توقعت مصادر اقتصادية أن تتجه بوصلة الاستثمارات النسائية العربية التي يقودها اتحاد المستثمرات العرب نحو الخليج إثر تداعيات الاضطرابات التي يمر بها عدد من الدول العربية مع مطلع العام الجاري. وينتظر تحديد موعد أول اجتماع رسمي لمجلس الإدارة والهيئة العامة للاتحاد الذي يتخذ من القاهرة مقرا له ويضم في عضويته أكثر من 148 سيدة أعمال, والمقرر انعقاده في السعودية بهدف بحث آلية استكمال مشاريعه وخططه, كما سيدرس خلاله الفرص المتاحة في دول منطقة الخليج في الاجتماع المقبل. وبينت المصادر ذاتها, أن أحداث مصر الأخيرة عصفت بإنتاج المدينة الصناعية التي أقامها الاتحاد النسائي كأول المدن الصناعية العربية، على مساحة مليون متر مربع, إحدى الاستثمارات المصرية السعودية المنشأة برأسمال 120 مليون دولار، وتضم مصانع رخام وكيماويات وأخشاب وملابس. ويشارك البنك الأهلي المصري ب 20 في المائة من رأس المال, حيث شهدت توقفا متقطعا لأعمالها مؤثرا في حجم طاقتها الإنتاجية اليومية, مما يقلص من حجم أرباحها. وأكدت ل ''الاقتصادية'' الدكتورة هدى جلال يسي رئيسة اتحاد المستثمرات العرب, أن الاضطرابات التي يمر بها الوطن العربي لها تأثيراتها في أعمال الاتحاد كان من أبرزها تعثر الاتصالات بين عضواته في الدول المضطربة لمعرفة واقع مشاريعهن هناك, وما زالت هذه الإشكالية مستمرة. ونوهت إلى أن تداعيات الوضع الراهن انعكست أيضا على أعمال وشركات نساء المنطقة من المستثمرات. وبينت أنهم يحاولون ألا تتوقف أعمال الاتحاد ومشاريعه التي تعتمد على جناحي التنمية الاقتصادية والاجتماعية, وأن أعمالهم لا يمكن أن تتوقف إلا لأسباب قهرية. وكشفت يسي, أنه على أثر الأزمة التي مرت بمصر كونها تحتضن مقر الاتحاد، عقدوا الأسبوع الماضي عدة اجتماعات طارئة في محاولة لاحتواء الموقف واستمرار الدور الإيجابي لدعم المرأة والتنمية بشكل عام. وقالت إن مشروعهن المتمثل في المدينة الصناعية في مصر تأثرت أعمال مصانعه كغيره من المصانع الأخرى بسبب الأحداث, فجميع المصانع حاليا تعمل ببطء نتيجة نشوء قلق إزاء الظروف الراهنة, كأي بلد تكون فيها مثل هذه الثورات, مما يقلص عملها, خاصة أن فترة حظر التجول أقرت في مصر وأوقفت خلالها إنتاجيته مؤقتا وعاود العمل, إلا أن الظروف تسببت في التقليل من حصص إنتاجه, ولم تفصح عن نسب الأضرار التي لحقت بالمدينة الصناعية المستثمرة من قبل الاتحاد، مكتفيه بالإشارة إلى أن نسبة الأضرار متفاوتة لغياب الإحصائيات حاليا، وأنهم يعملون على حصر الخسارة خلال هذه الفترة. وبينت أن منطقة الخليج ستكون الوجهة الجديدة للمستثمرات العرب، وقد اختيرت المملكة لعقد الاجتماع الرسمي بعد هدوء الظروف الحالية, مؤكدة أنهم يستهدفون دول منطقة الخليج نظرا للفرص الاستثمارية الجيدة، إضافة إلى أهميتها الاقتصادية التي أكدت الظروف قوة ومتانة الفترة الماضية, وخاصة أن التنمية فيها باتت مفتوحة بشكل أوسع. وأشارت إلى أن العضوات الخليجيات والسعوديات المنتسبات لديهن من بين 148عضوة، من أكثرهن خبرة الأمر الذي يجعل للمنطقة مكانة خاصة ومناسبة للاستثمارات النسائية. وأشارت إلى أن الاتحاد يسعى لدعم البلدان العربية من خلال الدور الإيجابي للمرأة على الصعيد الاقتصادي مع الاهتمام البالغ بالصعيد الاجتماعي, كونه أحد أسس التنمية الشاملة المستدامة التي يعمل عليها الاتحاد. وأكدت أن الأحداث الراهنة لم تؤثر في عضوات الاتحاد، أو تشهد أي انسحابات من عضويته أو رساميله المشاركة في الاستثمارات القائمة والمقرر إقامتها مستقبلا. من جانب آخر، كشفت يسي, عن انسحابهن من مشروع عميلة تحديث وتوسعة مصفاة مأرب للنفط في اليمن، بعد وقوع خلافات شديدة بينهن وبين المسؤولين في وزارة النفط اليمينية بعد استحالة الوصول إلى شراكة حقيقية للمستثمرات في هذا المشروع. وأوضحت أن هناك توجها للتوسع في مشاريعهن الاستثمارية في دول عربية أخرى، والتعديل على جدول أعمال الاتحاد بعد أن تهدأ الثورات والظروف التي يمر بها الوطن العربي, قائلة ''بعد تحسن الأمور في المنطقة سنبدأ بنظرة مختلفة تجاه تنمية أعمالنا وتنفيذ برامجنا، وأهمها برنامج مكافحة الفقر والجوع في الدول المضطربة التي يعمل عليها الاتحاد. أما فيما يختص بالمشاريع الاستثمارية، فسنبحث عن إنشاء مشاريع جديدة لتدر أرباحا جديدة على المشاركين فيها, مع الاهتمام والحفاظ بالدرجة الأولى على شقي التنمية الشاملة المستدامة والتنمية الاجتماعية باعتبارهما من أساسيات عمل الاتحاد. ونتوقع أن تنطلق المشاريع بقوة أكثر منها في السنوات الخمس الماضية من عمر الاتحاد، والتحرر من قيود كانت تحد نوعا ما من نشاطاتنا''. من جانبها، أكدت هدى الجريسي رئيسة المجلس التنفيذي في الفرع النسائي في غرفة الرياض, أن اتحاد المستثمرات العرب يسعى لتحقيق جملة من الأهداف التي تركز على تشجيع المستثمرات العرب, وتعزيز مشاركة المرأة المستثمرة في البلاد العربية في تنمية مجتمعيها المحلي والعربي, كما يحرص الاتحاد على توفير قاعدة بيانات ومعلومات تساعد على زيادة الآفاق المعرفية لعضوات الاتحاد, وسيدات الأعمال السعوديات والخليجيات جزء من هذا النسيج العربي والاتحاد كمنظومة عربية يتأثر بالمناخ العام العربي من حيث التنسيق والفعالية. وأشارت إلى فكرة نقل مقر الاتحاد من مصر إلى دولة أخرى مستبعده, ولا أعتقد أن الأمور تستلزم ذلك، فمصر بلد عربي له ثقله الاستراتيجي، وهو بإذن الله قادر على تجاوز الأزمات. ولفتت إلى أنه من المهم استغلال الفرص المتاحة في المملكة، فلدينا سوق واسعة، وقوة شرائية كبيرة، ونحن مع الفرص الأقرب والآمنة، ولا شك أن التكامل أمر جيد بين المستثمرات في الدول العربية.