هددت عواصف رعدية خطط وكالة الفضاء والطيران الامريكية (ناسا) لاطلاق المكوك الفضائي ديسكفري أمس في مهمة تعتبر حرجة لمستقبل برنامج المكوك الفضائي الامريكي والمحطة الفضائية الدولية التي لم يكتمل بناؤها. وتكهن خبراء أرصاد بوكالة ناسا باحتمال بنسبة 70 في المائة أن ترجئ الاحوال الجوية اطلاق المكوك مثلما أرجأت اطلاقه الذي كان مقررا امس الاول. وشوهدت ومضات من البرق قبل الفجر في كيب كنافيرال حيث يوجد مركز كنيدي الفضائي. ولم يشر المركز الي أي مشاكل أخري فيما بدأ عمال وكالة الفضاء والطيران الامريكية عملية تزويد خزان الوقود الهائل للمكوك بالهيدروجين السائل والاوكسجين السائل فائقي البرودة. وهذه ثاني رحلة لمكوك فضائي منذ كارثة المكوك كولومبيا عام 2003. واذا وقعت كارثة أو حادث اخر فان ذلك من شأنه أن يلغي البرنامج. وتسعي ناسا لارسال 16 بعثة بهدف الانتهاء من بناء المحطة الفضائية التي تبلغ تكلفتها مائة مليار دولار قبل أن توقف العمل ببرنامج المكوك الفضائي في عام 2010. وقال مايك لاينباتش مدير عملية الاطلاق لا يمكننا التحكم في الطقس ولدينا قواعد صارمة للغاية. لن نطلق هذه المركبة ما لم يكن ذلك أمنا. واحتلت عناصر أمان المكوك أولوية في برنامج المكوك منذ كارثة كولومبيا التي راح ضحيتها سبعة من رواد الفضاء. وأعادت ناسا تصميم خزان الوقود الخاص بالمكوك مرتين بعدما كان السبب في الحادث. وأراد كبير مهندسي ناسا ومسؤول الامان مزيدا من الاصلاحات علي الخزان قبل اطلاق المكوك ولكن مايكل جريفين المسؤول الكبير في ناسا رفض هذه التعديلات. وقرر جريفين تنفيذ الاطلاق من دون هذه الاصلاحات الاضافية قائلا انه في حالة تسرب الرغوة مرة أخري من خزان الوقود فان بمقدور الطاقم ان يبقي علي متن المحطة الفضائية وينتظر النجدة. وتابع جريفين ان تأجيل الاطلاق سيضع مزيدا من الضغط علي برنامج المكوك الذي يتعين أن ينتهي من بناء المحطة الفضائية قبل احالة برنامج المكوك الفضائي الي التقاعد. ولا يمكن لمركبة أخري أن توصل وتركب بقية أجزاء المحطة الفضائية ومختبراتها. وتعتزم الوكالة اجراء رحلتين أخريين هذا العام ثم أربع رحلات كل عام الي أن ينتهي بناء المحطة ويحال برنامج المكوك الفضائي للتقاعد. وكانت ناسا تأمل في استئناف بناء المحطة العام الماضي ولكن ظهر عطل في خزان الوقود في أول طيران تجريبي.