قبل فتره كان قد نشر تقريرا للزميل محمد الأمين في إذاعة هولندا بعنوان (القاعدة تحجب مشاكل اليمن الحقيقية عن العالم), وهنا أؤكد كلامه ولكن بمعنى آخر، فهم يتحدثون عن القاعدة في اليمن ويغفلون عن مشاكل اليمن الحقيقية. إن مشكلة اليمن الحقيقية تتمثل في الفقر والبطالة وتتمثل في حمل السلاح.. في الثأر، تتمثل في قوة القبيلة وضعف الحكومة، كما تتمثل في الفساد، بل في الهوان الذي أصبح اليمني يشعر به في كل مكان حتى داخل اليمن، كذا تتمثل في الأمل الذي كان اليمنيون يعلقون عليه أمنياتهم عند اكتشاف النفط.. وحلمهم بانتقالهم من دوله فقيرة إلى دولة غنية كجيرانهم ولكن وقبل أن يفيقوا من حلمهم، استيقظوا على تأكيدات رسمية بأن نضوبه أوشك على قاب قوسين أو أدنى.. وهنا يموت أجمل أمل تعلقوا به لسنوات.. ولكن يجب ألا يغيب عنا أكبر مشكلة حقيقة والتي كانت بوابة كل المشاكل المتلاحقة والتي تتمثل في أزمة الخليج واستقبال مليون مغترب فجأة بين عشية وضحاها.. ليمثل ذلك العدد الجبار (الذين يعولون عائلات كبيرة).. فاتحة أكبر الضغوط على البلد وعلى مسيرة التنمية وإمكاناتها مهما عظمت تلك الإمكانيات وهذا يعني خسارة اليمن ما يقارب ملياري دولار في ذلك الزمن، من الحوالات التي كانت تتدفق على اليمن قبل أزمة الخليج. وإذا كنا لازلنا نؤكد بأنهم أذا كانوا يتحدثون عن القاعدة في اليمن وأنها تحجب مشاكل اليمن الحقيقية عن العالم، فأنهم لازالوا يغفلون عن مشاكل اليمن الحقيقية والتي تتمثل في سيل الهجرات غير الشرعية التي تتدفق من القرن الإفريقي والذين يلجأون إلى اليمن بشكل كبير ومخيف ويشكلون ضغوطا كبيرة على اقتصاد البلاد وتنميها وأمنها بل يشكلون أيضا ضغوطا صحية واجتماعية وأمنية كبيرة فضلا عن أن اليمن يعاني شحا في المياه ومعرضة للجفاف فالمياه الجوفية تستنزف بصورة أسرع من الكمية التي تحل محلها.. كما تتمثل في زيادة السكان وغياب التوعية، يضاف إلى ذلك كله في انتشار المشاكل باسم الحوثيين في الشمال وباسم الحراك في الجنوب.. تتمثل في غياب الحلول الفعلية والجذرية لمواجهة مشاكل البلاد والعباد.. تتمثل في غياب العدل والعقاب الجماعي بسبب الطرود المفخخة, وأخيرا وليس آخرا، يتمثل في اختفاء المستشار المخلص والرجل الصادق الذي يقول كلمة الحق ولا يخاف على نفسه.