ما يستفزني دائماً هو عجز القادرين.. وعندما تكون الدولة اليمنية قادرة على عمل شيء يطمئن ويفرح ولا تعمله أتميّز من الغيظ وأسأل لماذا..؟ هناك أدلة كثيرة على ضبط عمليات فساد كثير ، بل وإحالتها إلى النيابة.. بعضها فساد في المال العام وفساد في ذمة قضاة ، وفساد متاجرة بالمخدرات والعملة المزيفة ، وفساد يصل حد المتاجرة بأعضاء البشر.. لكن ما يحز في النفس ويترك غصة في الحلق ، هو أن الأخبار السارة المتصلة بعملية القبض يكون لها دائماً بداية ولا يكون لها تلك النهاية المفترضة.. ولو سألتموني ماذا تتمنى بالفعل حول جرائم الفساد بصورها المختلفة، لما ترددت عن القول.. الشفافية والمثابرة في طريق الوصول إلى الأهداف الكبيرة بحيث يتحقق الجمع بين ردع المجرم والفاسد على ما اقترفه وردع الذي يفكر بالإقدام على الجريمة وهو ما يزال في بر القدرة على التراجع.. محاكمة مسئول فاسد اسماً وجسماً سيردع مسئولين آخرين وسيقصرون أيديهم.. ومحاكمة حرامية السيارات أو قاطعي الطريق إلى ما هنالك من أشكال الإجرام ، يوجّه رسالة واضحة لمن يتربص أو ينتظر.. وفي كل الحالات فإنه لا بد من الاهتمام بإعلان النتائج.. إشهار ما تحت الفعل « قرر ». نحن في مجتمع الإشهار فيه لاسم تأكدت إدانته أكبر ردع وأقوى حماية للمجتمع من قادمين.. أما الإعلان المستمر عن القبض على مجرم أو عصابة ثم لا يطل المواطنون على ما انتهى عليه « القبض » فإنه لا يقبض إلا الأمل في غلبة القانون وسيادة الثواب والعقاب.!