نجحت لجنة الوساطة في ساعة متأخرة من مساء أمس الاثنين من التوصل الى صيغة تفاهم "شبه نهائية" مع خاطفي السياح الفرنسيين والألمان، الذين ينتمون الى قبيلة آل عبد الله، ويتحصنون في منطقة "رصد" الجبلية من مديرية "عتق" بمحافظة شبوة، ومن المؤمل أن يتم إطلاق سراحهم خلال الساعات القليلة القادمة. وأوضح مصدر أمني ل"نبأ نيوز": أن لجنة التفاوض التي ضمت الى جانب عبد الله عليوة- مستشار رئيس الجمهورية- العميد محمد الكبسي، أحد المستشارين العسكريين للرئيس أيضاً، وعدد من المسئولين الحكوميين ومشائخ من شبوة توصلت الى تسوية مع الخاطفين بشأن مطالبهم المتعلقة بمعتقلين من أقاربهم في أبين، وكذلك بشان موقفهم القانوني من جريمة الاختطاف، مشيرة الى أن هناك إشكالية وصفتها ب"صغيرة" تأمل أن يتم حسمها خلال ساعات الصباح الأولى من يومنا هذا الثلاثاء. وكشف المصدر أن الرئيس علي عبد الله صالح اجتمع أمس مع عدد من القيادات العسكرية لبحث إمكانية التدخل العسكري واقتحام مكان احتجاز السياح الأربعة ومرافقهم المترجم اليمني ، إلاّ هذا الخيار تم استبعاده في النهاية نظراً لوعورة المنطقة الجبلية "رصد" التي يتحصن الخاطفون فيها، وهو الأمر الذي رجح كفة التفاوض، على الرغم من أن عدد كبير من قوات مكافحة الإرهاب ما زالت ترابط على مقربة من الموضع الذي يحتجز فيه السياح. وعلى صعيد متصل ذكرت مصادر فرنسية بصنعاء ل"نبأ نيوز": أن سعادة "آلان مورو" سفير فرنسابصنعاء أجرى أكثر من اتصال خلال يوم أمس الاثنين مع اللواء رشاد العليمي - وزير داخلية اليمن- للوقوف على آخر التطورات، في نفس الوقت الذي يواصل "دنيس دوفنوا" – نائب رئيس البعثة الدبلوماسية الفرنسية بصنعاء- متابعة مستجدات القضية، وما تؤول إليه المفاوضات أولا بأول، علاوة على التواصل مع حكومة بلاده بباريس لتنسيق المواقف مع وزير خارجيتها، خاصة بعد تهديد الخاطفين بقتل ضحاياهم في حالة إقدام الأجهزة الأمنية اليمنية على محاولة اقتحام المكان. وكانت القبيلة نفسها قد قامت يوم 28 ديسمبر 2005م باختطاف السيد يورجين شرويج، وزير الدولة الألماني السابق وأسرته وأفرجت عنهم بتاريخ 31 ديسمبر 2005م بعد أن توصلت الى اتفاق مع السلطة يقضي بنقل أبنائها الخمسة المعتقلين في أبين الى صنعاء وإلقاء القبض على الأشخاص الآخرين من القبيلة الأخرى المطلوبين في قضية الثأر القائمة بين الطرفين وذلك خلال مدة زمنية معينة ثم بذل المساعي لحل القضية بين القبيلتين إما قبليا أو قضائيا. وبحسب إحصائيات رسمية بهذا الشأن فان هناك (325) حالة اختطاف شهدتها اليمن بين عامين 1991م و2001م، بينهم (91) فرنسي، و(80) ألماني ، و(37) بريطاني، و(23) أمريكي، و(22) هولندي.