قالت سفيرة بريطانيا في اليمن "فوينا غيب" ان الهزيمة لم تتحقق في اليمن 'لان هناك الكثير من العمل الذي ينتظر الانجاز'. وتحدثت "غيب" في تصريحات لصحيفة 'صاندي تلغراف' عن خطر القاعدة المتزايد على امن اليمن، خاصة ان موكبها تعرض لهجوم من قاعدة الجزيرة العربية ونجت منه وذلك في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، واصفة الهجوم بقولها 'كان هناك صوت قوي في الجزء الخلفي من السيارة، وانخلع الجزء الخلفي الحامي من الوحل فيما انفجرت العجلات الخلفية' وقالت 'كنا محظوظين أن الانفجار لم يقتلنا'. وتعلق السفيرة على المخاطر التي تواجه مهمتها بالقول: 'ان هناك تحديات تقف أمام الإرهابيين لاستهدافنا ولكننا لن نتراجع عن مهمتنا'. وتقول الصحيفة ان السفيرة متفائلة كثيرا خاصة ان اليمن في نظر عدد من العاملين في الخارجية البريطانية هو عامل عدم استقرار في المنطقة ودولة فاشلة في طور التنفيذ، فيما تنظر الاستخبارات البريطانية (أم أي -6) لليمن كمصدر خطير للإرهاب.
ويعتبر اليمن من أفقر الدول العربية ويعاني من عدد من المشاكل الاقتصادية، وتعتبر نسبة الولادة فيه الأعلى بين جيرانه 50 بالمائة ويعاني من حروب داخلية في الجنوب والشمال إضافة لتهديد القاعدة وقرب نهاية الطفرة النفطية. وتشير الصحيفة إلى ان معظم وقت السفيرة يتركز على جمعية 'أصدقاء اليمن' التي أنشئت في بداية العام الحالي من اجل منع تحول البلد إلى مكان آمن للقاعدة. وتقود الجمعية بريطانيا وتعتبر في النهاية مؤسسة رقابة لصرف 50 مليون جنيه تقدمها بريطانيا سنويا كمساعدات ولتدريب قوات مكافحة الإرهاب. وتركز ايضا على مشاريع تحسين البنى التحتية وتوفير الحياة الجيدة لليمنيين. وتقول السفيرة ان 'دورنا هو الضغط من اجل الإصلاح والتعامل معنا بجدية، وتحسين الحوار بين الشمال والجنوب ومواجهة الأمية والفقر والبطالة'. وتقول السفيرة ان الفقر لا يعد سببا من أسباب الإرهاب ولكنه مكون مهم 'ولا يجب ان نترك اليمن ينهار وهذا يعني زعزعة الاستقرار في كل المنطقة'. يذكر أن فيونا ولدت في غلاسجو ولم تكن تخطط للعمل في السلك الدبلوماسي، وكانت تخطط للعمل كمراسلة أجنبية وبعد عمل في دائرة مكافحة الإرهاب والعمل في البصرة بين 2008 -2009. حيث عملت من القاعدة الجوية في البصرة وفكرت عندما قبلت وظيفة صنعاء ان تكون اقل صعوبة. وتخشى الآن من أن تقوى القاعدة في المدى المتوسط وبالتالي زيادة المخاطر على الأجانب في اليمن. وقد قامت السفيرة بإعادة النظر في خطط الاتصال والتنسيق مع البريطانيين في اليمن خشية حدوث اختراقات. وتعلق قائلة: ان بعض دول الاتحاد الأوروبي تعتقد ان بريطانيا تقوم برد فعل مبالغ فيه، لكن الأمور لن تتحسن قبل ان تمر بمرحلة صعبة. وبالإضافة للمخاطر التي تواجه عمل السفارة في صنعاء ومتابعة مشاريع التنمية وحماية البريطانيين في اليمن تلاحق السفيرة قضايا جنائية من مثل إقناع الحكومة بتسليم يمني مطلوب بقتل فتاة نرويجية عام 2008 وتقول ان عائلته غنية وان الرئيس متردد في تسليمه. وتقول انها ستظل تحاول حتى يتم تسليمه لكي يقف أمام المحكمة. وأيا كانت نتيجة المحاولات فبريطانيا لن تقطع المساعدات بسبب القضية خشية زعزعة استقرار البلد لان تحقيق الامن وهزيمة الإرهاب يأتيان في المرتبة الأولى. وجاءت تصريحات غيب في وقت قلل فيه مستشار الرئيس اوباما لشؤون مكافحة الإرهاب- جون برينان من أهمية التكهنات حول توتر العلاقات بين اليمن وأمريكا قائلا ان الخلاف في وجهات النظر بين البلدين هو أمر صحي وعلامة على صداقة جيدة. وأكد ان الخلافات لم تعق التعاون بين البلدين في مواجهة الإرهاب الذي تمثله القاعدة. وكان المسئول الأمريكي يتحدث أمام مؤسسة كارنيغي في واشنطن وبعد الكشوفات التي وردت في تقارير ويكيليكس والتي أظهرت صورة زئبقية عن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح وصعوبات التعاون معه بسبب مواقفه المتقلبة. وأشار برينان الى الوثائق بدون ذكرها باعتبارها عملا إجراميا كريها، وانه اتصل بصالح للاعتذار إليه قبل يوم من نشرها 'قلت للرئيس صالح انه من سوء الحظ ان يتم نشرها وآمل ان لا تسبب اي مشاكل له وللحكومة والشعب اليمني'. وأكد ان الحكومة الأمريكية تدفع دائما الحكومة اليمنية لتحقيق إصلاحات سياسية ومواجهة القاعدة. واعترف ان اليمنيين يشتكون من بطء المساعدات والمصاعب البيروقراطية التي ترافقها.