هدمت الجرافات الإسرائيلية الأحد 9/1/2011، بيت مفتي القدس السابق الحاج أمين الحسيني المسمى فندق شبرد بحي الشيخ جراح وسط المدينة تمهيدا لبناء حي استيطاني مكانه، وذلك بعد 25 عاما على مصادرته، بينما أدانت السلطة الفلسطينية هدم الفندق، كما دعت الحكومة الفلسطينية المقالة إلى إجتماع عربي طارىء, ووصف نجل المفتي ومحافظ القدس عدنان الحسيني العملية الإسرائيلية بالبربرية، مضيفاً أن الاحتلال ضرب عرض الحائط بالإجراءات القانونية التي تقيمها العائلة لمنع عملية الهدم. وبينما كان الحسيني يقف مع عشرات المقدسيين في منطقة كرم المفتي المجاورة لحي الشيخ جراح وقد هدمت الجرافات نصف البيت الذي تحول إلى فندق بداية السبعينيات، قال إن ما يجري "زعرنة من حكومة إسرائيلية متطرفة". وفي حين بدأت عملية الهدم وسط تأكيدات إسرائيلية رسمية على قيام رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو بإبلاغ الإدارة الأميركية التي احتجت سابقاً على المخطط الإسرائيلي في الحي، قال الحسيني إن "الموقف الأميركي ليس سوى احتجاج فارغ". وطالب الحسيني بحماية دولية لأهالي القدس، مؤكداً أن الفلسطينيين هناك لم يعودوا آمنين على بيوتهم وممتلكاتهم وحياتهم. ورأى في هدم منزل عائلته، ذات الصيت البارز في التاريخ الفلسطيني، استهدافاً للذاكرة وقيمة المقاومة التي كان يحملها شخص الحاج أمين الحسيني. وكان فندق شبرد مقراً ومنزلاً لمفتي القدس الحاج أمين الحسيني الذي توفي عام 1974، في لبنان حيث نفته سلطات الانتداب البريطاني خارج فلسطين عام 1937، وكلف الحسيني وكلاء قانونيين بمتابعة العقار واستلام بدل الإيجار عندما تم تحويله إلى فندق في أوائل السبعينيات. مخطط استيطاني وحسب العائلة فإن المستأجر أحال حقوق الإجارة عام 1985 إلى طرف ثالث، مخالفا بذلك نصوص العقد. واستغل حارس أملاك الغائبيين الإسرائيلي هذا التصرف فأحال بصورة غامضة حقوق الملكية إلى رجل الأعمال اليهودي الملياردير إرفين مسكوفيتش الذي سيطر على العقار لصالح جمعية عطيرت كوهانيم الاستيطانية. وأوضح القيادي المقدسي حاتم عبد القادر أن هدم بيت المفتي جزء من مخطط استيطاني للاستيلاء على الشيخ جراح برمته، وهو مقدمة لتهويد الغلاف الشمالي للبلدة القديمة في القدس. وحسب الإعلانات الرسمية الإسرائيلية فإنه من المقرر أن تقام عشرون وحدة استيطانية لإسكان عائلات يهودية مكان الفندق، كمرحلة أولى من مخطط لبناء ثمانين وحدة استيطانية في المنطقة. وتحدث عبد القادر وفقاً للجزيرة نت عن تهديد إضافي بإقامة المزيد من الوحدات في كرم المفتي، أي الأرض المجاورة للمبنى المهدم التي تمتد على مساحة خمسة دونمات تقريبا. وشدد عبد القادر على أن هدم البيت الذي كان مقرا لمفتي القدس قبل عام 1948 يمثل إزالة لقيمة رمزية وتاريخية في القدس، منتقداً الدور السلبي لمنظمة اليونسكو في تجاهل الحفاظ على هذا المكان التاريخي. وحسب التقديرات الرسمية، تهدد سلطات الاحتلال بهدم عشرين ألف مبنى ومنزل في القدسالمحتلة، يقطنها نحو سبعين ألف مقدسي يمثلون نحو ثلث سكان المدينة من الفلسطينيين. وفي الوقت الذي ترفض فيه سلطات الاحتلال منح المقدسيين تراخيص لبناء منازلهم، قال عبد القادر إن نحو 1600 منزل جديد شيدت في القدس بدون تراخيص عام 2010. ومع أن بلدية الاحتلال في المدينة لم تعط سوى 19 ترخيصا للبناء فقط، فإنها هدمت بالمقابل ثمانين منزلا بتهمة عدم الترخيص، خلال العام المنصرم. إدانة من جهتها، أدانت السلطة الفلسطينية قيام إسرائيل بهدم فندق 'شيبرد'، وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة إن إسرائيل دمرت عبر هدمها هدم فندق 'شيبرد' بحي الشيخ جراح، كل الجهود الأميركية، وأنهت أي احتمال للعودة إلى المفاوضات. وشدد على أنه "ليس من حق إسرائيل البناء في أي جزء من القدس الشرقية، أو أي جزء من الأراضي الفلسطينيةالمحتلة عام 1967". وقال وفقاً لوكالة "يونايتد برس انترناشونال"، "المطلوب من الإدارة الأميركية حفاظاً على مصداقيتها، أن توقف هذا العبث الإسرائيلي"، مؤكداً أن الجانب الفلسطيني ذاهب إلى مجلس دانت منظمة المؤتمر الإسلامي بشدة اليوم الأحد قيام إسرائيل بهدم مقر مفتي القدس الراحل الحاج أمين الحسيني في حي الشيخ جراح في القدسالمحتلة، واعتبرته انتهاكاً فاضحاً للقانون الدولي. إجتماع طارىء من جهة أخرى، دعا رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية، الدول العربية ورئيس القمة العربية العقيد معمر القذافي لاجتماع عربي طارئ لدراسة ما يجري في القدسالمحتلة من اعتداءات. وقال هنية خلال استقباله أعضاء القافلة الليبية "القدس5" بمقر حكومته في "القدس اليوم في مرحلة هي الأخطر منذ الاحتلال، الذي يهدف لضرب تاريخها وإزالة معالمها وإنهاء وجودها". ورأى أن هناك حاجة لوضع السياسات لدعم القدسالمحتلة وتعزيز صمود المقدسيين، في هذه المرحلة بالذات، وندد هنية بهدم الجيش الإسرائيلي لفندق شبرد، مشدداً على أن كل محاولات تغيير معالم القدس لن تنجح، ولن تغير حقائق التاريخ. انتهاك فاضح كما اعتبر الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلي أن الاستيلاء على مقر المفتي بغير وجه حق ومن ثم هدمه لإقامة مستوطنة مكانه يشكل انتهاكاً فاضحاً للقانون الدولي ولاتفاقية جنيف الرابعة التي تحرّم على دولة الاحتلال تغيير معالم الأراضي المحتلة، أو الاستيلاء على الأملاك الخاصة ونقل المستوطنين إليها. وأكد أن المنظمة ستتحرك على جميع الصعد الممكنة لوقف المخطط الإسرائيلي، كما ناشد جميع الدول والهيئات الدولية المعنية بالتحرك العاجل لثني إسرائيل عن المضي في تنفيذ مخططاتها وانتهاكاتها للقانون الدولي، لا سيما أن المخطط الاستيطاني الذي تسعى إسرائيل لإقامته على أنقاض مقر المفتي يهدف إلى فرض وقائع بالقوة ومن شأنه أن يقطع التواصل الجغرافي بين الأحياء الفلسطينية في القدس الشرقية المحتلة.