سؤال سبق أن طرحناه على الرأي العام اليمني، في مناسبات انتخابية مرت بها اليمن .. وحاولنا من خلاله عكس وجهة نظر خاصة لما شاهدناه وعايشناه في التجارب الانتخابية الماضية، والتي عادة ما كانت تنتهي بفوز كاسح لحزب المؤتمر الشعبي العام، يصعب على أحزاب الساحة اليمنية الأخرى، مجاراته!! لا لشيء، بل لان هنالك من العوامل والأسباب التي ساعدت على هكذا تفوق ل (المؤتمر)، ما يصعب على العبد لله - كاتب هذه السطور- البوح بها، في هذا المقام، خاصة ونحن نعيش تجربة انتخابية متجددة، وعلى غير سابقاتها من التجارب الشبيهة...!! فلم يعد مرشح المعارضة اليمنية ذلك الشخص الذي يخضع لرغبة (الحاكم)! ولم تعد كذلك حصص أحزاب المعارضة من حيث المساحة الدعائية متفاوتة بشكل ملفت للنظر، كما كان في السابق، كما ان وسائل الإعلام الأخرى لم تعد تحت السيطرة شبه (الكاملة) للحزب الحاكم (المؤتمر الشعبي العام)..؟ كل هذه(التحسينات) التي طرأت على إنتخابات2006م- أكانت الرئاسية، أم المحلية.. لا شك ستؤثر على النتيجة العامة في خاتمة المطاف.. ولا نستبعد ان يكون التنافس على أشده في المحافظات الجنوبية على وجه الخصوص- كون مرشح الرئاسة ينحدر من تلك المحافظات .. بل من محافظة هي الأكبر على الإطلاق مساحة وثروات طبيعية، ومخزونا مائيا إستراتيجيا، ناهيكم عما تتميز به محافظة حضرموت (مسقط رأس المرشح المعارض فيصل عثمان بن شملان) من عمق حضاري وثراتي أصيل...و..و.. قلما نجد مثيلا له، في محافظات اليمن الأخرى؟؟ هذه المرة لن تكون انتخابات توفيقة حسب رغبة (الحاكم)!..ولن تخضع للرغبات والعواطف (الجياشه) التي اشتهر بها (بعض) أهل الشمال، في أكثر من محطة وموقف وتجربة انتخابية وغير انتخابية!! ولن تأتي الرياح بما تشتهيه تلك الرغبات والتطلعات، ذات النزعة الاستحواذية التي تميزت بها سلوكيات (بعض) القوم في بعض المحافظات اليمنية -لا داعي لتحديدها بالاسم لعدم اللياقة- بل ستكسبها التحسينات التي أتيت على ذكرها، في أعلاه زخما تنافسيا (ديمقراطيا) هو الأول من نوعه، ليس فقط على مستوى اليمن، بل والمنطقة برمتها! وهو بحد ذاته، حراكا ديمقراطيا متقدما، ربما، تستفيد منه بعض دول الجوار على وجه الخصوص.. ولكن ينبغي علينا التنبيه والتحذير من أي أعمال أو سلوكيات تتقاطع وهذا العمل الديمقراطي المرتقب! والتي شهدنا بعضا منها في سابق التجربة؛ لأن ذلك لو حدث- لا سمح الله - لن يفسر إلا كونه عملا منافيا للأخلاق والآداب العامة التي ينبغي ان يتصف بها(هذا) أو (ذاك) من المتنافسين على مقاعد المحليات أو الرئاسة. ويصب في خانة تأجيج أو تأزيم الأوضاع لخدمة طرف دون آخر..؟؟ طبعا ، لن يلجأ الى هكذا سلوك شاذ إلا فاقدو الثقة بأنفسهم أولا.. ونتمنى ان يلتزم الجميع، بقواعد العمل الديمقراطي المتعارف عليها، وان يتسلحوا بروح (رياضية) عالية عند الإخفاق- أو حتى الشعور بالإخفاق- فالديمقراطية تعني القبول بالآخر ..؟؟ اللهم جنب اليمن الشحناء والفتن، ما ظهر منها وما بطن.. اللهم آمين يا رب العالمين..