نحو 100 ألف متظاهر يتقدمهم المعلمون تجمعوا اليوم في ساحة الحرية بتعز للمطالبة برحيل السلطة وسط مخاوف أمنية من اتساع دائرة التخييم التي امتدت في كافة الاتجاهات وهو ما دفع بقوات الشرطة أمس الثلاثاء إلى إطلاق النار باتجاه معتصمين حاولوا نصب خيام جديدة بالقرب من البنك الزراعي وهو الأمر الذي كان سيتسبب بتعطيل الحركة المرورية في الشارع وتحويلها الى مسارات أخرى قد تدفع بمزيد من تضييق الخناق على الحركة المرورية في المدينة. ويأتي التزايد المفاجئ في عدد المتظاهرين اليوم بعد إقدام مدير مديرية المظفر درهم أبو يحي على دفع موالين للحزب الحاكم إلى الاعتداء على المعلمين في المدارس ومنعهم من مواصلة الإضراب والمشاركة مع المعتصمين سلميا في ساحة الحرية, هذا الموقف حيال المعلمين من قبل المسئول المحلي دفع بالسلطة المحلية العليا إقالته من منصبة ليلة أمس وتعيين بدلا عن مدير عام مديرية المخاء احمد صلاح, فيما يطالب المعلمون بالبدء بترتيب إجراءات لمحاكمته جراء ما وصفوه بانتهاكات ارتكبها بحقهم.
على صعيد متصل شهدت ساحة الحرية لأول مرة مشاركة مئات الطالبات من مدارس أساسية وثانوية وهي خطوة اعتبرها منظمو ساحة الحرية متقدمة نظرا لما اعتبروه القبضة الحديدية التي تبديها بعض إدارات مدارس البنات حيال مشاركة الطالبات في ثورة بالتغيير التي ورفع من زخمها تغطية قناة الجزيرة مباشر , يقول - سامح - 23 عاما - نحن فرحين جدا اليوم لان قناة الجزيرة تنقل الحدث مباشر , ويضيف زميله نبيل -22 عاما: انظر كيف أصبح المشهد في تعز بعد التغطية الإعلامية المتميزة.. تعز كلها هنا اليوم. شيء مفرح, نعم لثورة الشباب, كما انضم طلاب كلية الطب بجامعة تعز للمشاركة في ميدان ساحة الحرية حاملين لافتات تطالب برحيل صالح وإسقاط نظامه , معلنين انضمامهم إلى المحتجين ومطالبهم.
وفيما لا تزال العملية التعليمية تعاني من شلل شبه تام في بعض المدارس احتجاجا على عدم إيفاء الحكومة بوعدها بصرف مستحقات العلاوة السنوية, يواصل المعلمون إضرابهم المفتوح استجابة لدعوى النقابات التعليمية وهو ما صب في خدمة التظاهرات المطالبة برحيل النظام حيث يتوجه المئات من المعلمين يوميا الى ساحة التظاهرة للمشاركة في الاعتصام السلمي ومثلهم يفعل الكثير من المطالبين بحقوق قانونية وخدمية في بعض القطاعات الحكومية الأخرى.
وفي حين فشلت إدارات عدد من المدارس منع المعلمين من مواصلة الإضراب والمشاركة في الاعتصامات كما هو الحال على مستوى الجمهورية, أحكمت بعض المدارس والادارات التربوية قبضتها بحق المعلمين ومنعتهم من الخروج للمشاركة في ساحة الاعتصام السلمي وصل بها أحيانا الى اعتداء ات طالت بعض المعلمين كما حدث في مدرسة الزبيري ومدرسة الحمزة في مشجب الصلو التي حاصر فيها الطلاب مدير المدرسة نفسه قبل ان يتم منعهم من الخروج من المدرسة التي تشهد هي الأخرى اضرابا للمعلمين.
مشاركة التربويين والطلاب للمعتصمين بتعز وتعرضهم لاعتداءات مختلفة دفع بنقابة المعلمين الي التنديد بما وصفته (جرائم ) يعاقب عليها القانون كونه كفل للمواطنين حق التظاهر والتعبير عن انفسهم بشكل سلمي, ودعت منتسبيها الى مواصلة الاضراب المفتوح حتى تتحقق مطالبهم, كما دعتهم الى الحضور الى ساحة الحرية في حال تعرضهم لاعتداء ليتم الترتيب لمحكمة المعتدين بحقهم.
وعلى صعيد متصل بالمشهد الاحتجاجي الحقوقي المتصاعد، أقدم سائقو المركبات خط تعزالحديدة من قطع الطريق القريب من نقابتهم الكائنة بالقرب من فرزة صنعاء فقاموا بإحراق الإطارات و(الغتر) للمطالبة برحيل الهيئة الإدارية للنقابة.
ولعل الأبرز في سجل المواقف المعلنة في منصة ساحة الحرية هو إعلان السلفي عقيل المقطري انضمامه الى المعتصمين سلميا ودعوته الى التغيير السلمي, واعتبر في كلمته التي ألقاها أمام المعتصمين ليلة أمس ان التظاهرات تدخل من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, ناصحا الشباب بعدم الانجرار الى الفوضى والتخريب وان يكون شعارهم هو التغيير بالطريقة السلمية , موقف المقطري سجله سلفيون كثر في الأيام الماضية .
و حملت لافتة عريضة باسم صحفيي ( الجمهورية ) ربطت طرفي الساحة دعوة بقية من وصفتهم بزملاء الكرامة في كافة المؤسسات الإعلامية للدولة الانضمام الى ساحة التغيير , وجاء فيها :- لن نكون شهود زور على جرائم نظام صادر كادرنا بشراء الهراوات ولن نكون لأنكر الأصوات أبواقا) .
إلى ذلك توافدت الى ساحة الحرية المزيد من قوافل الدعم للمعتصمين الشباب الذين يدخلون في اعتصامهم المطالب برحيل صالح شهرهم الثاني , حيث سير أهالي صبر الموادم قافلة محملة بالطعام والمواد الغذائية لدعم ثورة شباب التغيير مكونة من 60سيارة , وهي القافلة الثانية الى تصل الى ساحة الحرية بعد يوم من وصول قافلة أبناء مديرية مقبنة المدعومة من المغتربين .. من جانبه دعا مركز القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني بمحافظة تعز القوى الوطنية والسياسية والناشطين بمختلف تكويناتهم وانتماءاتهم لحماية المعتصمين في ساحة الحرية بتعز تحسبا لما ورد من أنباء عن نوايا الأجهزة الأمنية لاقتحام الساحة والاعتداء على المعتصمين بذريعة أن هناك توسع في أعداد الخيام تجاوزت الساحة إلى الشوارع القريبة منها. وحذر المركز من خطورة القيام بمثل هذه الأعمال التي قال أن ذلك سيكون لها أثاراً مأساوية وستعمل على إراقة دماء و سقوط قتلى وجرحى في أوساط مواطنين يمنيين عزل يمارسون حقهم المشروع, وأكد المركز دعوته ومناشدته لجميع القوى بسرعة التحرك لحماية الشباب المعتصمين سلمياً ويحمل السلطات مسئولية ما قد يحدث.