استنفذت أطراف اللعبة السياسية اليمنية مختلف وسائل المواجهة في المعركة الانتخابية، ولم يعد أمامها غير تصفية حسابات الحرب الإلكترونية التي خاضتها شركات الموبايل عبر الرسائل القصيرة (sms). ففي الوقت الذي وقفت شركة (سبيستل يمنYemen Spacetel) المستثمرة لبنانياً بعيداً عن ساحة المعركة التي لا تملك فيها ناقة ولا جمل، انفردت شركتا (سبأ فون Sabaphone) – المملوكة من قبل القيادي الإصلاحي الشيخ حميد الأحمر، وشركة (يمن موبايل Yemenmobile)- المملوكة من قبل الدولة ممثلة بوزارة الاتصالات، في تراشق الرسائل القصيرة في المعركة الانتخابية، رغم تأكيد اللجنة العليا للانتخابات أن هذه الرسائل ممنوعة في الدعاية الانتخابية، ولكم ترد ضمن قانون الانتخابات المعمول به في الجمهورية اليمنية، رغم أنها مسموح بها في بلدان أخرى. لكن أطراف الصراع لم يصمدا طويلاً بعد يوم الاقتراع (20 سبتمبر 2006م) لإشعال فتيل الحرب الالكترونية عبر وسائل الإعلام ، والتي بدأها الحزب الحاكم يوم الخميس الماضي بالإعلان بأن "عدد كبير من أعضاء المؤتمر الشعبي العام بدأوا حملة مقاطعة لخدمات شركة سبأ فون للهاتف الجوال كرد فعل على الموقف العدائي الذي اتخذته سبأ فون من المؤتمر الشعبي وقياداته وأعضائه، وكذا قيامها ببث رسائل مضللة بمعلومات كاذبة ومنحازة إلى حزب الإصلاح إلى هواتف مشتركيها". كما أعلن أن "أعضاء وأنصار المؤتمر الشعبي العام سيحولون اشتراكاتهم إلى شركتي يمن موبايل وسبيستل يمن عوضا عن سبأ فون التي حولت مشتركيها إلى متلقين لرسائل دعائية مضللة تحمل نبرة عدائية واستفزازية تجاه قيادات وأعضاء المؤتمر دون احترام للتوجهات السياسية للمشتركين". وإزاء هذه الحملة ردت أحزاب اللقاء المشترك يوم السبت عبر "الوحدوي نت" بالإعلان بأن "عدد كبير من المواطنين أبدوا انزعاجهم الشديد من الرسائل المضللة التي تبعثها ((شبكة يمن موبايل)) إلى هواتفهم النقالة العاملة بنظام السي دي أي أم، مستهجنين استخدام شبكة ((يمن موبايل)) المملوكة للدولة، والممولة من مال الشعب وتحويلها إلى بوق دعائي لصالح الترويج للمؤتمر الشعبي العام بما يتعارض مع القانون والدستور الذي يحظر استخدام المال العام لتحقيق أهداف حزبية أو خاصة". وأضافت: "وذكر كثير من المواطنين من المشتركين في ((يمن موبايل)) في عريضة وقعوها وعبر اتصالات هاتفية وردتنا تقول: إنهم فوجئوا برسائل تصل إلى هواتفهم النقالة بدون موافقتهم وتضم كم هائل من الأكاذيب والإشاعات المضللة وتحمل إساءة لبعض الشخصيات الاجتماعية والحزبية، تهدف إلى إثارة البلبلة ونشر الإحباط في أوساط المجتمع وبما يخدم تحقيق أهداف المؤتمر الشعبي العام وتوجهاته نحو تجيير النتائج لصالحه وتزوير إرادة الناخبين، وأن تلك الرسائل اتسمت بطابع الاستفزاز وبطريقة فجة ودونما مراعاة لأخلاقيات التعامل مع الآخر واحترام رأيه". ويبدو أن هذه الحرب المعلنة بين شركات الموبايل في اليمن ستصنف المشتركين طبقاً لانتماءاتهم السياسية، لتصبح (يمن موبايل) للسلطة وأنصارها، و(سبأ فون) لأحزاب اللقاء المشترك، فيما ستصبح (سبيستل يمن) للمستقلين، وكل الأفراد الراغبين البقاء بعيداً عن صخب السياسة وانفعالاتها. وبحسب اتصالات أجرتها "نبأ نيوز" مع إدارات الشركتين (يمن موبايل) و(سبأ فون)، فإن كلا الطرفين أكدا أنهما لا دخل لهما بأي صراع حزبي يجري على الساحة، وانهما غير مسئولين عن طبيعة الرسائل التي تبعثها الجهات المستفيدة من خدمة الرسائل القصيرة، ولا يتدخلان بالمعلومات المرسلة، وليس من حق أي شركة فرض شروط على نوع الأخبار التي يرسلها العميل المستفيد من هذه الخدمة، مؤكدين أن علاقتهما بوسائل الإعلام المستفيدة هي علاقة عمل بحتة، ومصالح اقتصادية فقط. وعبرت إدارتا الشركتين عن استيائهما من الزج بأسماء الشركات بالصراع السياسي القائم بين الأحزاب.