أعلن وزير الخارجية الليتواني ليناس لينكيفشيوس أن الاتحاد الأوروبي لن يوقع اتفاقية الشراكة مع أوكرانيا خلال قمة "الشراكة الشرقية" المنعقدة في فيلنوس، وذلك بعد مفاوضات استمرت حتى ساعة متأخرة من مساء الخميس 28 نوفمبر/تشرين الثاني. وقال الوزير: "للأسف الشديد، لن تُوقع على الاتفاقية". من جانب آخر، قال مصدر دبلوماسي أوروبي مطلع إن دول الاتحاد لن توافق على تخفيف المطالب التي قدمتها لأوكرانيا، وذلك من أجل إقناعها بتوقيع الاتفاقية. وقال المصدر إن "مجلس الاتحاد الأوروبي قد حدد شروط توقيع اتفاقية الشراكة في ديسمبر/كانون الأول عام 2012، وهي إصلاح قوانين الانتخابات والمنظومة القضائية والحيلولة دون حالات "العدالة الانتقائية" بما فيها الوضع المتعلق بيوليا تيموشينكو(رئيسة الوزراء السابقة). إنها الشروط المبدئية التي سيؤدي التخلي عنها الى تجريد اتفاقية الشراكة ومنطقة التجارة الحرة من معناها. إن هذه الاتفاقية معنية ليس بالاقتصاد ورفاهية الشعب الأوكراني فحسب، بل وبالقيم الأوروبية المشتركة أيضا". بدوره كتب وزير الخارجية السويدي كارل بيلدت على صفحته في موقع "تويتر" أن أوكرانيا رفضت التوقيع على اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي بسبب الضغوط التي تمارسها روسيا عليها، على حد تعبيره. وكان الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش قد وصل الخميس الى فيلنوس للمشاركة في القمة بجانب زعماء الدول الأوروبية ال28 ورؤساء المؤسسات الأساسية في الاتحاد الأوروبي وممثلي 5 من جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق، وهي بيلاروس وأرمينيا وأذربيجان وجورجيا ومولدوفا. والزعيم الوحيد الذي لم يحضر القمة هو الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو الذي فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات عليه، إذ مثل بلاده في القمة وزير الخارجية فلاديمير ماكيه. ومن المنتظر أن توقع جورجيا ومولدوفا على اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي اليوم الجمعة خلال أعمال اليوم الثاني من القمة. يذكر أن كييف أعلنت منذ أسبوع تعليق المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي بشأن اتفاقية الشراكة والتي كان من المقرر توقيعها خلال تلك القمة، إذ أعلن الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش أن بلاده ستنتظر ظروفا ملائمة لتوقيع اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، تكون متماشية أكثر مع المصالح الأوكرانية. وتتمسك كييف بقرارها تأجيل توقيع الاتفاقية، رغم الاحتجاجات التي تجريها المعارضة الأوكرانية منذ أسبوع، إذ اعتبرت الأخيرة رفض التوقيع على الاتفاقية إشارة الى نية الحكومة التخلي عن هدف الانضمام الى الاتحاد الأوروبي، والتركيز بدلا من ذلك على تعميق العلاقات مع روسيا. وذكرت مصادر أوروبية أن يانوكوفيتش دعا الزعماء الأوروبيين خلال مأدبة العشاء في اليوم الأول من قمة فيلنوس، الى العمل على حل المشاكل الاقتصادية التي تواجها أوكرانيا، بالتعاون مع موسكو. وأصر على ضرورة تعديل المطالب التي طرحها الاتحاد الأوروبي لتوقيع اتفاقية الشراكة، من أجل حماية المصالح الاقتصادية الأوكرانية بشكل أفضل.