في نفس الوقت الذي شهدت فيه لندن سقوطاً مدوياً لكبرى المعاقل الانفصالية "تاج"، شهدت حضرموت مساء أمس السبت سقوط أكبر أصنام الحراك "حسن باعوم"، بعد انسحاب قيادات المكونات الانفصالية من اجتماع بمنزله خصصه لتوحيدها، فخرجوا منه أشد تمزقاً. وأفادت مصادر "نبأ نيوز" في المكلا: أن الاجتماع الذي ترأسه "حسن باعوم"، حضره قادة جميع مكونات الحراك في حضرموت، وفي مقدمتهم أحمد بامعلم رئيس (مجلس الحراك) الذي تم إنشاؤه حديثاً، وعبد العزيز باحشوان رئيس (المجلس الوطني)، وعبد المجيد سعيد وحدين رئيس (مجلس الحراك السلمي)، بجانب اثنين من أبناء باعوم، أحدهما "فادي" ممثلاً عن (اتحاد الشباب والطلبة)، وعدد آخر من قيادات تلك التكوينات. واشارت المصادر إلى أنه، وبعد (45) دقيقة فقط من بدء الاجتماع تفجرت الخلافات بين "بامعلم" و"وحدين"، حيث أنكر الأخير علمه بالمشروع الذي طرحه "بامعلم" قبل أكثر من عام، ودعا فيه الى توحيد مكونات حراك حضرموت، الأمر الذي كان مدخلاً لتعدد المتحدثين، وتعالي الأصوات، وتأجج الخلافات في ظل إصرار "بامعلم" على موقفه الرافض للاندماج مع المكونات الأخرى. غير أن ما تسبب بتأزيم الموقف هو تدخل أبناء باعوم بلهجة انفعالية بذيئة استفزوا بها "بامعلم"، وكثيراً من الحاضرين الذين بادر كلاً منهم إلى نشر الغسيل الوسخ لأبناء باعوم- وعلى وجه الخصوص "فادي"- واستعرضوا العديد من ممارستهم التي وصفوها ب"البلطجة"، و"قلة الأدب"، واستنكروا محاولة "فادي" ضرب "بامعلم" وسط مدينة المكلا بعد يومين أو ثلاثة من إعلان "بامعلم" عن مجلسه..
أبناء باعوم، وخلال ذلك الحديث، أطلقوا العنان لألسنتهم لمهاجمة المتحدثين بأصوات عالية، وعبارات "نابية" وشتائم، فما كان من المتحدثين إلاّ أن حاولوا مغادرة المجلس بعد أن فلتت الجلسة، وفقد "حسن باعوم" السيطرة على زمام الامور، فاستسمحهم "باعوم" وطلب منهم الجلوس، كما طلب من ابنائه احترام الحضور، ولو من باب "كبر السن".. لكن ذلك لم يجد نفعاً، إذ بعد دقائق انسحب "بامعلم" ونحو ثمانية آخرين من أثقل قيادات الحراك بحضرموت، وأقواهم تأثيراً..!! وبإنسحاب تلك القيادات الموصوفة بأنها "صانعة قرار"، والفشل الذريع الذي منيت به مبادرة باعوم التي أسماها "مسيرة التوحد"، فإن حضرموت تكون قد أعلنت سقوط أكبر أصنام الحراك- حسن باعوم- الذي جعلت منه مزامير إعلام الحراك "رمزاً"، و"معجزة"، و"آلهة" يقدسونها كما "هًبل"، ويراهنون على قدراتها الخارقة في توحيد الحراك... إلاّ أن "هُبل" الحراك تهشم على مدكاه ذليلاً، غارقاً بمخازي أبنائه المنبوذين،، خجلاً كيف لمن لم يحسن قيادة أسرة أن يجرؤ على تقديم نفسه زعيماً لشعب!!