بعد اخفاق توسلات الاحتجاجات الشعبية اليومية في اقناع المليشيات "الاسلامية" التابعة لأحزاب اللقاء المشترك والجناح العسكري للانقلاب في فتح الطريق لناقلات الغاز، وإنهاء معاناة المواطنين، رضخت قيادة المشترك لأوامر شديدة اللهجة وجهها السفير الأمريكي بصنعاء السيد "جيرالد فاير ستين" بالفتح الفوري لطريق مارب- صنعاء، والسماح لمئات القاطرات المحتجزة للعبور إلى مراكز التوزيع في مختلف أرجاء اليمن. وبحسب مصادر مطلعة ل"نبأ نيوز": فإن السفارة الأمريكيةبصنعاء، وعلى خلفية طلبات تلقتها من شركات أجنبية مساهمة في انتاج الغاز في اليمن- في مقدمتها شركة توتال الفرنسية- تناشدها بالتدخل لدى حلفائها في المعارضة اليمنية جراء الضرر الكبير الذي لحق بمصالحها الاقتصادية، تدخلت خلال ال48 ساعة الماضية لتحري الموضوع، وأصدرت أمس الاثنين أوامراً لقيادة المشترك بفتح طريق مارب- صنعاء، وحذرت المشترك من عواقب "الاستهتار بالرغبة الأمريكية"- على حد تعبير المصدر- على حجم "التعاطف" الأمريكي مع مطلب المعارضة في تنحي الرئيس صالح. وطبقاً لمصادر ميدانية ل"نبأ نيوز"، فإن مليشيات المشترك بدأت منذ مساء امس الاثنين بسحب ما يزيد عن (50) مسلحاً، ومجاميعاً عسكرية متمردة تابعة للواء علي محسن الأحمر من منطقة (السحيل) بمأرب، وشوهدت نحو (250) قاطرة غاز في ساعة متاخرة من الليل وهي تباشر العبور بمرافقة عشرات الأطقم الأمنية. وكانت السلطات الحكومية فشلت في تلبية مناشدة الشركات الاجنبية بالتدخل لانهاء قطع الطرق، حيث أخفقت الوساطات القبلية في اقناع المشترك والمليشيات المسلحة في إعادة فتح الطريق للغاز بعد أن أصبحت أسر كثيرة تستخدم الحطب عوضاً عن الغاز، وانتعش السوق السوداء الذي قصم ظهر المواطنين. هذا وتقوم القوى الانقلابية بافتعال الأزمات الاقتصادية بغية استغلالها في تأليب الشارع اليمني على السلطات، خاصة وأن المعارضة تمتلك مطابخا إعلامية كبيرة نجحت خلال الفترة الماضية في تسويق أزمة الغاز كأزمة مفتعلة من السلطة، وتحريك مسيرات بهذا الخصوص، غير أن الرأي العام الخارجي لم يتفاعل مع ذلك لعلمه المسبق بان مأرب تعد أبرز مناطق نفوذ حزب الاصلاح والتيار السلفي، وإحدى حواضن العناصر الارهابية من تنظيم القاعدة التي تنشط كلما توترت الأوضاع بين السلطة والمعارضة، وتقوم بتفجير أنابيب النفط ومحطة الكهرباء وقطع طريق الغاز- في محاولة لاستخدام الاقتصاد كسلاح سياسي غالباً ما يسبب إحراج كبير للسلطة بسبب التضليل الاعلامي الذي يعيد الترويج للجناة على أنهم ضحايا..