بين عشية وضحاها تحول "علي العمراني" من وزير اعلام إلى وزير من ورق في اعقاب أوسع انتفاضة إعلامية في تاريخ اليمن ضد الاستهتار الوزاري والبلطجة الوزارية التي مارسها العمراني بحق العاملين في المؤسسات الاعلامية الحكومية. فقد استعادت القناة الفضائية اليمنيةاليوم السبت شعارها السابق الى واجهة القناة، بعد ان وجه وزير الإعلام قبل نحو شهر باستبداله بشعار آخر وبسياسة برامجية جديدة، وجاء هذا في اعقاب قيام العاملين في قناة اليمن الفضائية بالسيطرة على مبنى القناة وطردوا رئيس القطاع حسين باسليم من القناة . وقال مصدر في الفضائية اليمنية ان المحتجين هم من العاملين الذين تم اتخاذ قرارات إدارية تعسفية بحقهم بالاضافة الى المتعاقدين الذين تم فصلهم بشكل تعسفي من باسليم وطالب المحتجون بإقالة باسليم . ونفى المصدر وجود أي مسلحين من خارج القناة . كما أكد المصدر أن الموظفين قاموا أيضاً بطرد علي العمراني وزير الإعلام من مبنى التلفزيون ، حيث كان كما يبدو يقوم بزيارة للموظفين في قناة اليمن الفضائية والأولى . وكان العاملون في قطاع التلفزيون قد عبروا أمس عن احتجاجهم ورفضهم لقيام قناة اليمن الفضائية بتشجيع الإنفصال ، من خلال ما قامت به مؤخرا من بث لقاءات وإجراء حوارات مع قيادات في الحراك الجنوبي. وياتي هذا التطور في أروقة الفضائية اليمنية في سياق انتفاضة إعلامية اشتعلت شراراتها الأولى في مؤسسة الثورة للصحافة والاعلام التي استعادت أهداف الثورة وصورة الرئيس علي عبد الله صالح في عدد يوم أمس الجمعة، لتمتد الى مؤسسة الجمهورية للصحافة والنشر التي استعاد العاملون فيها سيطرتتهم على المؤسسة منذ عصر أمس ومن المنتظر أن تستأنف صدورها غداً الأحد. ومنذ مباشرته لعمله كوزير للإعلام في حكومة الوفاق يثير علي العمراني جدلا واسعا بين أوساط الرأي العام ، كما تسبب في ظهور حالة من الاستياء والغضب لدى العاملين في وسائل الإعلام الرسمية المرئية والمقروءة والمسموعة ، بسبب قراراته المتسرعة والتي وصفت أحيانا بالإنتقامية ، وتعمد إقصاء العديد من الوجوه الإعلامية المعروفة ، وغيرها من القرارات والإجراءات الخاطئة التي أثارت حفيظة الشارع والمراقبين ، والتي كان آخرها إزالة أهداف الثورة اليمنية من واجهة صحيفة الثورة ، الصحيفة الرسمية الأولى في اليمن ، وهو ما تسبب بردة فعل عنيفة من قبل المناضلين والوطنيين وأبناء وأسر شهداء سبتمبر وأكتوبر ، دفعت الصحيفة للتقدم باعتذار ( بالغ وعميق للشعب اليمني وأبناء وأسر الشهداء ) وإعادة أهداف الثورة والإضاءة اليومية إلى واجهتها .