- الهند/ الخضر صالح بن تينه الكازمي - يحكى إن عبد الشكور وهو مستثمر هندي مسلم قد اتى إلى عدن بعد حرب 1994 وافتتح شركة تجارية خاصة بإستيراد المواد الغذائية وكتب عليها "محلات عبد الشكور وإخوانه..." تفاجأ عبد الشكور في اليوم الثاني بوجود طقم اقتاده مباشرة الى السجن وطلبوا منه دفع ضرائب زائدة وسيطلق سراحه وبعد ان دفع وخرج من السجن توجه مباشرة إلى خطاط وطلب منه ان بكتب له "محلات عبد الشكور وشركاؤه". وبعد ان علق اللوحة أتاه الطقم مرة أخرى وزج بعبد الشكور إلى السجن وعلم في السجن بأن إدارة الضرائب لا تعلم أن لديه شركاء ولهذا وجب على عبد الشكور ان يدفع مزيداً من الضرائب.. دفع عبد الشكور ما لديه وخرج مباشرة إلى محلاته وكتب "محلات عبد الشكور لا شريك له" وما هي إلا لحظات واتاه رجال الإصلاح وزجوا به في السجن....
يبدو أن غضب حزب التجمع اليمني للإصلاح من عبد الشكور أصبح دون فائدة الآن، فالدين الإسلامي هو آخر اهتماماتهم، وأصبح غطاء بالي ومهترئ لا يغطي أطماعهم الواضحة للوصول إلى السلطة، فقد تحالفوا مع حزب الشيطان (الحزب الاشتراكي وفقآ لأطروحاتهم السابقة) للوصول إلى مبتغاهم. ما دعاني للكتابة اليوم هو تصريحات المشترك بأنهم سيخرجون إلى الشارع ومطالبتهم للشعب بهبة قوية في وجه النظام والحزب الحاكم... خروجهم للشارع ليس لمحاربة الفساد وليس من اجل الجرع القاتلة وارتفاع الأسعار، وليس من اجل المطالبة بالمساواة ومحاربة الفاسدين وليس.... وليس.... ولكن كل هذا الضجيج من اجل قانون الانتخابات الذي لا يهمنا كشعب في شئ بقدر ما تهمنا شربة ماء ولقمة نستحقها وكهرباء تبدد ظلمة حياتنا ومواطنة متساوية بين أبن مدير عام وابن صياد أو فلاح...
أنا لأعلم شئ عن شعبية هذه الأحزاب- أي اللقاء المشترك- في المحافظات الشمالية ولكن في المحافظات الجنوبية لن نستبدل الرأس المصدئ بالذيل العفن... تجاربنا مع الحزب الإشتراكي لا تمسحها بحار ومحيطات العالم من الذاكرة ويجب أن يعرفوا ان كل فرد في المحافظات الجنوبية يتشوق أن يراهم يباعون في سوق النخاسة، ومع كل عضو اشتراكي يُعطى عضوين دعاية- باستثناء الزميل د. واعد باذيب فهو نعم الرجل، وكم تمنيت أن يخلع هذا الحزب ولكني احترم قناعاته..
بعد حرب 94 المشئومة, نعم هي مشئومة بما تعنيه الكلمة ولكن في أحيان كثيرة لا يمكن اجتناب المشئوم, بعد هذه الحرب رأينا بأم أعيننا ظواهر غريبة على مجتمعنا وخصوصاً في القرى والأرياف، فقد تغير معظم الشباب من معتدلين إلى متزمتين في الخطاب واللبس فأصبحوا بفضل الله إصلاحيين في الظاهر، جوف في الباطن، والمثل الانجليزي يقول: (البراميل الفارغة كثيرة الضوضاء).. اهتم بعض من هؤلاء الشباب بمحاربة آبائهم وأجدادهم في المساجد ورأيناهم يكيلون التهم لآبائهم بأن عقائدهم فاسدة ويجب أن يربطوا العمائم بشكل كذا، وان يقصروا ملابسهم من تحت وان.. وان... بل ووصل الحال بالبعض أن يطلب من أبيه أن يعقد قران أمه مرة أخرى لأن عقد القران في زمن حكم الإشتراكي يعتبر باطل، كما قال الشيخ البحبحاني وغيره..
السؤال الذي يطرح نفسه: كيف لحزب إسلامي- إن صح ذلك- يؤمن بالله ورسوله وكتبه أن يتحد مع حزب إشتراكي علماني يؤمن بالحقيقة والمعرفة والمادية التاريخية والإنسانية...؟ إن لم تكن الإجابة هي الوصول إلى السلطة وتحت أي شعار ومبرر، فمنذ هذه اللحظة أعلن نفسي (غبي مع مرتبة الشرف)، وسأقر أن المشترك يبكي من اجل الشعب ويضحي من اجله بكل غالي ونفيس، ولن أتوقع أن يأتي يوم يعلن فيه المشترك أن لا شريك له... واستغفر الله العظيم.
(ازفري يا رياح, وشققي خديك! ثوري واعصفي! وأنت يا شآبيب ودوافق انهمري حتى تنقعي قبابنا وتغرقي الشواهق من بيوتنا! ويا نيران كبريت كالفكر سارية, يا طلائع صواعق تشق السنديان, احرقي هامتي الشيباء هذه! واقصفي يا رعود مزمزمة، واسطحي كروية الدنيا الكثيفة! حطمي قوالب الطبيعة واسكبي هباء كل بذرة تصنع الإنسان العقوق!).... وليام شكسبير- الملك لير. [email protected]