مع أنها ليست الفعالية الثقافية الأولى التي تحتضنها صنعاء ، إلاّ أن الحماس شديداً لانعقاد اجتماع صنعاء للمكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب (29 يوليو-1 أغسطس).. وفي ضوء هذه الإثارة لم تجد "نبأ نيوز" بداً من استكشاف ما يجول في نفوس الأدباء والكتاب اليمنيين من التوقعات والآمال والنتائج المأمول الخروج بها من هذه الدورة.. في السطور التالية مزيج من الأمل والإحباط ، التفاؤل والتشاؤم، وفوق ذلك الكثير من السطور التي تود أن تقول شيئاً ما فتقول سواه.. * هدى أبلان - أمين عام اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين- بررت اهتمامها قائلة: تكتسب هذه الفعالية أهميتها من كونها تأتي بعد غياب طويل عن بلادنا حيث وأن آخر دورة عقدت كانت في عام 1981م.. وهذا تاريخ قديم مقارنه بانتقال بلادنا من التشطير إلى الوحدة، ناهيك عن التحولات الكبيرة في مظاهر الحياة... علاوة على أنها ترافقها ندوة عن المئوية السادسة لابن خلدون احتفاءً بهذا العقل العربي اليمني الذي أضاء بأفكاره العالم. * محمد الغربي عمران - أمين العلاقات الداخلية بالاتحاد- علق من جانبه قائلاً: الاجتماع دوري.. ونحن في صنعاء نعتز بانعقاد الاجتماع الدوري، وباختيار اليمن لهذا الاجتماع الذي يضم في عضويته أكثر من 20 دولة عربية. والأهمية تأتي في إقامة ندوة ابن خلدون مصاحبة لدورة الانعقاد هذا الأديب والعالم الاجتماعي والفيلسوف العربي العظيم. كما أن هذا الاجتماع يأتي في ظل وضع عربي غير اعتيادي.. فالعراق وفلسطين ولبنان.. والسودان... والوجود العربي في وضع لا يحسد عليه إنسانياً.. وعلينا كأدباء أن نظهر مدى وقوفنا مع أشقاءنا من خلال هذا التجمع. * هدى العطاس - الأمين الإداري للاتحاد ورئيس اللجنة الإعلامية للاجتماع قالت: يأتي انعقاد اجتماع المكتب الدائم لاتحاد الأدباء والكتاب العرب وندوة ابن خلدون في صنعاء كعاصمة للحضارة والتاريخ لحقنا كبقية الأقطار والأطراف في الحضور الثقافي والمشاركة فيه وحتى يكسر طوق المركز والأطراف في الفعل الثقافي أو ما كان يشاع حولها. أما ندوة ابن خلدون فهو رجل بحجم التاريخ والتفاف اتحاد الأدباء والكتاب العرب لتكريمه والاحتفاء بمأثورة الفلسفي والتاريخي في هذا الوقت العصيب من تاريخ الأمة العربية لهو يأتي في سياق التحشيد للتماسك العربي عبر أنساق ثقافية تنحو لتأكيد الإنساني والكوني في الحضارة والحضور العربي وإتكاءات على المستنير والخلاق منها. نذهب في التفاؤل أقصاه وننتظر الكثير منها، مثال على ذلك أن تخرج الفعالية بما يؤكد قيم حرية الرأي والتعبير والتشجيع لكتابة جديدة وإبداع خلاق .. الانفتاح على الآخر بوعي الفاعل وليس بوعي التابع.. ترسيخ ثقافة الحوار، والانخراط الواعي في الدعوة لحوار الحضارات والمثاقفة، إبراز الحضور الإبداعي للإبداعات الشابة بما يعطي الفرصة لمد الجسور بين إبداعات الرواد والكتابات الحديثة والمستجدة، وأقصى بذور القطيعة في المجمل لدينا تطلعات إبداعية نأمل أن محمول الفعالية يفي ولو ببعضها. * د/ عبد الكريم قاسم –عضو الأمانة العاصمة لاتحاد الأدباء- قال: اليمن تستقبل اجتماع المكتب الدائم لاتحاد الأدباء العرب وسيقام على هامشه ندوة عن العلامة والمفكر ابن خلدون في ذكراه المئوية السادسة، وهذه هي المرة الثانية التي تستقبل فيها اليمن اجتماع المكتب الدائم، حيث كان سبق للاتحاد أن استضاف مؤتمر اتحاد الأدباء والكتاب العرب في عدن ومهرجان الشعر المصاحب له في صنعاء وذلك في عام 1981م. اتحاد الأدباء اليمنيين اهتم أن ينعقد هذا الاجتماع وهذه الندوة في اليمن لأهمية هذا المفكر العربي الكبير الذي أثرى الفكر الإنساني حيث كان مؤسساً في فلسفة التاريخ وعلم الاجتماع، استضافتنا لهذه الدورة هي أننا نريد أن نحتفي بابن خلدون كما هي فرصة للأدباء اليمنيين للالتقاء بإخوانهم العرب. و قد وضعت الأمانة ترتيباتها لإنجاح الاجتماع وفعاليات الندوة، وستتناول الندوة مجموعة من المحاور المتعلقة بحياة أبن خلدون وعصره ومنهجه في التاريخ، وابن خلدون المؤرخ ورجل السياسة ورائد علم الاجتماع، ومفهوم العمران الخلدوني، وابن خلدون والأدب العربي. * نادية مرعي - نائب رئيس فرع اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين/ صنعاء، علقت بالقول: على الرغم من أن الندوة محددة حول الذكرى المئوية السادسة لوفاة ابن خلدون ومناقشة إسهاماته، إلا أن الأمل ليس محدود فأنا شخصياً أتمنى أن تتم على هوامش الاجتماع والندوة خطوات فاعلة وعملية لإيجاد قنوات تواصل أكثر بين اتحاد الأدباء والكتاب العرب بشكل عام، وان تتخذ خطوات فاعلة لتفعيل دورها الإيجابي في دولها ومجتمعاتها.. كذلك أتمنى أن يتم تواصل أكثر ووضع برامج وخطط عمل مشتركة حيوية وجديدة تهتم بالإبداع وحرية الفكر والنشر عموماً.. كذلك أتوقع مناقشة أوضاع الاتحاد ووضع حلول عملية حقيقية وتطبيقها في واقعنا المر. أتوقع اتخاذ موقف إيجابي من قضايانا ومشاكلنا لاسيما الخزي الذي نعاني منه في لبنان وفلسطين ولو لمرة واحدة تقوم بإجراءات معبرة عن سخطنا وغضبنا ورفضنا لما يدور بإقامة مظاهرة أو مهرجانات نعبر فيها عن موقفنا ضد ما يحدث.. ولو لمرة واحدة.. وأن لا نكتفي ببيانات الشجب والتنديد. * محمد عبد الوكيل جازم / قاص، عبر عن انطباعاته قائلاً: على المؤتمرين أن يتذكروا دائماً أن اليمن بلد يتعامل معها المثقفون العرب على أنها هامش وليس مركز.. ليس ذلك فحسب وإنما يصبح وضع اليمن أحياناً في هامش الهامش، وعلى الرغم من أن الصباحات دائماً تتعالى بأن العرب يحنون إلى أصولهم اليمنية، لكن يصبح ذلك وقت الشدائد ليس إلا حديثاً عابراً، فلا يهتم الكثيرون بمثقفي اليمن ولا بأدبائها ولا بكتابها، واليمن محرومة من المشاركات العربية ومن المسابقات العربية، وأحياناً يتم إقصاءها عنوة ويعود ذلك السبب إلى قلة المثقفين اليمنيين المشاركين في الصحف والمجلات العربية والمؤسسات الثقافية والسؤال متى ستلتفت المؤسسات العربية إلى المثقف اليمني والشاعر اليمني والقاص اليمني والراوي اليمني ومتى سيعود العرب إلى جذورهم كتعبير عن الأصلة * عبد الله العطار / شاعر، قال: لا أجد في انعقاد هذا المؤتمر من وجهة نظري كبير إضافة للمشهد الثقافي العربي المتعثر، والحديث عن غائب ومغيب من قبيل المجازفة، في واقع متكلس تتناوشه الأطماع ومحاولة تضخيم "الأنا الفردية" عن مصلحة الجمع. وهاذ الملتقي كغيره ربما يكون له صلصلة الأجراس، التي تنتهي بانقطاع الوحي المادي الصرف. * جميل مفرح / شاعر، عبر عن انطباعاته بالقول: نأمل كثيراً أن يناقش الأدباء في هذه الندوة أهم القضايا المتعلقة بإبداعهم ووجودهم على الواقع المعاش ونرجو أن يتضمن بيانهم العديد من التوصيات الهامة والناجعة من أجل إثبات وجود الأديب والمبدع وضمان حياة كريمة ومستوى تواجد مرتفع وسامي يتماشى مع رفعة وسمو الأدب والإبداع على شتى المستويات.. نأمل أن يتم مناقشة قضايا الحرية حرية الرأي والتعبير وعدم تعرض الأديب للمصادرات والاضطهاد وجميع أشكال التعسف والظلم.. كما نأمل أن يضمن أو يتضمن البيان نقاطاً حول رفع مستوى التفاعل مع الأديب ككائن نخبوي مبدع وأيضاً مناقشة رفع مستوى المعيشة لدى هذه الفئة وتوفير الفرص المناسبة للحياة الكريمة والاهتمام بمستوى الحق الفكري المادي والمعنوي.. نأمل الكثير والكثير ولكن لعل ما ورد سلفاً يمثل جزءاً من أهم ما يطمح إليه معظم الأدباء والمبدعين. * سماح الشغدري / شاعرة، قالت: مثل هذه الندوات والاجتماعات مهمة جداً في إثراء العديد من المواضيع الهامة وإحياء الساحة الثقافية ونتمنى أن يقيم اتحادنا واتحاد الأدباء والكتاب العرب التبادل الإبداعي والثقافي الذي يخدم تطور العمل الإبداعي والثقافي على جميع المستويات. من حيث الطباعة والنشر وإقامة فعاليات خارجية يشارك فيها المبدعون اليمنيون في الخارج باعتبارها فرصة للتعرف على بعض القامات الثقافية. * نوال الجوبري – شاعرة، ترجمت انطباعاتها بالقول: غالباً ما ننظر إلى القريب المحتمل لا إلى البعيد الغائب أو غير محتمل الحدوث والتحقق وهذا ربما يعود لأسباب كثيرة لا نجهلها كأدباء وشعراء والى ما له صلة بهذا الجانب،وغالباً ما نقلل من شأن أنفسنا مع أن المطلوب منا غير ذلك.. هناك عديدون ممن ينتسبون إلى عالم الإبداع الأدبي عامة أو الشعري خاصة،إلا أننا لا نراهم على الساحة ،وكأنهم ينطبق عليهم وصف :مبدعون خلف الكواليس .. لا أعلم السبب وراء ذلك لكني ربما لا أجهله كذلك، فأنا كثيرا ًما أستمع لأولئك الذين أبدعوا وسيبدعون إلا أنهم يخشون الظهور .. لماذا؟ لا ندري..!!! ربما أني لا أفهم سبب الاجتماع وسبب عقد المؤتمرات إلا أنني لا أطلب سوى الاهتمام سواء بمجال الطباعة والنشر ، أو الندوات والملتقيات أو أي مجال آخر ذي علاقة باستكشاف أولئك الذين يبدعون في الظل وإخراجهم إلى بقعة الضوء.. آخر لا يرى الشمس في كبد السماء أو يجيد الرؤية في زمن الضياء المبهر حتى العمى ذلك هو الشاعر: طه الجند الذي يقول .. أتوقع ألا يخرجون بشيء كما هي العادة.. * فؤاد المطري- شاعر، علق قائلاً: المأمول نجاح الاجتماع والتوصل إلى هيكلية تضمن استمرار العمل على الساحة الأدبية العربية ، ومناقشة القضايا الملحة على الصعيد العربي ، وفتح حيز لمناقشة القضايا الإنسانية في لبنان وفلسطين والعراق ومناقشة قضايا الإبداع في الأطر المجتمعية ،ودعم كل إبداع في المحيط والتواصل مع جديد العالم.. كما يحضر الهم العربي أيضاً وبخاصة مع ما يشوب المشهد العربي العام من تفكك وحروب إبادة. * بسام شمس الدين – قاص وروائي، يصف آماله بالقول: نأمل من اتحاد الأدباء العرب مناقشة إنشاء دار عربية متخصصة بالترجمة من والى العالم العربي كون ذلك يمثل حاجة ماسة حال الحديث عن الارتقاء(الإطلاع على نتاجات الثقافات الأخرى)؛ كما نأمل الخروج بآلية تواصل فاعلة بين اتحادات الأقطار سعياً لوحدة ثقافية فعلية،كما نأمل أن يدافع المجتمعون بصوت مسموع عن حرية الرأي والتعبير..