السيدات. كما أن عنصر الوراثة يلعب دوراً لا يُمكن إغفاله على حد قولها.
وتشير إحصائيات أخرى إلى أن واحداً بين كل شخصين ممن هم فوق سن الخمسين من العمر لديه بشكل أو بآخر إحدى درجات دوالي أوردة الأطراف السفلى. وتشير أيضاً إلى أنه يتم سنوياً إجراء مليون عملية جراحية في الولايات المتحدة وحدها للتقليل من تداعيات دوالي الساقين، وقد تصل كلفة العملية الواحدة لاحدى الساقين حوالي 5 آلاف دولار أميركي، أي بميزانية تقارب 5 مليارات دولار سنوياً!، هذا غير التكلفة الأخرى للرعاية الصحية المُقدمة لمن يعانون منها.
من السهل تبين وجود دوالي في الساقين أو الفخذين بشكل ظاهر من خلال رؤية أوعية وريدية منتفخة وغامقة اللون. كما ويشكو المصاب من ألم أو حكة فيها أو حولها خاصة في آخر نهار من العمل أو الوقوف. ويزداد الأمر لدى النساء أثناء الحمل أو ما قبل الدورة الشهرية ليظهر احمرار أو انتفاخ فيها وفيما حولها أيضاً. ولتشخيص مواقع الخلل في الأوردة فإن الفحص ألسريري أو استخدام تقنيتي الدوبلر في الأشعة فوق الصوتية أو التصوير بالرنين المغنطيسي، لفحص أوردة الأطراف السفلى، يُسهمان جداً في الأمر.
ومع هذا فإن دوالي الساقين بذاتها لا تتسبب في الغالب بأية مشاكل صحية طارئة تستدعي طلب المشورة الطبية حولها طالما تم تشخيص وجودها وأُعطيت النصائح الطبية للتعامل السليم معها. لكنها من آن لآخر قد تسبب مشاكل ربما تكون صغيرة أو كبيرة وتتطلب معاينة الطبيب لها. وعند ترقق الجلد المغلف لها فإن تهيجه وتعرضه لأي إصابات بسيطة مثل ما قد يحصل أثناء إزالة الشعر عن الساقين، ومن السهل آنذاك حصول نزيف. وغالباً ما يكفي حينها الضغط على الوريد ورفع الساقين إلى أعلى، وإن لم يتوقف النزيف بهذا فالحاجة تدعو إلى معاينة الطبيب للأمر. وتظل احتمالات حصول التهاب فيها أو ظهور تقرحات على الجلد أمرا قائما، بما يجعلها عرضة للالتهابات الميكروبية، الأمر الذي يستدعي مراجعة الطبيب وإتباع إرشاداته العلاجية، كما يتضح هذا من الرسم التوضيحي المرفق بالمقال والمستلهم من نشرات الرابطة الأميركية لأطباء الأسرة حولها.
لكن في حال ظهور ألم شديد في الساق أو انتفاخها أو حتى الشعور بضيق في التنفس مع ألم في الصدر، فإن مراجعة الطبيب على وجه السرعة هي الأولى نظراً للخوف من نشوء تجلطات في أوردة الساق وانتقالها إلى الرئة بكل تداعياتها المؤثرة على الصحة، وهو ما سبق للدكتورة عبير مبارك الحديث عنه قبل عدة أعداد من ملحق الصحة بالشرق الأوسط.
بالإضافة إلى ما تقدم، تظل مراجعة الطبيب أمراً مهماً لمناقشة خيارات العلاج المتاحة للدوالي نفسها من وسائل وقاية وأدوية وحلول أخرى كالتدخلية أو الجراحية. علاج الدوالي
* مبدأ العلاج حتى اليوم ليس هو إصلاح خلل الوريد البنيوي أو الوظيفي، فهو أمر لم يصل الطب بعد إليه، بل ببساطة هو إغلاق الوريد المتضخم وصرف الدم عنه إلى أوردة أخرى لعل وعسى أن لا ينشأ الأمر في أوردة أخرى ومرة أخرى، وهذا التمني الطبي مبني بالأساس على الاتباع الصارم للمريض لإرشادات الوقاية واتخاذها نمطاً حياتياً. ومن ناحية طبية بحتة، فإن اختيار الوسيلة العلاجية يختلف حسب نوع الحالة، وهو ما تتم مناقشته مع المريض لعرض الخيارات المناسبة لحالته.
* أبسط الوسائل وأكثرها شيوعاً هي العلاج الخارجي، أي عبر الجلد، بحقن مادة من خلال إبرة داخل الوريد لإحداث حالة من التصلب فيه وبالتالي إغلاق مجراه. وتعتبر مناسبة لحالات الأوردة الصغيرة أو السطحية، بيد أن فائدة هذا العلاج محدودة جداً ولا بُفيد في حالات الأوردة الكبيرة، ولا يلجأ إليها عادة آنذاك. وحتى تلك التي العلاجات تستخدم الليزر خارجياً، فإنها محدودة الفائدة لما يتجاوز قطره 3 مليمترات، وإن كان البعض يُروج لها.
* العملية الجراحية، وهي مناسبة للأوردة الكبيرة الحجم، وفيها يتم إما إقفال جراحي للوريد داخل الساق أو الفخذ، مع تركه مكانه، أو إزالته بالكامل إلى خارج الجسم. وتختلف تقنيات إجراء عمليات الدوالي من مكان لاخر، لكنها تحتاج إلى تخدير كلي غالباً، وتحمل المضاعفات المعروفة للجراحة من تخدير، ونقاهة، واحتمالات مشاكل موضعية مكان الجراحة كالتهابات أو الألم أو ظهور ندبات دائمة أو تأثر الأعصاب المحيطة بكل تداعياته.
* العلاج التدخلي، وذلك في محاولة للوصول إلى داخل الوريد وإجراء عملية القفل داخلياً، إما بالليزر أو موجات عالية التردد أو بحقن مواد بغية إتمام غلق الوريد.
الدوالي مشكلة شائعة، ومحفزات ظهورها هي غالب ممارساتنا اليومية غير الصحية، والتدخل العلاجي وإن كان مفيداً جداً إلا أنه يُترك للحالات التي يُسهم في تخفيف المعاناة منها بعد مناقشة الأمر مع الطبيب. وتظل وسائل الوقاية غاية في الفائدة والنفع.
اضطرابات صمامات أوردة الأطراف السفلى
* تعمل الأوردة بشكل رئيسي على تجميع الدم من الأعضاء وأجزاء الجسم المختلفة كي تدفعها في نهاية الأمر للوصول إلى القلب. ويتطلب الأمر سرعة توصل هذا الدم غير النقي إلى القلب كي يقوم بدفعه إلى الأجهزة المنقية في الجسم، وتحديداً الرئتين والكلى والكبد.
مشكلة الدوالي تحتاج إلى تصور سليم كي نتفهم وسائل الوقاية وطرق المعالجة وكيفية تأثيرها على الأمر برمته. ولو تأملنا في أوردة الأطراف السفلى، أي الساقين والفخذين، بنية ووظيفة نجد أمرين:
الأول: هو أن الجاذبية الأرضية تعيق جريان الدم بسهولة خلال الأوردة، لأن الدم عند ذاك مطلوب منه أن يسير من أسفل إلى أعلى دون أن تكون في القدمين أو الساقين مضخة لدفعه وتسهيل جريانه.
الثاني: هو أن هناك نوعين من الأوردة الدافعة للدم إلى أعلى، هما الأوردة السطحية القريبة من الجلد، التي تصب محتوياتها في أوردة عميقة داخل منطقة العضلات.
وكل المطلوب هو أن تدفع الأوردة السطحية ما تحتويه من دم إلى الأوردة العميقة. حيث تعمل العضلات القوية بالضغط على الأوردة العميقة، حال انقباضها أثناء الحركة كالمشي وغيره، وتدفع بالتالي هذا الدم إلى أعلى أي إلى القلب. وحجر الزاوية أو العنصر الجوهري في العملية كلها وسلاسة إتمامها، هو وجود صمامات فاعلة وتعمل بكفاءة عالية داخل الأوردة، كما سيأتي إيضاحه. تعتبر الأوردة أوعية دموية ضعيفة البنية، وقابلة بالتالي للتمدد بسعة أكبر وتجمع الدم فيها. لكن ما يُساعد الأوردة على دفع الدم من خلالها في غياب قوة خارجية هو أمران، الأول دخول دم جديد من الشعيرات الدموية إليها، بما يدفع الدم قُدماً شيئاً يسيراً، والأمر الثاني وجود صمامات داخلها تعمل على جريان الدم في اتجاه واحد إلى الأمام ومنعه من العودة إلى الخلف.
إذا ما اختلت وظيفة سلسلة الصمامات على طول الوريد هذه، فإنه لم يعد هنالك ما يمنع عودة الدم إلى الخلف أو تجمعه واستقراره في الوريد. وهنا مربط الفرس في آلية نشوء دوالي الأوردة في الأطراف السفلى، ومن هنا أيضاً فإن الأوردة السطحية عرضة بشكل أكبر إلى نشوء حالة الدوالي فيها.
عوامل ظهور الدوالي ووسائل الوقاية
* كل نظريات تعليل ظهور الدوالي تُرجع الأمر إلى خلل في صمامات الأوردة. سواء أكان الأمر قلة عدد الصمامات أو ضعفها عن القيام بواجباتها أو اختلال هيئها وشكلها. لذا حينما يقف المرء منتصبا، فإن الدم قابل للتجمع في أوردة الساقين بشكل تلقائي. وبالتالي أيضاً مع زيادة تجمع الدم فوق طاقة تحمل الوريد فإن الدم سيتسرب خارجاً عنه، وتنشأ تداعيات ذلك كله.
و بالإضافة إلى الوراثة كأقوى عوامل ظهور الدوالي، فإن هناك أيضاً عوامل أخرى عدة تلعب أدواراً مختلفة في ظهور أو تفاقم المشكلة داخل وما حول الأوردة المتمددة والمحتقنة. منها:
أولاً: الحمل، وذلك لعدة متغيرات تعتري بشكل طبيعي أو غير طبيعي جسم الأم الحامل، كزيادة حجم الدم داخل جسمها طبيعياً آنذاك. وزيادة ضغط الرحم المتعاظم حجماً ووزناً على الأوردة الكبيرة في البطن التي تتلقى الدم من أوردة الأطراف السفلى خاصة إذا ما استلقت الحامل على ظهرها بدلاً من أحد جنبيها. والزيادة في هرموني الإستروجين والبروجسترون الأنثويين. ولنفس التغيرات الهرمونية فإن تناول حبوب منع الحمل أيضاً يُؤثر في ظهور المشكلة.
ثانياً: طول فترة الوقوف دون راحة للساقين، ودون تحريك لعضلات الأطراف السفلى بغية دفع الدم بعيداً عنها.
ثالثاً: السمنة وزيادة حجم ومحتويات منطقة البطن.
رابعاً: زيادة الضغط على ما بداخل البطن، كما في محاولات التبرز مع الإمساك المزمن أو التبول مع تضخم البروستاتا أو السعال المزمن المتكرر، أي أنها نفس الظروف التي ترفع من احتمالات ظهور البواسير الشرجية، التي هي بالأصل عبارة عن دوالي في أوردة منطقة الشرج.
خامساً: التقدم في العمر بذاته عامل مستقل في ظهور حالات الدوالي لاعتبارات يطول شرحها لكنها مُتصورة بداهة مع ضعف بنية الجسم وتحمل أجزائه لأي اختلال وظيفي.
ساساً: إصابات سابقة في الفخذين أو الساقين أثرت ربما سلباً على الأوردة.
وبينما لا يمكن منع كل حالات الدوالي، إلا أن هناك من الوسائل ما يُمكنها فعل الكثير للحد من ظهورها أو تفاقمها كمشكلة يعاني منها الإنسان وتؤثر على أنشطة حياته اليومية. ومنها:
أداء تمارين رياضية بانتظام لتقوية عضلات الساقين والفخذين كالهرولة أو المشي.
التحكم في الوزن لإبقائه ضمن الطبيعي، وخاصة حجم البطن.
حال الجلوس: تجنب وضع فخذ فوق الأخرى، مع الحرص ما أمكن على رفع القدمين ولو شيئاً يسيراً عند الجلوس لفترات طويلة أثناء العمل، أو في الطائرة وغيره.
حال الوقوف: تجنب ذلك بالأصل لفترات طويلة، وإن كان لا بد فتخفيف التأثير بمحاولة الاعتماد على إحدى الرجلين دون الأخرى، ثم التناوب في فعل هذا كل بضع دقائق، وإن استطاع المرء أن يتحرك قليلاً كل نصف ساعة فأفضل.
يجب أن تكون الملابس غير ضيقة وتشد على منطقة وسط البطن أو أعلى الفخذين، مع الحرص على ارتداء جوارب جيدة تضغط حتى أعلى الساق من أول اليوم، أي قبل البدء في المشي.
الاهتمام بمعالجة حالات الإمساك المزمن أو حصر البول أو السعال المزمن.
العناية بالساقين أثناء الحمل على وجه الخصوص باتباع النصائح المتقدمة، ومحاولة تجنب حبوب منع الحمل لو كانت هناك حالات دوالي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.