مئات الالاف خرجوا اليوم في تعز في مسيرة منددة ( بالمجزرة) التي راح ضحيتها حسب المستشفى الميداني لساحة الحرية اكثر من 20 شهيدا واكثر من ثلاثة الاف مصاب بالغازات السامة والمسيلة للدموع, وجابت المسيرة شارع جمال وحوض الاشراف وصولا الى ساحة الحرية, وحملت صورا لشهداء الثورة في تعز والمحافظات اليمنية الاخرى , كما طغت على شعارات المتظاهرين وهتافاتهم دعوات بمحاكمة النظام فضلا على رحيله. وخلال المسيرة اقدم موالون للنظام عند مدخل حارة الهندي المقابلة لعقبة شارع جمال على اطلاق نار في الهواء بغية تفريق المسيرة الحاشدة التي قابلها عصيان مدني واسع حيث شوهدت معظم المحلات التجارية مغلقة سيما بعد احداث اليومين الماضيين التي روعت تعزواليمن. وفي زخم مواصلة المسيرة التي توجهت الى ساحة الحرية شوهدت بعض النسوة وقد اعتلين سطوح المنازل ويلوحن بعبارة ( ارحل , go out ) بينما تبرعت اخريات برش المياه على المسيرة لتلطيف الجو الحار عند الساعة 11 ظهرا.
وتميزت المسيرة التي نظمها شباب ثورة التغيير ومكونات المعارضة بالهدوء وسط انباء عن انتشار الجيش حول اماكن حيوية في المحافظة كالقصر الجمهوري ومقر المحافظة والبنوك, واقتصار مشاركة الامن في تنظيم المسيرة الى جانب لجان شبابية من المعارضة التي وحسب مصادر تمكنت من ضبط المسيرة وتوجيهها الى ساحة الحرية حيث يعتصم عشرات الالاف من شهرين للمطالبة برحيل النظام.
وفيما يسود المدينة مزيد من مشاعر الغضب بعد سقوط شهداء, ندد مواطنون مستقلون بالااستخدام المفرط للقوة ضد الشباب العزل, كل ذنبهم انهم قالوا:- ( نريد التغيير, نريد الحياة, نحن اكثر فقرا وفسادا واضطهادا وحرمانا وتخلفا ومعظمنا مشردين في انحاء العالم), مؤكدين ان (قطرة دم) من اجل استمرار (رئيس) في الحكم وهو عند شعبه اجير بموجب الدستور هو قتل للناس جميعا ويعكس نزعة فردية متمسكة بالسلطة تقود اليمن الى (كارثة). وفيما بدا ان كلمة (ارحل) التي خطت على اسفلت الشوارع الرئيسية والفرعية والمحلات والمرافق الخاصة والعامة قد بدلت بصور (الرئيس) الا من واحدة عملاقة نزعها شباب الثورة السلمية من على جدار مكتب التربية والتعليم وقاموا بتمزيقها.. وفي مفارقة لافتة شوهد عشرات المعاقين والمتسولين والمختلين عقليا اما قعودا او نياما في جزر الشوارع غير مكترثين بما يدور حولهم من احداث, احد المعاقين كان يلوح بيده للمسيرة قائلا: (الله يحفظكم, اليمن امانة), وبدا المشهد لهم كما لو ان اليمن بانتظار امل قادم.
وكان يوم امس الثلاثاء قد شهد مزيدا من الاصابات في صفوف شباب ثورة التغيير معظمها بالغازات المسيلة للدموع وذلك خلال تفريق الشرطة لمسيرة سلمية في منطقة وض الاشراف, وحسب مصدر طبي فان عدد الاصابات بلغت نحو 1500 بينها سبع حالات في حالة حرجة ترقد في مستشفي الصفوة والروضة.