حين سقط حكم إضافي مدعياً إصابته في احتكاك تسبب في طرد حارس في مباراة بدوري نجوم قطر لكرة القدم في العام الماضي لم تؤثر موجة انتقادات وجهت للمسؤولين عن التحكيم في هذا البلد على ثقتهم في برنامج متطور لتخريج حكام من أبنائه. وطرد صالح اللهيار حارس أم صلال بعد أن ادعى الحكم القطري الشاب خميس عيد أنه اعتدى عليه في مباراة ضد نادي قطر في المراحل الأولى من الدوري القطري في الموسم الماضي رغم أن لقطات تلفزيونية أوضحت بجلاء أن الحكم الواقف وراء المرمى بالغ في تصوير الاحتكاك في المباراة التي انتهت بفوز قطر 2-1 في أيلول 2010.لكن في نهاية الموسم نفسه لفت مساعد الحكم طالب المري (22 عاما) الأنظار حين شارك في إدارة نهائي كأس ولي العهد بين العربي والغرافة قبل اختياره كأفضل مساعد حكم في البلاد عن موسم 2010- 2011.ويقول هاني بلان نائب رئيس لجنة التحكيم بالاتحاد القطري لكرة القدم إن تخريج حكام صغار السن جزء من استراتيجية أوسع للاعتماد على الحكام من أبناء البلد بعد سنوات من استقدام أشهر حكام العالم لإدارة مباريات محلية.ويقول بلان إن الخطة تهدف للوصول بعد ثلاث إلى أربع سنوات لإدارة معظم المباريات المحلية في قطر بحكام قطريين. وقال بلان وهو محاضر معتمد من الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) والاتحاد الاسيوي لرويترز عبر الهاتف من الدوحة "نريد أن يكون لدينا عشرة أطقم تحكيم يتكون كل طاقم من حكم ساحة ومساعدين اثنين خلال ثلاث أو أربع سنوات. لكننا لا نريد إجراء عملية إحلال بدون توازن."ولا يبدو أن الخطة تؤتي ثماراً سيئة قبل سنوات طويلة من استضافة قطر لنهائيات كأس العالم 2022 حيث رفع الفيفا عدد الحكام القطريين المعتمدين دولياً إلى سبعة حكام ساحة وتسعة مساعدين في يوليو تموز الماضي وهو شيء يقول بلان إنه يجري بتوصية من الاتحاد الاسيوي اعتماداً على معايير محددة. وأضاف "نتطلع لأن يشارك حكام قطريون في نهائيات كأس العالم 2014 وهذا هدف أساسي بالنسبة لنا. نريد أن يصل حكامنا للمسابقات الدولية. شارك حكامنا في نهائيات كأس آسيا وعلى مستوى الناشئين والشباب والفريق الأول كما شارك طاقم (بقيادة حكم الساحة الأول في قطر) عبد الرحمن عبدو في كأس العالم للشباب بكولومبيا (في وقت سابق هذا العام)." وكجزء من البرنامج الطموح تنظم لجنة الحكام القطرية التي يرأسها الحكم التونسي السابق ناجي جويني معسكرات تدريبية أشبه بمعسكرات الفرق في بلدان اوروبية قبل بداية الموسم. وفي معسكر النخبة كما وصفه بلان سافر إلى فرنسا 40 حكما النسبة العظمى منهم قطريون خضعوا لاختبارات وتدريبات تحت إشراف شخصيات بارزة على المستوى الدولي بينها حكم فرنسا السابق ميشيل فوترو.وقال بلان "معسكر حكام النخبة هذا العام كان.. عبارة عن ثلاثة أسابيع.
الأكبر سنا هو عبد الرحمن عبدو (37 عاماً) والأصغر لا يتجاوز عمره 18 عاما اسمه محمد الشهراني."ويعتقد بلان أن مشاركة حكام في سن صغيرة مثل الشهراني في إدارة مباريات رسمية في فرنسا بالاتفاق مع سلطات كرة القدم هناك من شأنه تعزيز ثقة الأندية القطرية في حكام البلاد حين تسند إليهم إدارة مباريات محلية. وتابع قائلاً "منذ حوالي ثلاث سنوات حين دفعنا لأول مرة بفهد جابر كحكم ساحة كان لدى الأندية هاجس ما لكن حين تابعوا الأداء أصبح دخول حكم جديد يقابل إيجابياً (لأن) الأندية تعرف أن هذا الحكم تم تدريبه بشكل جيد وأدار مباريات قوية."لا نريد أن يصبح كل الحكام قطريين ونفاجأ بمستوى متفاوت.. نريد أن يكون الكل جديرين بإدارة دوري للمحترفين."ويرغب المسؤولون عن التحكيم في قطر في تكرار تجربة الموسم الماضي حين أدار حكام قطريون جميع مباريات الجولتين الأولى والثانية من دوري النجوم المحلي ويتطلع بلان لأن تمتد التجربة للجولة الثالثة أيضاً من الدوري في البلد الوحيد في المنطقة العربية الذي يطبق نظام الاستعانة بحكمين إضافيين لمراقبة خطوط المرمى. وقال "ستظل طبعاً فيه استعانة (بالحكام الأجانب).. ليس لعدم ثقة في الحكم القطري لكن لوجود بروتوكولات تعاون بيننا وبين اتحادات أخرى تهدف أساساً لتطوير الحكام القطريين." ولم ينزعج بلان كثيراً من إثارة واقعة ادعاء حكمه الشاب للإصابة في استاد سحيم بن حمد بنادي قطر وقال إنه من غير المقبول أن يحاول أحد الاعتداء على حكم ولا أن يتسبب حكم في الضرر بفريق. وأضاف "المحاولة سلبية (من الحارس) لكننا لا نرضى بذلك لكن نريد لحاكمنا أن يكونوا أكثر تركيزاً."وبميزانية تتجاوز المليوني دولار سنوياً يثق بلان أن أداء الحكام القطريين سيصل في النهاية للهدف المحدد.وتابع "يحصل الحكم في قطر على ما يعادل ألف دولار نظير إدارة المباراة الواحدة وهو من أعلى المخصصات في آسيا وتساوي ما يحصل عليه الحكم في مباريات دوري المحترفين باليابان. لقد وضعنا هدفا محددا ونتمنى الوصول إليه."