قرر سائق دراجة نارية بأمانة العاصمة وضع خاتمة مأساوية لمشكلة منع عمل الدراجات في العاصمة التي طافت كل مكاتب الدولة - من رئاسة الجمهورية الى رئاسة الوزراء ورئاسة مجلس النواب دون الخروج الى حل- بالانطلاق بدراجته بأقصى سرعة والارتطام بجدار أحد المباني القريبة، رافضاً تسليم نفسه لدورية مرورية. فقد ذكر شهود عيان ل "نبأ نيوز": أن دورية مرورية أوقفت نهار أمس الثلاثاء أحد سائقي الدراجات النارية في منطقة التحرير بأمانة العاصمة، وطلبت منه مرافقتها الى الإدارة إلاّ أنه رفض الامتثال لذلك ودخل في جدل مع أفراد الدورية ، واحتج بأن هناك توجيهات رئاسية، ومن رئيس الوزراء، ومجلس النواب بالسماح لأصحاب "الموترات" بالعمل. وعندما حاول أفراد الدورية أخذه عنوة، قفز الى فوق دراجته وانطلق بأقصى سرعة متوجهاً نحو مبنى على بعد أقل من (50) متراً وارتطم به مع دراجته عمداً في محاولة للانتحار ووضع نهاية أخيرة للمطاردات اليومية من قبل الدوريات لسائقي الدراجات. وأكد شهود العيان أن سائق الدراجة لم يمت – مثلما أراد- فقد أصيب بكسور وجروح بليغة مختلفة أسعف على أثرها من قبل نفس الدورية المرورية الى المستشفى في الوقت الذي خلف بعده دراجة مهشمة ملأت أجزاؤها الشارع. جدير ذكره أن مشكلة سائقي الدراجات تمتد الى ما يقارب العام ، وقد نظموا عشرات المسيرات الى مجلس النواب ، والوزراء ، والى دار الرئاسة، واعتصموا مع أسرهم بالفوانيس أمام البرلمان، وتظاهروا مع نسائهم وأطفالهم الى دار الرئاسة، ورفعوا الشعارات، وأصدروا البيانات، وهتفوا في الشوارع على امتداد عام كامل، لكنهم لم يصلوا الى مرادهم رغم التوجيهات الصريحة التي أصدرها رئيس الجمهورية بتعويضهم ، وتوفير فرص العمل المناسبة لهم.. وكانت "نبأ نيوز" في طليعة وسائل الإعلام المتبنية لمأساتهم لكن الروتين وعدم الإحساس بإنسانية الآخرين ومعاناتهم في عاصمة تناضل من أجل(مظهر العاصمة) ولا تحرك ساكناً لمظهر الفقر والبطالة دفعت بالبعض الى اليأس وتفضيل الانتحار على الموت جوعاً ، أو التسول في الشوارع.