رغم خروج المنتخب العماني، حامل اللقب من الدور الأول لبطولة كأس الخليج العشرين (خليجي 20) المقامة حاليا في اليمن، لم تشهد مجريات الدور الأول من البطولة مفاجآت وسارت الأمور في طريقها الطبيعي سواء فيما يتعلق بالفرق التي تأهلت للمربع الذهبي، أو تلك التي ودعت البطولة مبكرا. وعلى مدار 12 مباراة جرت في الدور الأول ، حققت خليجي 20 مكاسب حقيقية يأتي في مقدمتها نجاح الجانب اليمني في النواحي التنظيمية حتى الآن، رغم المخاوف العديدة التي ثارت قبل انطلاق الفعاليات، وما تردد كثيرا عن إمكانية تأجيلها، أو إلغائها بسبب الهاجس الامني. كانت الجماهير اليمنية والتشجيع الحافل في المدرجات سواء من أصحاب الأرض أو المشجعين الزائرين من أبرز مميزات البطولة الحالية وهو ما يعطي اليمن ثقة كبيرة في الاتجاه لتنظيم مزيد من البطولات بعدما اكتسبت الخبرة وأكدت قدرتها على احراز النجاح. أسفرت منافسات الدور الأول من البطولة عن تأهل المنتخبين الكويتي والسعودي من المجموعة الأولى، وخروج منتخبي قطرواليمن مبكرا، وتأهل المنتخبين الإماراتي والعراقي للمربع الذهبي وخروج منتخبي عمان حامل اللقب والبحرين من الدور الأول. يلتقي المنتخبان الكويتي والعراقي في مواجهة صعبة بالدور قبل النهائي بعد غد الخميس، بينما تشهد المباراة الثانية في المربع الذهبي مواجهة أخرى متكافئة بين منتخبي السعودية والإمارات. والحقيقة ، أن خروج المنتخب العماني من الدور الأول لم يكن مفاجأة مثلما يتوقع كثيرون لأنه رغم الإمكانيات والخبرات الكثيرة التي يمتلكها الفريق، فقد عانى من نقطتي ضعف واضحتين في هذه البطولة ، الأولى تتعلق بغياب حارس مرماه الأساسي علي الحبسي والثانية فشل مهاجميه في ترجمة تفوق الفريق إلى أهداف. ورغم اهتزاز شباك الفريق مرة واحدة فقط في مبارياته الثلاث ، كان غياب الحبسي واضحا في افتقاد الفريق لأحد عناصر الخبرة والتحفيز في الفريق، إضافة إلى الثقة الكبيرة التي يحصل عليها الفريق من وجود الحبسي بين الثلاث خشبات. كما افتقد المنتخب العماني لقدرة مهاجميه على هز الشباك وترجمة الفرص العديدة التي سنحت لهم إلى أهداف، وفي مقدمتهم حسن ربيع الحوسني الذي سجل أربعة أهداف للفريق في البطولة السابقة (خليجي 19) مطلع العام الماضي وتوج بلقب هداف البطولة، في حين أخفق تماما في البطولة الحالية ومعه عماد الحوسني. عانى المنتخب العماني من تراجع واضح في المستوى خلال الفترة الماضية ولذلك فشل الفريق في بلوغ نهائيات كأس آسيا المقررة في قطر خلال كانون ثان/يناير المقبل. ويتشابه المنتخب العماني في ذلك مع نظيريه البحرينيوالقطري، حيث شهدت الاشهر الماضية تراجعا واضحا في مستواهما وأصبح عليهما تدارك موقفيهما سريعا قبل المشاركة في كأس آسيا. أما المنتخب، اليمني فلم يستطع الاستفادة من استضافة البطولة على أرضه لتعويض فارق الخبرة، ولكنه أضاف بطولة جديدة إلى خبراته، ومن المؤكد أنه سيستفيد منها في المستقبل. وتم تسجيل 24 هداف في 12 مباراة أقيمت في الدور الأول للبطولة ، بمتوسط هدفين في كل مباراة وهو متوسط جيد في ظل ابتعاد معظم المهاجمين عن مستواهم المعهود ومشاركة المنتخب السعودي، على سبيل المثال، بتشكيلة يغيب عنها أبرز نجوم الفريق من أجل منحهم الراحة استعدادا لكأس آسيا. ورغم ذلك ، كان المنتخب السعودي الأفضل تسجيلا للأهداف في الدور الأول للبطولة برصيد خمسة أهداف ساعدته بشكل كبير في التأهل للدور الثاني. وكان المنتخب الكويتي هو الأفضل على الإطلاق في هذا الدور، حيث حصد سبع نقاط من فوزين وتعادل، مما يؤكد أن الفترة الحالية تشهد صحوة جديدة لكرة القدم الكويتية. يستطيع المنتخب الكويتي (الأزرق) تأكيد هذه الصحوة بشكل اكبر في حال بلغ المباراة النهائية للبطولة الحالية مثلما وصل فريق القادسية الكويتي إلى نهائي كأس الاتحاد الأسيوي هذا العام. كما كان المنتخب الكويتي هو الأفضل دفاعا في الدورالأول، فلم تهتز شباكه بأي هدف مما يعني أن المواجهة بينه وبين نظيره العراقي (أسود الرافدين) ستكون في غاية الصعوبة، خاصة وأن شباك المنتخب العراقي اهتزت مرة واحدة فقط في المباريات الثلاث بالدور الأول للبطولة. وعلى النقيض من ذلك، كان المنتخب اليمني الأسوأ دفاعا في الدور الأول للبطولة حيث اهتزت شباكه تسع مرات، مقابل سبع مرات للمنتخب البحريني. يترقب متابعو البطولة مباراتي الدور قبل النهائي لمعرفة هوية الفريقين المتأهلين للمباراة النهائية وهو الشيء الذي يصعب التكهن به. أما الشيء المؤكد فهو أن البطولة الحالية لن تشهد وجها جديدا على منصة التتويج فقد سبق لجميع منتخبات المربع الذهبي الفوز باللقب من قبل، بينما خرج منتخبا البحرينواليمن من الدور الأول علما بأنهما المنتخبان الوحيدان اللذان لم يسبق لهما التتويج باللقب الخليجي. DPA