أثبتت السبعة الأشهر العجاف التي عاشها المجتمع اليمني أن للتخريب والتدمير في بلادنا أحزاباً ومشايخ وعشاقاً ومحبين وراغبين، مع أن التخريب والتدمير سلوك شاذ ضد طبيعة البشر، وآفة الإنسانية على مدار التاريخ، إنها الفتنة الملعونة التي لا تُبقي ولا تذر.. الشباب الذين خرجوا بأحلامهم المشروعة ومطالبهم المباشرة إلى ساحات الاعتصامات؛ لو صبروا على سلميتهم وشعارات التغيير والإصلاح لوضعوا اللبنة الأولى للتغيير السلمي وبناء اليمن الجديد بصوت العقل والحكمة والعمل الصالح والمدافعة السلمية التي لا مكان فيها للدم والعنف والخطاب العدائي الحاقد على اليمن الأرض والإنسان. أجهضت الدعوة إلى التغيير من قبل أولئك الذين تسابقوا إلى الساحات لاحتوائها واستغلال زخمها وطاقات الشباب فيها لمصالحهم وتصفية الحسابات والأحقاد المؤجلة مع شخص الأخ رئيس الجمهورية، رغم أن فترة حكمه كانت العصر الذهبي لكل أولئك المصابين بجنون العظمة ونفخة المال المسروق من خزينة الدولة ولقمة اليمنيين والتسهيلات الجمركية والضرائب وأراضي وعقارات الدولة والبسطاء المقهورين، ومارسوا التسلُّط، واستغلوا المراحل، وأثروا منها بشكل غير مسبوق!!. اليوم مشايخ التخريب والتدمير يقودون العنف في كل مناطق اليمن، أموال اليمنيين التي نهبوها يستخدمها أمراء التخريب في تدمير اليمن وتجويع اليمنيين وإجهاض كل ما يمكن أن يوصل إلى بناء اليمن المدني الديمقراطي الجديد. المؤسف أن قيادات المعارضة ودُعاة المدنية وعمالقة التنظير النهضوي تحوّلوا إلى مرافقين مطيعين جداً لمشايخ التخريب وقادة التخلُّف السياسي والاجتماعي على مدار التاريخ الثوري لليمن!!. كانوا يقولون إما الدولة وإما القبيلة، علينا أن نبني دولة المؤسسات، ونغلق وإلى الأبد دواوين وسجون المشايخ، إذا بهم يتسابقون إلى خطبة ودّهم وتقديم فروض الطاعة والامتثال. تكشفت الأيام عن شعارات بالية وعقول وأفكار متصدّية لم تعد قادرة على العمل، لو أنهم استمروا في تعاطيهم مع حوار الأخ الرئيس وأفكاره ومشاريعه لكان أفضل وأشرف من ارتمائهم في أحضان من هم دونه في الوعي والعقل والحكمة والتفكير والمواقف؛ لأن سقوطهم في الأسوأ أخرجهم تماماً من دائرة الضوء إلى زاوية مظلمة ليس فيها غير شطحات الجهل وعنجهية قطّاع الطرق وأخلاقهم ومشاريعهم. التغيير الذي ننشده يا قادة المعارضة وشباب الساحات لا يمكن أن يبيّضه شيخ يتطاول على رئيس الدولة؛ ويرى أنه وإخوته فوق النظام والقانون، إنها المهزلة، عودوا واقرأوا التاريخ المعاصر لليمن؛ فلربما عدّتم إلى رشدكم وأنقذتم تاريخكم وماء وجوهكم!. [email protected]