تقرر الثلاثاء 26 تشرين الأول سحب جائزة الشيخ زايد للكتاب التي منحت للكاتب الجزائري حفناوي بعلي هذا العام عن كتابه (مدخل في نظرية النقد الثقافي المقارن)، بسبب استحواذها (في الكتاب الفائز) على جهد الآخرين مضمونا ونصا، في إشارة إلى لأديب السعودي عبد الله الغذامي. واكد الأمين العام للجائزة راشد العريمي في بيان له: أن الجائزة تلقت كثيرا من الملاحظات من قراء ومتابعين تشير إلى "مآخذ منهجية" اشتمل عليها كتاب بعلي الحاصل على الجائزة فرع الآداب. وأضاف أن الجائزة اتخذت من خلال خبراء متخصصين سلسلة من الإجراءات للتحري في أمر الشواهد والاقتباسات التي بنى عليها المؤلف كتابه وعلى مدى اتباع الكتاب للأعراف العلمية السائدة "وقد تبين للجائزة بعد كل التحريات أن كتاب (مدخل في نظرية النقد الثقافي المقارن).. رغم طرافة موضوعه وغزارة المادة النقدية التي تضمنها قد ساده منهج في عرض مادة النقد الثقافي تجاوزت حدود الاستشهاد والاقتباس وتحولت في سياقات عديدة إلى الاستحواذ على جهد الآخرين مضمونا ونصا." وقال إنه بناء على تقرير المتخصصين والخبراء وحرصا على أهداف جائزة الشيخ زايد للكتاب التي تمنح للمبدعين من المفكرين والناشرين والشباب عن إسهاماتهم في مجالات التأليف والترجمة في العلوم الإنسانية " ذات الأثر الواضح في إثراء الحياة الثقافية والأدبية والاجتماعية وفق معايير علمية وموضوعية والالتزام بحقوق الملكية الفكرية كما ينص على ذلك نظامها الأساسي فقد تقرر سحب لقب الجائزة من الكتاب المذكور." وفي حديث مع "العربية" قال الأديب السعودي عبد الله الغذامي- صاحب الجهد المسروق من قبل الجزائري: "ما حدث كارثة هو بكل المعاني الأخلاقية والعلمية ولكان الأمر يتعلق بي شخصيا لتسامحت وصفحت ولكن القضية تمس جائزة الشيخ زايد للكتاب القائمة على تأسيس ثقافة الكتاب بأخلاقيات حقوق الملكية الفكرية والمنهجية العلمية ولذلك من واجب الجائزة أن تحامي وتنافح عن رمزيتها ومقامها ومصداقيتها وتتخذ الاجراء الذي يتفق مع درجة الخلل ونوعيته". ولدى سؤاله عن كيفية الخلل الذي حدث، قال: " الهيئة الاستشارية ليست هي التي تقرأ أو تعمل التقارير، حيث هناك لجان متخصصة تقرأ 700 كتاب لتوزع على جوائز في 9 قطاعات ولكل جائزة 3 محكمين يعدون تقاريرهم ثم يقدموها للهئية الاستشارية لتقرر، وما حدث هو خطأ بشري تماما كما يحدث مع الطبيب الذي قد يرتكب خطأ قاتلا ولكنه يبقى في حدود الخطأ البشري، وأنا اعترف بوجود ذلك الخطأ والجائزة حاولت أن تعالج تلك القضية وذلك ما حدث بسحب الجائزة". وأضاف: عندما علمت بما حدث كانت الصدمة القوية ولذلك لم أستطع أن اتابع الأمر وطلبت من أمانة الجائزة ابعادي عن جميع المداولات توخيا للموضوعية والحيادية ولم أقرا حتى اللحظة البيان الذي صدر بشأن سحب الجائزة، والموضوع هو بالنهاية حق علمي للجائزة من جهة وللمؤسسة العملية الثقافية في الوطن العربي من جهة أخرى". وأعرب عن حزنه وتعاطفه لما حدث للباحث الجزائري قائلا أن الإنسان لا يعرف بأحزان غيره مضيفا: "ليس بيدي شيء والمسألة ليست شخصية بل هناك حقوق علمية وفكرية يجب أن تؤخذ بالاعتبار". وجائزة الشيخ زايد للكتاب تشرف عليها لجنة عليا ترسم سياستها العامة وهيئة استشارية تتابع آليات عملها. وتبلغ القيمة الإجمالية للجائزة سبعة ملايين درهم إمارتي وتمنح سنويا في تسعة فروع هي (التنمية وبناء الدولة) و(أدب الطفل) و(جائزة المؤلف الشاب) و (الترجمة) و(الآداب) و(الفنون) و(أفضل تقنية في المجال الثقافي) و(النشر والتوزيع) و(جائزة شخصية العام الثقافية). يذكر أن الكاتب باحث جامعي يعمل أستاذا للتعليم العالي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة عنابة بالجزائر، وهو حاصل على دكتوراه دولة في الآداب والعلوم الانسانية والدراسات المقارنة والثقافية وتسلم جائزة الشيخ زايد للكتاب فرع الآداب في آذار (مارس) الماضي.