اتسعت الاشتباكات المسلحة منذ فجر اليوم الخميس في العاصمة اليمنية صنعاء على نحو هو الأعنف منذ شهور بعد الدفع بمليشيات قبلية تابعة لأبناء الأحمر باتجاه العاصمة لتعزيز قوات الفرقة الأولى، فيما أغلقت القوات الحكومية جميع المنافذ المؤدية إلى صنعاء، وسط مؤشرات ترجح عملية عسكرية وشيكة للانقضاض على قوات فرقة علي محسن المنشقة التي تضم تحت جناحها مليشيات "إسلامية متطرفة" يحملها المراقبون مسئولية التصعيد وافشال هدنة وقف إطلاق النار. مصادر "نبأ نيوز" قرب مسرح الأحداث أكدت أن قوات الفرقة المنشقة تحركت فجر اليوم باتجاه جولة عمران مسنودة بمليشيات قبلية تابعة لأبناء الأحمر، وأن مواجهات عنيفة ما زالت تدور حتى ساعة إعداد الخبر، بالتزامن مع مواجهات مماثلة يشهدها شارع الخمسين، وقرب جولة كنتاكي من شارع الزبيري. وتشير معلومات أولية إلى أن قوات الحرس الجمهوري تتوغل في هذه اللحظات في شارع الخمسين، مركز انتشار قوات الفرقة المنشقة، فإن أنباء لم تتأكد بعد عن تأهب القوات الحكومية للقيام بعملية عسكرية "نوعية" للاانقضاض على قوات الفرقة التي تواصل منذ أيام قصفها لأحياء العاصمة والمنشآت، والتي تجمع أطراف سياسية مختلفة- بينها عربية- على أنها وراء إفشال كل مساعي التهدئة والحلول السلمية. ويفيد شهود عيان أن جميع منافذ العاصمة صنعاء شهدت منذ ساعات الليل انتشاراً أمنياً واسعاً، ومنعت حركة الدخول للعاصمة على خلفية ما يعتقد أنها معلومات استخبارية ترؤكد استعداد مجاميع "متطرفة" للتسلل الى العاصمة من مناطق مأرب وأرحب لتنفيذ اغتيالات وتفجيرات. وفيما دوي الانفجارات يثير حالة من الذعر في أوساط أهالي العاصمة الذين التحم المئات منهم مع القوات الحكومية، فقد شوهدت أعداد كبيرة من الأهالي وهي تتحرك باسلحتها الخفيفة في الحارات تحسباً لأي محاولات من قبل تحالف أبناء الأحمر للدفع بالقبائل والجماعات المتطرفة لنهب العاصمة، خاصة بعد قيامهم باحراق ثلاثة منازل في منطقة "القاع" وقتلل عدد من أبنائها بتهمة "التعاون مع السلطات".