تصبح المقارنات والإحصاءات مادة مثيرة وجذابة، عندما يتعلق الأمر بالمنتخبات الكبيرة صاحبة الإنجازات والسجل الحافل، لاسيما عندما تشكل مناسبات لقاءاتها مباريات «دربي» خاصة، وهذا ما ينطلق على منتخبي ايطالياوفرنسا طرفي نهائي مونديال ألمانيا لكرة القدم، فالبلدان الجاران دأبا على اللقاءات الودية والرسمية منذ عام 1910 وتناوبا خلالها على ارتداء الزي الأزرق، علماً ان «الطليان» تميزوا بزيهم الأسود في حقبة حكم بينيتو موسوليني. اما الحصيلة حتى الآن فهي 32 مباراة شهدت 17 فوزاً ايطالياً في مقابل 7 انتصارات لمصلحة الفرنسيين، و8 تعادلات،. وسجل «الأزوري» 75 هدفاً و»الأزرق» 44 هدفاً. تمتد المرحلة الأولى من مواجهات الطرفين ما بين 1910 و1920 وهي شهدت 7 مباريات، توزعت فيها الانتصارات بين الجانبين وسُجل تعادل واحد. وكان اللافت ان فرنسا سجلت فوزين متتاليين عامي 1912 (4-3) و1914 (1- صفر) بفضل الهداف مايس في تورينو وسان اون، في حين فازت ايطاليا 6-2 (1910) و9-4 (1920) في ميلانو. واختتمت فرنسا هذه المرحلة بفوزها 3-1 خلال دورة الألعاب الأولمبية في أنفير (بلجيكا) 1920، وإقصائها ايطاليا من مسابقة كرة القدم. وتوازن القوى تحول «سطوة» ايطالية اذا صح التعبير بين 1920 و 1978، إذ أسفرت المباريات ال 19 عن 14 فوزاً إيطالياً في مقابل 5 تعادلات. لم تستطع فرنسا تسجيل حضورها المنشود في بداية المرحلة الثانية، نظراً الى ضم المنتخب الإيطالي أسماء بارزة أمثال روسيتا ودي فيتشي، وإحراز «الأزوري الأسود» مونديالي 1934 و 1983 على التوالي، والأول كان على الأرض الإيطالية والثاني في فرنسا حيث خسر أصحاب الأرض 1-3 في ربع النهائي. فازت ايطاليا 7- صفر عام 1925 في تورينو، و4- 3 في دورة أمستردام الأولمبية 1928 و5- صفر عام 1931 في بولونيا. وتميز في صفوف المنتخب جوسيبي بيانز الذي أطلق اسمه لاحقاً على ملعب «سان سيرو» في ميلانو.وقبل الخسارة 1-2 في ماردل بلاتا خلال مونديال الأرجنتين 1978، عاد الفرنسيون للمرة الأولى منذ عام 1912 من ايطاليا «ناجين» من خسارة، إذ تعادلوا عام 1978 أيضاً 2-2، وسجل ميشال بلاتيني هدفيهم في مرمى دينو زوف.
وأخيراً، جاء الفوز الفرنسي الأول بعد انتظار دام 61 عاماً، وتحقق عام 1982، بنتيجة هدفين من دون ردّ، ومن حينه اختلف الإيقاع وتبدّلت الصورة، إذ أقصت فرنساايطاليا بطلة العالم في ربع نهائي مونديال المكسيك 1986 بهدفين، ثم فاز الفرنسيون عام 1994 في نابولي بهدف ليوري دجوركاييف. وفي طريقهم الى التتويج في مونديال 1998 أوقفوا المسيرة الإيطالية في ربع النهائي بركلات الترجيح (4-3) بعد التعادل من دون أهداف في ستاد سان دوني أمام 77 ألف متفرج. وتابع المنتخب الفرنسي الذهبي تميزه فتغلّب على ايطاليا «بهدف ذهب» (2-1) في نهائي «أوروبا 2000» في روتردام، وكان بطله دافيد تريزيغه. وفي مقارنة موازية، يتضح ان قائد المنتخب الفرنسي زين الدين زيدان الذي سيعتزل عقب المونديال الألماني لم يخسر مرة أمام ايطاليا، في حين ان ريمون كوبا نجم فرنسا في عقد الخمسينات لم يذق طعم الفوز أمامهم أبداً. الحياة