طوبى للمقاومة اللبنانية وهي تدك معاقل الكيان الصهيوني.. طوبى لحزب الله وهو يغرق بارجات العدو الصهيوني ويسقط رهانات الأنظمة الاستسلامية التي جرت الويل والثبور على الأمة، وألحقت بها الخزي والعار.. طوبى لهذا الشعب المجاهد الذي أبى الانحناء لقوى الإرهاب الدولية في تل أبيب، رغم أنه لا يملك غير البندقية والكرامة؛ في الوقت الذي ركعت أنظمة عربية بكل جيوشها وآلياتها ومؤسساتها وهرولت لطاولات التطبيع توقع اتفاقيات بيع الدم العربي في كل أرجاء الوطن، لتغرق تاريخها بالمخازي والهزائم.. هذه الأنظمة التي تتحدث عن "مغامرات" حزب الله، وتحمله لائمة الوحشية الصهيونية هل تجرؤ اليوم أن تحدث الرأي العام عن بطولاتها ! أليست هي من فضحتها الفضائيات بالأمس وهي تحرك جيوشها لضرب شعبها بوحشية في الشوارع كي تضمن الفوز بالانتخابات الرئاسية..!؟ أليست هي التي ملأت السجون بالناشطين المعارضين الذين كادوا يطيحون بها من كراسي الحكم !؟ أليست من بطولاتها إغلاق أبواب الجامعات وضرب طلابها بالغازات المسيلة للدموع لمنعهم من التظاهر ضد فضائحها!؟ فلتتحدث أنظمة التطبيع مع الكيان الصهيوني عن بطولاتها وماذا جنت من اتفاقاتها مع إسرائيل غير المزيد من إراقة الدماء الفلسطينية، والمزيد من سحق الكرامة العربية، والمزيد من الأسرى، والشهداء، والخراب ، واجتياحات يومية للأراضي الفلسطينية..!؟ فهل جرأت على تحرير أسير فلسطيني واحد منذ أن دنست أياديها بمصافحة الأيدي التي اغتالت كل حلم عربي بالأمن والسلام والاستقرار!؟ أبناء الشعب اللبناني يقفون اليوم بكل عزة وإباء وشجاعة يتحدون العدو الصهيوني، ويتحدون الأنظمة العربية الاستسلامية بثقة بالنفس والإرادة، ويأتون بما يقولون.. يدكون مقرات قيادة قوات الكيان الإسرائيلي، ويغرقون البارجة التي تطاولت على سيادة وطنهم، ويجبرون الصهاينة على المبيت في الملاجئ مرتعدين من الخوف، تقتلهم الذلة والمسكنة.. ومن سيقتل من اللبنانيين في هذه المعركة فأنه سيقابل ربه شهيداً، محفوفاً بالعزة والكرامة وليس غارقاً بالخيانة والتآمر.. فطوبى لهؤلاء "المغامرين" بكرامة وهم يذودون عن شرفهم ووطنهم وإنسانيتهم، وإن شاء الله سيكون النصر حليفهم رغماً عن الفيتو الأمريكي، وعن الترسانة الصهيونية، ورغماً عن أنوف أولئك الحكام الذين لا تجيد ألسنتهم نطق العربية، وأولئك الذين حولوا بلدانهم إلى منتجعات لتفريغ العهر الإسرائيلي.. ربما يعتقد البعض أن المعركة توشك الانتهاء، لكن الأحداث كلها تؤكد أنها بدأت للتو، وأن على الشعب العربي والإسلامي في كل بقاع العالم أن يجند نفسه لها، ولدعم المقاومة اللبنانية مادياً ومعنوياً.. وأن على الشعب العربي الحر ألاّ ينسى أبداً أن الكيان الصهيوني قد يتمثل بوجه إسرائيلي، أو أمريكي، أو أوروبي، أو حتى عربي وهذا هو أكثرهم شراً ، وبلاءً ولا بد من البدء به أولاً والإطاحة بكرسيه من أجل أن تنهار الأسوار التي يضرب بها الحصار على حماس، وحزب الله ، وكل مقاومة عربية شريفة، ومن أجل أن تردم أسواقه التي دأبت المتاجرة بالدم العربي، وقضايا الأمة المصيرية.