كشفت دراسة يمنية جديدة مشتركة قام بها البروفسور أحمد الحضراني رئيس جامعة ذمار أستاذ الجراحة العامة فيها والبروفسور السيد باشا أستاذ الطب البيطري بنفس الجامعة - الأضرار الصحية الحادة للقات.. وخلصت إلى أن ما يخلفه القات من أضرار صحية يشترك فيها الإنسان والحيوان، وأن أبرزها الضعف الجنسي وفقدان الشهية.. وأرجعت الدراسة الأسباب إلى ارتفاع نسبة متبقيات المبيدات والأسمدة الكيمائية ، ومنظمات النمو التي تستخدم في مكافحة آفات القات أو تعجيل عملية القطف. وقال البروفسور الحضراني معد الدراسة أن 80% من الرجال الذين يتعاطون القات يعانون من ضعف جنسي وبخاصة بعد سن ال «40».. وبيَّن أن الدراسة تركزت على مدى تأثير القات على الحالة الجنسية لدى النساء والرجال.. وعرضت الدراسة جملة من الأضرار على الفم، حيث يعمل على تضخم الخد، ويحدث تغيرات في الغشاء المخاطي بالإضافة إلى ارتخاء اللثة وتآكل الأسنان بسرعة، كما أشارت إلى إصابة متعاطي القات بالبواسير، حيث تظهر أعراضه بعد سن ال «40» بالإضافة إلى الإصابة بأمراض الكبد نتيجة تشبعه بالمبيدات. جدير بالذكر أن الدراسة كانت قد أجريت على «20» أرنب ذكر ولدت جميعاً في مزرعة كلية الطب وكانت متساوية في العمر والوزن.. وخلال البحث تم تقسيمها إلى أربع مجموعات، حيث ضمت كل مجموعة «5» أرانب، المجموعة الأولى لم تعط القات طوال فترة البحث، فيما أعطيت المجموعة الثانية المستخلص المائي لأوراق القات لمدة شهر كامل وبمعدل «5» مللي/ جرام، وتم إعطاء الثالثة نفس الجرعة لمدة شهرين، وكذلك المجموعة الرابعة ولكن لمدة زمنية أطول «3» أشهر.. وأظهرت الدراسة عدداً من المتغيرات الخارجية التي طرأت على أجسام هذه الأرانب خاصة على العيون والصفن والغشاء المبطن للفم، بالإضافة إلى بعض التغيرات الداخلية خاصة في الكبد والطحال وعضلات القلب من خلال عملية التشريح.. وتم أخذ عينات من خلايا هذه الأعضاء وحفظها في محلول الفورمالين «10%» وتجهيزها للدراسة الهستوباثولوجية وخاصة الكبد والطحال والخصية.. وخلال مقارنة عينات أفراد المجموعات الثلاث مع الأولىاتضح أن أفراد المجموعة الثانية التي تعاطت مستخلص القات لمدة شهر واحد ظهرت عليها أعراض الخمول والكسل ونقص الوزن بنسبة 15% بالإضافة إلى حدوث احمرار بسيط للعينين وكبس الصفن، وعند التشريح لوحظ احمرار واحتقان الكبد والطحال وغشاء القامور والأمعاء الدقيقة.. وأوضحت الدراسات الهستوباثولوجية حدوث تغييرات طفيفة في ترتيب خلايا الكبد وحدوث احتقان في الشعيرات الدموية، وزيادة في قطر الوريد المركزي مع تمدد في الجيوب الدموية للكبد ونقص في عدد كريات الدم الحمراء وزيادة طفيفة في عدد كريات الدم البيضاء. أما في أفراد المجموعة الثالثة التي تعاطت مستخلص القات لمدة شهرين فقد ظهرت أعراض أشد من أفراد المجمعة الثانية إذ أدى ذلك إلى فقدان الشهية والخمول والكسل ونقص في الوزن، بالإضافة إلى حدوث احمرار شديد للعينين وكيس الصفن وجروح في غشاء الفم.. وعند التشريح اتضح أن هذه المجموعة ظهرت فيها بؤر متليفة وخراريج في الكبد علاوة على تضخم في حجم الطحال، أما الدراسات الهستوباثولوجية للكبد فقد أوضحت زيادة سمك جدار الأوردة مع تجمعات دموية بداخلها إضافة لوجود خلايا ليمفاوية في الطحال.. وفي المجموعة الرابعة والتي تعاطى أفرادها مستخلص القات لمدة «3» أشهر كانت الأعراض أكثر خطورة، ويكفي أنها ابتدأت بموت أحد الأرانب بعد شهرين من تعاطيه مستخلص القات بسبب النقص الحاد في الوزن وفقدان الشهية.. إضافة لذلك فقد طرأت على أفراد المجموعة زيادة في ارتفاع الحرارة إضافة للأعراض السابقة.. وعند تشريحها شوهد تدهور واضح في كل من الكبد والطحال وتكوين بؤر متليفة فيهما وفي الأوعية المرارية في الكبد والمرارة، واتضح النقص الحاد في كريات الدم البيضاء مقارنة بزيادة ملحوظة في عدد كريات الدم البيضاء وفيما يخص الدراسات الهستوباثولوجية للكبد فقد أوضحت تدهوراً للكبد واحتقاناً شديداً للجيوب الكبدية فيه.. وهو ما أكد أضرار القات الصحية للإنسان والحيوان كما جاء في خلاصة الدراسة.