وأنا أتصفح بعض المواقع جذبني عنوان على موقع "ناس برس" التابعة للتجمع اليمني للإصلاح(الماوري يكتب من أمريكا) ، ولأنني لدي ما يعنيني في أوضاع الجالية اليمنية وأنشطتها أخذت بقراءة الموضوع إلاّ أن شغفي في القراءة سرعان ما تبدد وتحول الى حزن على ما أصاب بعض العقول من نزعة عدوانية تجاه الآخرين..! غرابة ما كتب يحيى الماوري – رغم شكي أنه هو من كتب- دفعتني الى إعادة قراءة الموضوع مراراً لعلي أجد فيه ما يجعلني أصدق ما نسبه لأناس أعرفهم جيداً .. لكن لم أجد غير نزعات حقد، وغيرة، وحسد لا يراد بها غير التشهير من باب الكيد السياسي، ولا أدري أي غاية دفعت الماوري لامتطاء شيطانه الأعمى ، وحمل سيفه الخشبي ، والغوص في أعماق صحراء قاحلة لا تتردد عن ابتلاعه برمالها المتحركة. يحيى الماوري يذكرني ب"قرينة" التي تعيش في بعض المزارع وتعتقد أنها أفضل من غيرها من الطيور وتوهم نفسها بأنه لولا القرن الذي فوق رأسها يمسك بالسماء للصقت السماء فوق الأرض وانتهى العالم .. فهو طموحاته تختلف عن طموحات الآخرين ولعلني مضطر للوقوف قليلاً على شيء من سيرته. أولا- الإنسان الذي مثل يحيى يجب أن يسأل نفسه لماذا طرد من المملكة العربية السعودية في بداية غربته ؟ ثانياً: كم الفترة التي عاشها مع أولاده سواء في الوطن أو عندما كانوا عنده في أمريكا؛ وهل كان أفراد أسرته راضون عنه وعلى العيش معه لحسن تصرفه؟ وثالثا: لماذا أفلس المطعم الذي كان يديره والذي كان في وسطه بار للمشروبات الروحية وكان المطعم يسمى ب (الشيطان الأحمر Red Devil)؟ والسؤال الرابع والأخير هو ما سبب هروبه من منطقة مسقط رأسه (ماور)؟ ونرجع الآن الى قصة حياته في الجانب السياسي والاجتماعي .. في الجانب السياسي الجالية اليمنية في الولاياتالمتحدة بدأت نشاطاتها في السبعينات، وكان الناس الناشطين يعملون في كل المجالات باستثناء يحيى الماوري لم تكن أي جهة من الجهات السياسية، والاجتماعية أن فكرت أن تضمه في أي عمل.. حيث وهي متأكدة بأنه غير صالح لأي عمل يدخل فيه.. في عام 1985م عين العميد عبد ربه الحداد قنصل عام للجمهورية اليمنية بولاية ميتشيجن الأمريكية، وكان من أكثر المسئولين اهتماما بوحدة الجالية اليمنية، فاغتر بيحيى ومطعمه الذي كان دخله في اليوم الواحد ما يقارب عشرة آلاف دولار .. فتعاون معه القنصل ودفع به الى أن وصل الى رئاسة فرع الاتحاد العام للمغتربين اليمنيين في الولاية، ثم رئيس فرع المؤتمر الشعبي العام.. وقرار، ثم قرار، ثم قرار، ثم ... وكان يعتقد انه باقي معه خطوة واحدة ليصل رئيسا للجمهورية اليمنية في الخارج. وبعدها أتت فترة على أن يغير اسم الاتحاد العام للمغتربين اليمنيين الى اسم جمعية ليعفى من الضرائب الحكومية، فتغير الاسم، وتغير دستور الاتحاد، واستغرقت صياغة دستور الجمعية أكثر من ستة أشهر وشارك في صياغته ممن كانوا قادمين من أرض الوطن مثل الدكتور عبده علي عثمان وآخرين .. وبدأ الناس وفي مقدمتهم القنصل العام عبد ربه الحداد في توحيد فرعي الاتحاد العام الى فرع واحد تحت اسم جمعية واحدة للمدينتين ديربورن وهامترامك ديترويت؛ على الرغم من تحفظ البعض وعدم رغبتهم بدمج الجمعيتين في جمعية واحدة لبعد المسافة بين المدينتين- حيث والجالية في مدينة ديربورن بحاجة الى مقر في المدينة وكذلك مدينة هامترامنك.. أجريت الانتخابات وفاز برئاسة الجمعية بأغلبية الأصوات محمد سعيد عبد الله من فرع ديربورن ، وتلاه نائب الرئيس جمال علي مجلي.. لكن عندما خسروا الانتخابات رفضوا تسليم ما لديهم من المال وممتلكات الفروع وحدثت مشاكل وتدخلت السفارة وأرسلوا من هناك مندوبين لحل المشكلة من بينهم أحمد يحيى الكبسى القائم بالأعمال، ومراد صادق، وصلاح النشاد ، وحاولوا بكل الوسائل المتاحة حل المشكلة الى أن قبل يحيى الماوري برأيهم على أن تعود اشتراكات فرع ديربورن لديربورن وهامترامك لهامترامك. إلاّ أن الماوري لم يسلم المبالغ التي استلمها كاشتراكات، وأعطاهم ورقة صرف بحوالي 30 ألف دولار وأفاد بأن دخل الاشتراكات صُرف في تنظيف المقرات وفواتير اتصالات لليمن.. المهم "أربع مع الدابة وأربع مع وبل وأربع مع ذي ساقها".. فدخلوا الناس في انتخابات ثالثة للجمعية وترأس الجمعية اليمنية الأمريكية الدكتور صالح العوبلي ومرت فترة الى أن جرت انتخابات أخرى فرأس الجمعية يحيى الماوري بعد انشقاق فرع المؤتمر. ومرت فترة وبقي يحيى رئيس الجمعية ولم يكن يدري كم عدد أعضاء الجمعية، ومن هم مسددين اشتراكات، ولا كم الدخل أو الخرج، ولم يكن بحوزته حتى محضر لقاء واحد للهيئة الإدارية.. وكان قد وقع على محضر وحددوا فيه موعد الانتخابات وهو من ضمن الموقعين ولم يحضر للانتخابات وكان يظن أن غيابه سيعطيه الشرعية للبقاء رئيس وممثل شرعي ووحيد للجالية.. إلا أن القانون لا يحمي المغفلين.. فقد سقط يحيى لعدم وعيه بالعمل الاجتماعي والسياسي، ويومها حاول بعض أبناء الجالية انتشاله من المستنقع الذي وقع فيه ودفعوا عليه مبلغ 2000 دولار للمحامي الذي مثله؛ ولكن لا مفر من القدر، فقد ضاعت الجمعية وضاع معها المبلغ الذي جمعته الجالية! مثل يحيى الماوري مثل الذي دعا لله بان يقبل منه ثلاث دعوات، فعندما عاد الى بيته اصطدم بزوجته، إذ قالت له: لي واحدة من الثلاث. قال لها: خلينا نصرفهن لمصلحة البيت! قالت: والله أول واحدة لي.. فتوسطوا الأولاد بأن تصرف واحدة لأمهم، وعندما قبل قالت: أدعو الله بان يرد سني الى الثامنة عشر فقبل، وعادت الى الثامنة عشرة ، قالت: الله يفتح عليك وعلى عيالك، شا سير أدور لي إنسان في سني..! قال لها: اتق الله، فلم تتق الله فسال الله أن يقلبها "ربحة" ، فقلبت ربحه، فبقوا الأولاد يصرخون.. ماذا حصل ويترجون والدهم بأن يعيد والدتهم العجوز كما كانت.. فدعا الله فعادت حليمة الى عادتها القديمة. فقال لها الزوج: أعجبك الخبر ثلاث دعوات أحرقناهن في جحرش ...! يا يحيى ما هو مفهومك للعمل السياسي والاجتماعي!؟ حاول تغيير المستشار الذي جالس يكتب لك ، حيث أن مستشاريك مثل بنادق الفينيقي واحد مكسور، وواحد مشجور، وواحد ما بيقرحش .. هل فهمت الخبر أيش أنت من عينه..! رحم الله من قال: "لا تبك على من مات، ابك على من خف عقله" .. مشورتي ليحيى الماوري أن ينتظر لما يتم تشكيل حكومة جديدة ويتعين فيها وزير وسفير فيها جزاءً للتضحية التي قدمها من أجل الوطن، والوحدة المباركة التي بذل وضحى من أجلها بأعز وأغلى ما يمتلك – حسب إدعائه- حيث كان رصيدهم بأنهم ضحوا بعدد أفرادهم "خمسة آلاف شهيد من الأسرة وحدها، غير الأصدقاء والأنصار والمهاجرين".. ورحم الله أمريء عرف قدر نفسه فصانها !