كل شيء، وكل عمل، وكل مشروع ، حتى كل عملية عسكرية تحسب وتقر وتنفذ وفقاً لجدواها ربحاً، أوخسارة .. فإذا كانت ربحاً أو مربحة ، فلا مانع من تنفيذها، أما إذا كان القيام بها والنتيجة تكون الخسارة . فلا داعي للقيام بها. الملاحظ من خلال الأخبار التي تنقل إلينا النشاطات والأحداث والتحولات العالمية في كل المجالات والأصعدة .. تأتي ضمنها أخبار المواجهة بين الشعب العربي الفلسطيني، والكيان الصهيوني وآليته العسكرية .. وتتركز العمليات الفلسطينية في إطلاق صواريخ القسام وغيرها وهي من صنع محلي، أو العمليات الانتحارية .. بينما العمليات الصهيونية التي تأتي رد فعل لهذه العمليات تستخدم فيها كل الأسلحة الحديثة، وبأنواعها المختلفة مثل القوات البرية، والجوية، والبحرية.. وتستهدف الفلسطينيين ومنازلهم وأراضيهم ومؤسساتهم، وحكومتهم، وقادتهم. وتعالوا نحسبها .. معظم العمليات الانتحارية، وإطلاق الصواريخ الفلسطينية لا ينتج عنها أثر فعال ، وموجع، ومؤثر في تغيير السياسة الصهيونية لصالح القضية الفلسطينية، ولا تحدث ما يدفع بالرأي العام الصهيوني للمطالبة بالسلام مع الفلسطينيين من خلال حل عادل وتطبيق القرارات الدولية .. لأنها لا تحدث أية خسائر بشرية ومادية مؤلمة للكيان الصهيوني. كل ما تؤدي إليه العمليات الفلسطينية لا يخدم القضية بقدر ما يخلق المبررات والذرائع للكيان الصهيوني أمام العالم، وبحجة الدفاع عن النفس إلى تحريك قواته العسكرية والمتطورة نحو الفلسطينيين وأعمال المجازر فيهم دون تمييز بين مدني ومقاوم ورجل وامرأة وشيخ وشاب وطفل وكبير، جنباً إلى جنب مع تدمير المنازل، والبنية التحتية، والمؤسسة، وكذا تجريف الأرض واقتلاع الأشجار، وضرب الاقتصاد الفلسطيني، واغتيال القادة، واعتقالهم، وسحق كل شيء أمامهم.. كما هو حادث في عملية أمطار الخريف .. على بيت حانون شمال غزة .. بينما عملية الفتاة الفلسطينية رحمها الله لم تسفر سوى عن جرح صهيوني، وهكذا الصواريخ الفلسطينية لم تسفر عن أي أضرار في الكيان الصهيوني، بقدر ما بررت استمرار عملية أمطار الخريف، والمزيد من المجازر والتدمير للمنازل والتجريف للحقول، وضرب الاقتصاد الفلسطيني .. أما المقاومة بكل فصائلها فلم تستطع كبح العدوان وردعه. المفترض أن الفلسطينيين، وحتى المقاومة العراقية أن تستفيد من المقاومة اللبنانية، وحزب الله .. الذي لم يقدم يوماً على أية عملية عسكرية مع العدو إلا إذا كان على ثقة 100% أنه سوف يكسبها، ويخسرها العدو.. كعملية خطف الجنديين الصهيونيين التي تمت من قبل حزب الله ، وأراد الصهاينة استعادتهما بالقوة فحضروا لاجتياح الجنوب اللبناني وتدمير سلاح حزب الله والحزب أيضاً .. وفي تموز وعلى مدى «33» يوماً لقن المقاومون اللبنانيون العدو الصهيوني في البر والبحر دروساً كلها مرارة، وعجزت أحدث وأقوى الأسلحة والوحدات العسكرية الصهيونية عن تحقيق أي نصر على المقاومة اللبنانية بل ضربت كل المستوطنات والمعسكرات الصهيونية شمال فلسطين لأول مرة .. وتكبد العدو الصهيوني خسائر فادحة، وهزيمة نكراء واندحرت وحداته مذمومة مهزومة. فهل يتعلم المقاوم الفلسطيني من المقاوم اللبناني .. ويحسبوها «صح» كما يحسبها المقاوم اللبناني !! نأمل ذلك.