أطل علينا مؤتمر التيار السلفي تحت شعار " السلفيون والعمل السياسي" بنتائج كانت بمثابة ولادة مرحلة جديدة لتيار ظل عقد من الزمن حبيس أروقة الجمعيات من خلال الإعلان عن إنشاء كيان سياسي سُمي"اتحاد الرشاد اليمني" وهذا التحول في نمط السلفية التقليدية إلى إحيائية نهضوية تسهم في الحياة السياسية اليمنية يبشر بخير فبدخولهم يكونوا قد اقتنعوا بمرتكزات الديمقراطية والتي كانت أحد الحواجز التي صنعها التيار السلفي لنفسه والتي أفقدته قدرته على إجتذاب مناصرين له من الشباب وهي خطوة ستدفع مما لاشك فيه مشائخ هذا التيار إلى الإعتراف بالحياة المعارصة وا لتصدي للفساد السياسي الذي تمارسه بعض القوى السياسية. · سارع الإخوان المسلمين إلى الدفع بعناصرهم على مستويين (فاعلين ومشاركين) ولم تكن تلك الخطوة مكشوفة لدى مؤسسي كيان الرشاد اليمني على ما يبدو وإلا لما ذهبوا إلى انتخاب عبدالوهاب الحميقاني أمين عاماً للجنة التحضيرية، وهو الذي يعتبر من قيادات الصف الأول لجماعة الإخوان المسلمين في حين غاب عن ذلك المؤتمر أبرز قيادات التيار السلفي ومنهم " يحيى الحجوري ومحمد الإمام"، ومع ذلك فقد استطاع التيار السلفي إلتقاط اللحظة المناسبة للتحول إلى العملية السياسية إدراكاً منه بأهمية المرحلة المقبلة ، لكن مثلما يقول المثل المصري"يا فرحة ما تمت" فاليمن بلد فيه التنوع السياسي منذ وقت مبكر ومثلما هو مليئ بسياسيين وطنيين فإنه مليئ أيضاً بإنتهازيين ، فالخطوة التي أقدم عليها الشيخ/عبدالمجيد الزنداني واللواء/ علي محسن الأحمر بدفعهم لعدد من قيادات الإخوان المسلمين مثل الدكتور/ عبد الوهاب الحميقاني " للدخول إلى هذا الكيان فسرها الكثير من المحليين بأنها محاولات لإختراق حزب الرشاد اليمني لتوجيهه والسيطرة عليه خاصة اذا ما أخذنا في الاعتبار الظروف السياسية التي استغلها الإخوان المسلمين وبروز نجمهم خلال الآونة الأخيرة الذين شعروا فيها بأن المرحلة المقبلة ستكون أصعب وأعقد لأنه قد تتشكل وتظهر خلالها عدد من القوى الراديكالية والليبرالية الجديدة التي قد تحظى بقبول الشارع كبديل عن القوى السياسية التي عفى عليها الزمن، كما أن التجرية التي عاشها المواطن مع الإخوان المسلمين كمعارضة لم تقدم لهم شيء بل أنها أثبتت للشارع بأنها معارضة إنتهازية لا تفكر إلا في مصالحها. · كان الأولى بذلك المؤتمر أن لا يمنح الفرصة لمن شبع الدهر منهم ولفظتهم الأمواج فمحاولاتهم لاختراق الكيان السلفي يؤكد مجدداً بأن الإخوان المسلمين يسعون إلى إنتهاج كافة الطرق مهما بلغت، المهم هو الوصول للسلطة وإختراق بعض الكيانات السياسية الناشئة وبغض النظر عن مصالح البلاد والعباد وأخلاقيات العمل السياسية التي تحتم العمل وفق معايير أخلاقية تضع مصلحة الوطن والمواطن في المقدمة وبالنسبة لنا كمواطنين لا نستغرب من تلك الخطوة التي أقدم عليها تنظيم الإخوان المسلمين باعتبار أنه من اشد المؤمنين بمبدأ الغاية تبرر الوسيلة ، ومن هذا المقام نوجه رسالتين الأولى لإخواننا في التيار السلفي "أحذروا مكر الماكرين" والثانية لإخواننا المسلمين "أذهبوا للعب بعيداً فقد كشفت مخططاتكم"!!