وسط تظاهرة كرنفالية شهدت حضور زهاء 150 نجماً من نجوم الفن العربي والأردني، منحت 'جوردان أوورد'، جوائزها للفائزين في أول وأضخم تجمع فني ثقافي عربي يقام في الأردن، ويكرم المبدع العربي، أقيم على شاطئ البحر الميت، أخفض نقاط الكرة الأرضية، أقيم في قصر الملك الحسين بن طلال للمؤتمرات، التي زينت طاولاتها بمنحوتة 'تايكي'، تماماً كما ازدانت أروقة ومداخل 'القصر' بمنحوتات تايكي الذهبية والضخمة، بجسد امرأة فردت أجنحتها لحماية المكان، ومنح الحظ، كما تقول الأسطورة. ووفقاً لصحيفة "القدس العربي" فقد ذهبت جائزة جوردان أوورد' لفئة جائزة أفضل مطرب عربي للفنان العراقي كاظم الساهرعن ألبومه 'الرسم بالكلمات'، الذي عبر بكلمات جميلة عن حبه للأردن وللأردنيين، وهو الذي بدأت شهرته من الأردن، التي قدمها له الملحن صلاح الشرنوبي والفنانة سميحة أيوب، وكان ترشح للجائزة حسين الجسمي عن ألبومه 'حسين الجسمي'، ووائل جسار عن ألبومه 'الروائع'. وفازت الفنانة اللبنانية أليسا، بجائزة أفضل مطربة عربية في 'جوردان أوورد'، وتمنت "أن يكون 'جوردان أوورد' حدثاً سنوياً يجمع كل نجوم العرب"، وهي الفائزة بجائزة 'الميوزيك أوورد' لثلاث مرات، وقد تصدر ألبومها 'تصدق بمين' قائمة أعلى الإسطوانات مبيعاً، وقام الممثل السوري سلوم حداد بتقديم الجائزة لها، وكان ترشح للجائزة السورية أصالة نصري عن ألبوم 'قانون كيفك'، ولطيفة التونسية عن ألبوم 'اتحدى'. وفازت الروائية ليلى الأطرش بجائزة أفضل رواية أردنية عن روايتها 'رغبات ذاك الخريف'، قدمها لها الممثل الأردني نبيل صوالحة والممثلة اللبنانية ورد الخال، فيما عبرت الأطرش عن شكرها لعمانالمدينة، بوصف الرواية تحكي عن عمان، في فترة تحولات لافتة، كما شكرت القائمين على الجائزة. وفاز الفنان الأردني إياد نصار بجائزة أفضل ممثل أردني، عن دوره المتميز في مسلسل 'الجماعة'، وقدمها له الفنان المصري سامي العدل، والفنانة عبير عيسى، وكان ترشح للجائزة الممثل ياسر المصري عن دوره في مسلسل 'رايات الحق'، والممثل أحمد العمري عن دوره في مسلسل 'المرقاب'. وبادرت الفنانة الأردنية صبا مبارك لحظة إعلان فوزها بجائزة أفضل ممثلة أردنية، للسلام على الفنانتين نادية عودة، التي ترشحت للجائزة عن دورها في مسلسل 'سقوط الخلافة'، والفنانة عبير عيسى عن دورها في مسلسل 'سقوط الخلافة' في مبادرة راقية، للفنانة التي قدم لها الجائزة الممثل الكويتي محمد المنصور، عن دوريها في مسلسل 'القدس' و'وراء الشمس'. وجائزة أفضل مطربة أردنية ذهبت للفنانة زين عوض، عن ألبومها 'على وعدي'، والتي قدمت لجمهور الحفل أغنية 'يا ترى تهواني' من ألبومها الفائز، مقدمة شكرها لزوجها وأمها على دعمهما لها، قدم لها الجائزة الفنان المصري تامر هجرس والفنانة اليمنية أروى، وكان ترشح لهذه الجائزة ديانا كرزون ومكادي نحاس. وجائزة أفضل فنان عربي تقاسمها الفنانان المصري يحيى الفخراني، عن دوره في مسلسل 'شيخ العرب همام'، والسوري بسام كوسا، عن دوره في مسلسل 'وراء الشمس'، والذي أبدع فيه بدور شخص يعاني من 'التوحد' وهي المرة الأولى التي يلتفت فيها مسلسل عربي لهذا المرض. وأما جائزة أفضل مخرج عربي للعام 2010، فذهبت للمخرج نجدت أنزور، عن عمله 'ما ملكت أيمانكم'، تسلمها بالنيابة عنه الفنان مصطفى الخاني، وقدم الجائزة الفنانة رغدة والإعلامي تركي الدخيل، وكان ترشح لها المخرج محمد ياسين عن مسلسل 'الجماعة'، والمخرج محمد علي عن مسلسل 'أهل كايرو'. وجائزة أفضل عمل كوميدي عربي حصدها مسلسل 'عايزة اتجوز'، وقدمها الفنان داوود حسين والفنانة ميس حمدان لمخرج العمل رامي إمام، وكان ترشح لهذه الجائزة مسلسلات 'طاش ما طاش'، 'ضيعة ضايعة'، و'عايزة أتجوز'. في ما فاز بجائزة أفضل مخرج درامي محمد عزيزية، لإخراجه مسلسل 'سقوط الخلافة'، وكان ترشح للجائزة المخرج محمود الدوايمة عن مسلسل 'رايات الحق'، المخرج عزمي مصطفى عن مسلسل 'اخوان مريم'، وقدم الجائزة لعزيزية كل من الفنانة سوزان نجم الدين والمطرب لطفي بشناق. وفيما ذهبت جائزة أفضل مسلسل اجتماعي عربي للمسلسل المصري 'أهل كايرو'، قدمها الفنان فايز المالكي والفنانة كارمن لبس لمخرج العمل محمد علي، وترشح لهذه الجائزة مسلسل 'وراء الشمس'، و'الحارة'. وجائزة أفضل مسلسل تاريخي عربي ذهبت لمسلسل 'الجماعة'، تسلمها المخرج مثنى صبح، قدمها له الممثل الأردني محمد القباني، والممثلة المصرية رانيا يوسف. وكان ترشح للجائزة مسلسلا 'القعقاع بن عمرو التميمي'، و'سقوط الخلافة'. وجائزة أفضل ممثلة عربية ذهبت للفنانة سلافة معمار، عن دورها 'ما ملكت إيمانكم'، قدمتها لها الفنانة هدى حسين والفنان عماد هواري، وأشادت الفنانة السورية سلافة معمار بالحفل، معتبرة 'أن هذا الحدث بمثابة تظاهرة حضارية يفتخر بها'، لذلك 'أنا في غاية السعادة لأن أكون بين الحضور في هذا اليوم الاستثنائي والمميز'. وكان ترشح للجائزة غادة عبد الرازق عن دورها في 'زهرة وأزواجها الخمسة'، وأمل عرفة عن دورها في 'تخت شرقي'. وغنى المطرب الأردني هاني متواسي الحائز جائزة أفضل مطرب أردني عن ألبومه 'عذراً حبيبي'، أغنية 'انا جاي على بالي' اثر تسلمه الجائزة التي قدمها له الفنان الأردني موسى حجازين والفنانة السورية شكران مرتجى، اللذان إرتجلا مداخلة فكاهية لطيفة، استثمرا فيها التباين بينهما في الطول، والصحة، وكان ترشح للجائزة عامر خفش وحسين السلمان. وذهبت جائزة أفضل إعلامي عربي، للإعلامي سعود الدوسري، عن أفضل برنامج حواري اجتماعي لهذا العام، وقدمها له الممثلة السورية سلمى المصري والممثل يوسف الخال. وفي بادرة تحسب لإدارة الجائزة تم تكريم إعلامية أردنية متميزة، وذهبت للإعلامية المرحومة عفاف قضماني تقديراً لجهودها في الإعلام الأردني والعربي، تسلمها زميلها الإعلامي أشرف العوضي، وقدم الجائزة الفنان روحي الصفدي، الذي بدا متأثراً جداً وهو يتحدث عن القضماني التي قضت مؤخراً في حادث سير في قطر، حيث كانت تعمل إلى جانب ابنتها الإعلامية مروة خميس. وكان الافتتاح استهل بعرض مسرحي طقسي مستوحى من التراث الروماني قدمته فرقة 'إنانا' السورية للأداء الاستعراضي للوحات الراقصة بمرافقة الموسيقى والغناء تعبر عن أجواء ملحمية استلهمت حقبا تاريخية شهدتها حضارة المنطقة في مزج بين الخيال والمعاصرة، عبر تكوينات وجمالية بصرية مبهرة، كما أظهر الراقصون أداء رشيقاً، في تقديم الأدوار الرئيسة، وفي حركة المجاميع، وأسهم تصميم الأزياء المفعمة بالألوان في إظهار التمايز الاجتماعي لشخوص هذا العمل، وجماليات الحركة على خشبة المسرح. كما قدم الحفل بورتريه للنحات العالمي السوري مصطفى علي، يوثق نحته لأيقونة الجائزة 'تايكي'، وهي آلهة الحظ عند اليونانيين والرومانيين. وكانت الأميرة ريم علي كرمت مجموعة من نجوم الفن العرب على المسرح: الكويتية حياة الفهد، اللبناني انطوان كرباج، السوري دريد لحام، المصري عزت العلايلي، الأردني زهير النوباني، الأردنية نادرة عمران، والمصرية ناديا الجندي، في فقرة قدمها على خشبة المسرح حسين العامري والممثلة رانيا الكردي. وكما كرمت لجنة التحكيم، التي تضم الفنانين رغدة، أنوشكا، علي عبدالستار، صخر حتر، سعدون جابر، محمد القباني، ريم سعادة، المخرج سهيل الياس، المخرجة غادة سابا، الملحن سهيل عرفة، د.محمد غوانمة، والإعلاميين، سعيد طه، هاني صلاح، تميم ضويحي، علي فقندش، طلعت شناعة، صالح أسعد، مشيرة المعلا، رولا عصفور، سميرة حسنين، وقام بتقديمهم الإعلامي جلال شهدا، والفنانة التونسية درة. وكان الفنانون اختالوا عبر أضواء عدسات المصورين على السجاد الأحمر، ومنهم: سمير صبري، عزت العلايلي، محمود قابيل، سوزان نجم الدين، سلوم حداد، سلمى المصري، تامر هجرس، داوود حسين، سلافة معمار، ورد الخال، سامي العدل، إياد نصار، ميس حمدان، مصطفى الخاني، صبا مبارك، وعدد كبير من الفنانين العرب والأردنيين، استوقفتهم عدسات المصورين، ومايكروفونات التلفاز، ولقاءات الصحافيين، فضلا عن سباق حاشد مارسه الجميع لالتقاط الصور مع الفنانين، خلال حفل الاستقبال الذي سبق حفل توزيع الجوائز. واعتبر الفنان المصري عزت العلايلي 'جوردن أوورد'، فرصة ذهبية لالتقاء الفنانين وفتح أواصر التعاون بينهم من أوسع الأبواب، قائلاً 'أشعر بدفء غامر يملأ قلبي بهذه التظاهرة الفنية الرائعة التي تكرم المبدع وتقدر جهوده وتحتفي به'، يقول العلايلي، الذي يبين أن الأردن من أكثر البلدان القريبة إلى قلبه ووجدانه، وفيها صور أجمل أفلامه، مثل فيلم 'الطريق الى إيلات'. و قال كاظم الساهر 'أهدي الجائزة لجمهوري الحبيب، الذي هو السبب الأول والحقيقي لاستمراري، وسعادتي لا توصف بهذه الجائزة، التي تأني من الأردن الحبيب الذي شهد انطلاقتي الفنية بداية التسعينيات، كما شهد تصوير ولادة العديد من أغنياتي وتصوير كليباتها، فضلا عن الحفلات التي أقيمها لجمهوري الأردني الذواق'. وقال سلوم حداد 'ان الأردن يستحق أن نرفع له القبعات وننحني احتراماً وتقديراً له، وهذه تظاهرة حضارية تستحقها الأردن'، خصوصاً أن 'الفن يمكن أن يطور المجتمعات ويرتقي بها على جميع الأصعدة؛ السياسية والاقتصادية والاجتماعية'. وعبر سفير اليونيسف للنوايا الحسنة في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا عن تفاؤله بأن يقدم 'جوردان اوورد' مضموناً راقياً ورسالة مختلفة عن السائد في المهرجانات الأخرى'. واعتبر قابيل: 'أن سياسة اختيار لجان التحكيم في المهرجانات عموماً ما تزال تفتقد للحرفية في اختيارها، منتقدا 'آليات التصويت التي كثيراً ما تميل إلى المجاملات'، بحسب قابيل. وأكد مصطفى الخاني أن 'كلنا عرب... تجمعنا ثقافة واحدة ولغة واحدة وهم واحد يدفعنا لأن تكون أيدينا متكاتفة معاً، ولأن المجتمع لا يقرأ ولا يشاهد سينما، فهذه المهرجانات تسلط الضوء على هذا الفن الراقي الذي يقدم باستمرار رسالة مهمة للمجتمعات'. وعرف الخاني بتقديمه شخصية 'النمس'، في 'باب الحارة'. وترى مديرة الجائزة الإعلامية رنا سلطان 'أن الجائزة تكريم أردني لسائر المبدعين العرب، وستكون إطلالة سنوية يتواصل فيها الفنان الأردني مع شقيقه الفنان العربي بغية إثراء الإبداع العربي وشروطه الجمالية والفكرية'. وعزت مديرة الجائزة رنا سلطان في مؤتمر صحافي سبب اختيار تماثيل تايكي كجائزة إلى أن آلهة الحظ عند اليونانيين والرومانيين التي لا زالت آثارها موجودة في أم قيس تمثل الحظ والقوة والنصر والحماية والشجاعة والازدهار، وهذه صفات تتوفر في الإنسان النبيل، وهدف من الأهداف التي يهدف المبدع لتقديمها من خلال رسالته التي يؤديها والتي في النهاية تصل للعامة. ويذكر أن حزب جبهة العمل الإسلامي الأردني المعارض استنكر قيام منظمي جائزة 'جوردان أوورد 2010' منح الفائزين مجسم 'تايكي' الذي يوصف بأنه الإلهة الحارسة لمدينة عمون القديمة والتي ورثت عمان اسمها، كما توصف تايكي بأنها إلهة الحظ عند اليونانيين والرومان القدماء، مسؤول الملف الوطني في حزب العمل الإسلامي محمد الزيود صرح لوسائل الإعلام 'بان مثل هذا السلوك غير جائز شرعاً، معرباً عن أمله في أن تعمد الحكومة إلى وقفه'. ومن جهته، اعتبر رئيس لجنة علماء الشريعة الإسلامية في الحزب محمد أبو فارس أن مثل هذا التصرف حرام شرعاً، مشيراً إلى أنه 'عمل شركي وفيه تشجيع للوثنية'، وبيّن أن الإسلام حرم التجسيم، وتابع 'تجسيم البشر محرم، فما بالك بتجسيم وجود إلهة.
