صدر عن اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالسعودية بيان بينت فيه تحريم "علم التنجيم" بإجماع علماء الشريعة. وقالت اللجنة في بيانها إن هذا من علم التنجيم المحرم المعدود من علم السحر لحديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من اقتبس علما من النجوم اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد" رواه أبو داود وابن ماجه باسناد صحيح. وفي رواية "من اقتبس شعبة من النجوم اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد". ومضي البيان يقول ولأنه قائم على ادعاء علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله قال تعالى قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب ألا الله وما يشعرون أيان يبعثون« وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوي /35 / 178 - 179 / وابن قيم الجوزية في مفتاح السعادة / 3 / 29 / أنه لما أراد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن يسافر لقتال الخوارج عرض له منجم فقال: يا أمير المؤمنين لا تسافر فان القمر في العقرب فإنك إن سافرت والقمر في العقرب هزم أصحابك، فقال علي رضي الله عنه "بل نسافر ثقة بالله وتوكلا على الله وتكذيبا لك". فسافر علي رضى الله عنه بجيشه وكان النصر حليفة وظهر كذب المنجم. وأفاد البيان أن مما هو معلوم من مسائل التوحيد أن اعتقاد أن النجم الفلاني أو البرج الفلاني هو سبب سعد فلان أو سبب نحسه من خرافات أهل الجاهلية الذين ينسبون تدبير بعض أمور الكون الى غير الله تعالى وذلك من شرك الربوبية وقد ينتج عنه تعلق الإنسان بالنجم أو البرج فيعمل له نوعا من العبادة فيقع في شرك الألوهية . وقال البيان كما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في مجموع الفتاوي 35 / 172« أنه اجتمع مع رؤساء المنجمين بدمشق وأنه بين لهم فساد صناعتهم بالأدلة العقلية التي يعترفون هم بصحتها وقد اعترف عنده أحد رؤسائهم بأنهم يكذبون مئة كذبة حتى يصدقوا في كلمة واحدة وقال رحمه الله تعالى في مجموع الفتاوى 35 / 172« أن اعتقد المعتقد أن نجما من النجوم السبعة هو المتولي لسعده ونحسه اعتقاد فاسد وإن اعتقد هذا المعتقد أن النجم هو الذي يدبر له أموره فهو كافر بالله تعالى . ومضى البيان يقول وقد اجمع علماء الشريعة ومنهم فقهاء المذاهب الأربعة على تحريم التنجيم ومضى الى القول أن اللجنة حين تبين تحريم هذا العمل تذكر عموم المسلمين وتخص الصحفيين والإعلاميين بأن واجب الكلمة يحتم عليهم النصح لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم وأن من النصح نشر الخير ووسائله ومكافحة الشر ووسائله كما تذكرهم بحديث أبي هريرة رضي الله ان رسول الله صلى عليه وسلم قال من دعا الى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص من أجورهم شيئا ومن دعا الى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا رواه مسلم في صحيحة. ودعت اللجنة في ختام بيانها أن يوفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح ويبعدهم عن الشرك ووسائله يذكر أن اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء يرأسها سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله ال الشيخ المفتى العام للمملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء وعضوية أصحاب الفضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان والشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الغديان والشيخ عبد الله بن محمد بن خنين والشيخ عبد الله بن محمد المطلق والشيخ أحمد بن علي سير المباركي والشيخ محمد بن حسن ال الشيخ والشيخ سعد بن ناصر الشثري.