كيف برر الشيخ حمير بن عبد الله بن حسين الأحمر نائب رئيس مجلس النواب اعتداء رجال القبائل المسلحين الذين يعملون تحت أمرته وأمرة أخيه الشيخ حميد.. فقد اعتدوا على ثلاثة مواطنين (إطلاق الرصاص على امرأة ورجل واختطاف رجل ثالث) في العاصمة يوم الجمعة الماضية.. وفي المساء خرج الشيخ حمير الأحمر علينا ببيان يرد فيه على وزارة الداخلية.. يقول في البيان أن مرافقيه المسلحين كانوا يرصدون تحرك سيارة فيها أشخاص من الأمن القومي لديهم سلاح مرخص ووثائق رسمية تدل على أنهم يعملون لدى الأمن القومي، ولذلك قام مرافقو حمير بإلقاء القبض عليهم واحتجاز السيارة للاشتباه في أنهم يراقبون بعض منازل قياديين في المعارضة، وان وكيل جهاز الأمن القومي جاء إلى المكان واخذ السيارة.. وأدان حمير الأحمر عدم سماح وكيل الأمن القومي لمرافقي حمير استكمال تفتيش السيارة! وبيان حمير الأحمر يؤكد ما صرح به مصدر في وزارة الداخلية حول عملية الاعتداء.. لكن ليس هذا هو المهم.. المهم ما ورد في بقية البيان والذي يرينا أن عقلية الشيخ حمير نائب رئيس مجلس النواب عقلية تفكر تفكيرا قبليا يتقاطع مع أي شيء اسمه قانون أو دولة ويعتبر سلطة الشيخ هي الأعلى وأن أفراد القبائل الذين لا صفة لهم سوى كونهم مرافقين للشيخ يعتبرون عنده بديلا لأجهزة الأمن.. والعجيب أن يقول حمير أن أولئك تم القبض عليهم من قبل مسلحيه لأنهم يتبعون الأمن القومي وكانوا يتولون مهمة رصد ومراقبة منازل معارضين ومنزل أخيه الشيخ حميد الأحمر.. ولنفترض صحة ادعائه- رغم عدم صحته- فما شأن حمير وقبائله المسلحين في ذلك.. هل هم سلطة قبض قضائي.. وهل من حق شيخ ومسلحيه أن يترصدوا أنشطة رجال الأمن أو المخابرات.. وأن يمنعوهم من رصد أي تحركات مشبوهة تلحق ضررا بالأمن القومي اليمني؟... ومن هم حتى يلاحقوا رجال الأمن المكلفين بمهام وطنية ويلقون القبض عليهم ويحتجزوا سياراتهم أو يتقطعون لهم في الطرقات ويطلقون عليهم النار ويخضعونهم للتفتيش..؟ مثل هذا الأسئلة تقفز إلى رأس أي مواطن يمني يؤمن بفكرة الدولة ومشروعية عمل مؤسسات الدولة ومبدأ سيادة القانون.. ويستنتج من بيان الشيخ حمير الأحمر أن هذا الشيخ وإخوانه هم على العكس من ذلك تماما فهم لا يسألون أنفسهم مثل تلك الأسئلة ولوا سألوا سيكون الجواب جاهز: نحن لا الدولة.. فالبيان الذي أصدره الشيخ حمير ليبرر به ذلك الاعتداء يدلك على أنهم يفكرون بطريقة مختلفة بمنطق القبيلة التي تعلو على الدولة وتحل محل المؤسسات بل وتمنع المؤسسات من أداء مهامها.. قبل ذلك قال الشيخ حميد الأحمر مبررا اعتداء مرافقيه المسلحين على منزل محافظ صنعاء أن مرافقيه قاموا (بجولة استطلاعية) لمعرفة تحركات سيارة كانت عند رأس الشارع.. فالعقل نفسه والتفكير نفسه.. يخولون لأنفسهم ومسلحيهم القيام مقام أجهزة الأمن فبدلا من إبلاغ السلطات الأمنية حول أي سلوك مشبوه، يقومون هم بالمهمة من تلقاء أنفسهم ويستخدمون الأسلحة دون مبرر أو حق.. والمنطق نفسه لدى الشيخ حسين الأحمر.. فهو هذه الأيام يعسكر في عمران ويهدد من هناك بإدخال قبائل حاشد إلى العاصمة..بدعوى سخيفة وممجوجة وهي حماية المواطنين؟ فمن أنت ومن قبائلك لتقوم بهذا الدور الذي تحاول تقمصه للمزايدة وأنت تعلم أن للمواطنين دولة تحميهم من شروركم؟.. وعلى أي حال هذا المنطق في الحالات الثلاث يدلك على أن حميد وحمير وحسين وغيرهم من المشايخ الذين يمارسون المعارضة بعقلية القبلية المتخلفة.. لا يؤمنون بفكرة الدولة ولا مؤسسات دولة ولا قانون.. بل بعقلية شيخ القبيلة وبسلاح القبائل... فهل هؤلاء يصلحون أن يكونوا مسئولين في أي دولة تحترم نفسها؟