حشود غفيرة في يوم (الغضب) قدرت بنحو 200 ألف تظاهرت في ساحة الحرية بمدينة تعز اليوم الثلاثاء للمطالبة برحيل النظام وللتنديد بمرتكبي ما وصف (بالمجزرة) التي راح ضحيتها نحو عشرون شابا من المتظاهرين سلميا في عدن علاوة على عدد آخر في صنعاءوتعز, فيما أفاد شهود عيان ان أجهزة الأمن التي رابطت منذ الصباح الباكر في مداخل المدينة منعت الآلاف من أنصار اللقاء المشترك للمشاركة في التظاهرة التي اتسمت بالهدوء خلافا لتوقعات سابقة كانت قد لمحت إلى حدوث تصعيد يدفع بمسار الأحداث الجارية في البلد على نحو مختلف عن الأيام الماضية. ويأتي منع أجهزة الأمن للمتظاهرين المناهضين للنظام في الوقت الذي سمحت فيه للمشاركين القادمين من ريف موزع والوازعية والمخاء ومناطق أخرى في المحافظة للمشاركة في تظاهرة مؤيدة للرئيس أقيمت في ميدان الشهداء. وحسب شهود عيان فان طلابا ثانوية وأساسية يحملون صور للرئيس رددوا أثناء خروجهم للتظاهر في ميدان الشهداء هتاف (الشعب يريد إسقاط النظام), في حين نشطت بعض النسوة المنتميات للحزب الحاكم من توزيع منشورات في أوساط الأسر بالمدينة تدعوهن للإحجام عن الذهاب إلى ساحة الحرية للتظاهر بسبب ما اعتبرنه زعزعة للأمن والاستقرار في البلد. كما ردد المتظاهرون في (يوم الغضب) هتافات مطالبة الرئيس صالح بسرعة التنحى وخيروه بين أن يحمل لقب الرئيس المخلوع أو الرئيس السابق في إشارة الى تصريح الناطق الرسمي للمشترك محمد القباطي لقناة الجزيرة يوم أمس الاثنين والتي رد فيها على مبادرة الرئيس الجديدة المتضمنة تشكيل حكومة وحدة وطنية. كما رفع المتظاهرون لافتات منددة بتصريحات الرئيس وطالبوا أن يبادر النظام باحترام إرادة الشعب التي هي من إرادة الله ويتنحى بهدوء ويجنب اليمن مشاكل هي في غنى عنها. هتافات المتظاهرين في يومهم الثامن عشر والتي غالبا ما يقوم بها شباب دون الثلاثون حملت في مجملها رسائل تعقيبية على تصريحات الرئيس يوم أمس خلال اجتماعه بالعلماء, سيما عندما قال ان ما يجري على الساحة اليمنية يدخل من باب الموضة والتقليد, وردت المتظاهرون عليها ان اليمن هي احوج من تونس ومصر وليبيا فهي الاكثر فقرا والاكثر فسادا واستبدادا واستحواذا للسلطة والثروة والاكثر نزاعات مسلحة وحروبا والاقل تعليما وصحة وكهرباء وماء وطرق وعمل. وعلى صعيد متصل أقدم عضو المجلس المحلي- عضو المؤتمر الشعبي العام- عبد الله محمد فارع مديرية المقاطرة محافظة لحج على تقديم استقالته من المؤتمر والمجلس المحلي اجتجاجا على ما وصفه بفساد الحزب الحاكم الذي لا يشرفه بعد اليوم الانتساب اليه حسب ما جاء في استقالته المقدمة لرئيس فرع المؤتمر بالمحافظة. وعبر بيان صادر عن أحزاب اللقاء المشترك بالمحافظة التي دعت انصارها للخروج في يوم غضب لنصرة (أبناء عدن) عن تضامنه معهم وقال ان مدينة عدن تواجه اليوم أبشع الممارسات من سلطة الفرد والاستبداد بمواجهته التظاهرات السلمية بالنار والبارود والقتل وبعقلية متخلفة مازالت رواسب الإمامة ضاربه في أعماقها. كما طالب بالقبض على الجناة الذين استهدفوا المعتصمين بساحة الحرية في تعز بقنبلة استشهد على أثرها الشهيد مازن سعيد البذيجي وجرح عدد آخر من المعتصمين الذين لم يزدهم ذلك العدوان إلا صلابة وقوة ولم يبق أمام المستبدين إلا أن يلتقطوا بحصافة ان كانت لهم حصافة ما يريده اليمنيون اليوم وهو أن يرحل هذا النظام الذي قد أكل عليه الدهر وشرب حسب ما جاء في البيان. وأضاف: إن الشعب اليمني بكل فعالياته الشبابية والطلابية وقواه الوطنية والسياسة ومنظمات المجتمع المدني قد قرروا السير معا في طريق, التغيير الذي يعيد لليمن وجهها المشرق ويعيد لليمني كرامته واعتباره, وما هذه الثورة العارمة التي تعيشها اليمن من أقصاها إلى أقصاها إلا وثبة تحررية نحو الإنعتاق من قيود الاستبداد وحكم الفرد والخلاص من تسلط الأسرة والعشيرة, وهنا نرحب بمواقف قبائلنا الشجاعة التي انحازت بقوة ووضوح لمطالب الشعب المشروعة, وندعو الشرفاء في حزب المؤتمر الانضمام الى موكب التغيير. وتابع: ان الثورات ليست انتقاما ولا تصفية حسابات مع احد, ولكنها إزالة للفساد والاستبداد فحسب, ولذلك فالشعب اليمني بشرائحه الشبابية والاجتماعية العسكرية والمدنية, الرجال والنساء, وكذا المبعدين والمتعاقدين ومن هم بلا عمل, مدعوون جميعا للوقوف صفا واحدا لتحقيق التغيير المنشود واجبار مجموعة الحكم المستبدة والمستأثرة بالسلطة على التخلي عن مواقعها والرحيل عن السلطة, وليس هناك استهداف لصف ثان او ثالث كما تتوهم ذلك سلطة الفرد بهدف تشويه الثورة و تخويف بعض النخب السياسية والضغط عليها لتقف مدافعة عن المتشبثين بالسلطة وحكم العائلة. ودعا كل فئات الشعب اليمني من العسكريين والمثقفين والعلماء والشباب وكافة شرائح المجتمع الالتحاق بالثورة والانتصار للمواطن والمستقبل.