شككت مصادر مطلعة في مصداقية الرواية التي أوردتها السلطات الأمريكية حول انتحار يمني وسعوديان من معتقلي غوانتنامو. وقالت المصادر ل"نبأ نيوز": أن ثمة شكوك حول الرواية الأمريكية بانتحار يمني وسعوديان، مرجحة أن تكون وفاة الأشخاص الثلاثة ناتجة عن تعرضهم للتعذيب على أيدي جنود أمريكيين. ونوهت المصادر بأن عملية الانتحار التي أعلن عنها مستبعدة نظراً لعدم توفر الوسائل أو الأدوات التي يمكن أن تستخدم في ذلك في ظل الرقابة الشديدة والصارمة التي يفرضها الجيش الأمريكي على المعتقلين في داخل زنازينهم في قاعدة غوانتنامو.. هذا وكانت الآونة الأخيرة قد شهدت مناوشات واشتباكات بين المعتقلين وسجانيهم جراء سوء المعاملة القائمة داخل معتقل غوانتنامو.. وكانت القيادة الجنوبية الأمريكية أعلنت خلال الساعات الماضية من اليوم السبت أن سعوديين ويمني انتحروا في زنازينهم في المعسكر رقم (1) ، وأعلن الجيش الأمريكي في بيان الى أنه يجري التعامل مع جثث الموتى "بأقصى احترام" وأنه بدأ التحقيق في الحادثة. جدير بالذكر أن التعذيب في السجون الأمريكية يعد نهجاً تتصدر به الإدارة الأمريكية انتهاكات حقوق الإنسان في العالم، وأن تعذيب المعتقلين اليمنيين في غوانتنامو ليس بالحادثة الأولى من نوعها ، فقد كشفت "منظمة العفو الدولية" في 5/ أبريل/2006م أن السلطات الأمريكية قامت بتعذيب ثلاثة يمنيين كانوا معتقلين في سجون في أوروبا الشرقية بعد أن رحّلتهم إليها على متن رحلات جوية مدنية سرية، وأساءت معاملتهم، ضاربة بكل المواثيق الدولية عرض الحائط. وربط تقرير منظمة العفو الدولية الذي استند على مقابلات مع معتقلين سابقين بين ترحيل المعتقلين اليمنيين إلى سجون سرية، والتعذيب، وبين المعتقلين وإساءة معاملتهم، في الوقت الذي كانت واشنطن قد أصرّت على أنها لا ترسل أي معتقل إلى دول قد يتعرّض فيها للتعذيب، فيما قالت "وكالة الاستخبارات الأمريكية" إنها علمت بالتقرير ولكنها رفضت التعليق عليه. ويضم التقرير معلومات وتفاصيل عن تجارب لثلاثة يمنيين يدّعون أنهم اعتُقلوا في أربعة سجون سرية أمريكية على الأقل في الفترة بين (أكتوبر/ 2003 ومايو/ 2005م). ويقول المعتقلون السابقون إنهم احتُجزوا لفترة ثلاثة عشر شهرا، قبل أن يعودوا إلى اليمن، في ما أسموه "المركز الأسود"، وهو مبنى سري يُعتقد أن "السي . آي. أي" تديره. وقد أعطى اليمنيون الثلاثة معلومات مفصّلة عن تغيّر الطقس وساعات الطيران، مما حمل "العفو الدولية" على الاعتقاد بأنهم كانوا معتقلين في جيبوتي وأفغانستان ومكان ما في أوروبا الشرقية، بالرغم من عدم إمكانية الجزم في الموضوع. ولم توجه لأي من الثلاثة أي تهمة متعلّقة بالإرهاب. ويتّهم التقرير الولاياتالمتحدة باستعمال شركات طيران مهمة لنقل الأفراد إلى دول واجهوا فيها التعذيب. وتقول "العفو الدولية" إنها تملك بيانات بحوالي (100) رحلة لطائرات تستخدمها الوكالة الدولية تحت اسم شكلي معظمها مرّ فوق المجال الجوي الأوروبي. كما كشفت أنها تمتلك معلومات عن حوالي (600) رحلة لطائرات تستخدمها ال"سي. آي.أي" بشكل مؤقت. وتقول الأمينة العامة ل"العفو الدولية" إيران خان: "هذا الدليل الأخير يُظهر أن الولاياتالمتحدة تستغل اتفاقات تجارية لنقل أشخاص و هو ما يشكّل انتهاكا للقانون الدولي". أما الحكومة الأمريكية، فتقول إن نقل المشتبه فيهم يتم وفقا للقانونين الأمريكي والدولي.