لست أعرف أياً من إبني شارون، عومري وجلعاد، أكبر سناً، إلا أنني اخترت أن أسمي شارون بأبي جلعاد، لأنني أحسست أنها تناسبه أكثر! أما لماذا أدعو له بالسلامة، فلأني –وبصراحة- لا أرغب له بميتة كهذه، يتبادر إلى الذهن منها ما قاله خالد بن الوليد سيف الله المسلول –مع الفارق الكبير في التشبيه طبعاً- إذ وافته المنية فقال: ) لقد شهدت مائة معركة أو زهاءها ، وما في جسدي شبر الا وفيه ضربة بسيف أو رمية بسهم ، أو طعنة برمح ، وهأنذا أموت على فراشي كما يموت البعير ، ألا فلا نامت أعين الجبناء) ولا أخفي القراء الكرام أني ترددت قبل كتابة هذه السطور، خشية أن تنقلب الدنيا عليّ، وأن أُتهم أني العدو الأول للسامية، وأني مجرم، أدعو للعنف والإرهاب "الدولي"، إلا أنني ببساطة تذكرت تهديدات المسؤولين الإسرائيليين من شارون إلى شالوم مروراً بموفاز، للرئيس البطل الراحل الشهيد ياسر عرفات، فلما تذكرت هذه التهديدات أدركت أن لا غضاضة في أن أقول ما قلت، مع الفارق الكبير بين الأمرين، فتهديداتهم صادرة عن كبار مسؤولي الكيان الصهيوني، بينما لا يتعدى كلامي، كلام مواطن عربي بسيط، لا يتبوأ أي منصب حكومي، ولا يقرأ ما يقوله إلا عدد بسيط من القراء، فلماذا أنا متردد. ولا داعي للتردد على الإطلاق، فإن كل ما قلته هو: ((سلامات يا أبا جلعاد)).