قال وزير التعليم البريطاني أمس انه يدعم الجامعات التي حظرت على الطالبات المسلمات ارتداء النقاب ليكون بذلك أحدث مسئول كبير يدخل في هذه القضية الكبيرة التي أغضبت بعض الجماعات الإسلامية. وقال وزير التعليم العالي بيل راميل: ان كثيرا من المدرسين شعروا بأنهم "غير مرتاحين" من تدريس طالبات يرتدين نقابا كاملا، مشيراً الى انه يؤيد "لندن امبيريال كوليدج" التي منعت الطالبات من ارتداء أي ملابس تغطي الوجه. وقال راميل لصحيفة لندن ايفنينج ستاندارد "في الآونة الأخيرة حظرت امبيريال كوليدج غطاء الوجه وأعتقد ان هذا أفضل قرار.. أنا لا أملي قوانين قاسية أو متسرعة حيث ان طريقة اللبس متروكة لسلطات الجامعة". وبخلاف الحال مع بعض الدول الأوروبية الأخرى مثل فرنسا التي تضع قيودا على ارتداء غطاء الرأس الحجاب فان بريطانيا لا تفرض بشكل عام قيودا على الزى الإسلامي. وقال اتحاد جمعيات الطلاب الإسلامية ان الوزير يتحدث بنبرة تختلف عن نبرة غالبية الطلاب في بريطانيا. وقال عمار لطيف المتحدث باسم الاتحاد "لدينا اعتقاد راسخ بان أي طالب من أي خلفية يتعين ان يكون من حقه ارتداء ما يشاء ما دام ذلك متماشيا مع الإطار القانوني للبلاد". وأضاف "لا ينبغي إجبار الطلاب على الاختيار بين التعليم والدين". ونشأت الإشكالية الخاصة بالحجاب الأسبوع الماضي حينما قال وزير الخارجية البريطاني السابق جاك سترو: ان المسلمات اللاتي يرتدين النقاب يجعلن العلاقات داخل المجتمع أكثر صعوبة، مشيراً إلى انه يفضل ألا ترتدي المسلمات النقاب لأنهن بذلك يعلن تصريحا واضحا بالانفصال والاختلاف. وساند رئيس الوزراء البريطاني توني بلير رأي وزير الخارجية السابق أمس الأول الثلاثاء بقوله: ان سترو أثار قضية مهمة بطريقة تراعي الحساسيات ومحسوبة. وجاء هذا الجدال وسط تحذيرات من الحكومة من زيادة العزلة والتشدد بين مسلمي بريطانيا وعددهم 1.8 مليون وتسعى لتحسين الدمج عقب تفجيرات لندن في العام الماضي. وأبدى كثير من المعلقين وبعض من كبار الشخصيات في الحكومة ومن بينهم وزير المالية جوردون براون خليفة بلير المحتمل تأييدهم لسترو. إلى ذلك، أعلنت وزيرة الجاليات روث كيلي أمس ان الحكومة البريطانية ستخصص في المستقبل مساعداتها المالية للمنظمات الإسلامية التي تكافح التطرف، مبينة ان "المعركة التي نريدها من اجل المجتمع والقيم الغالية لدينا ستفشل إذا لم تقفوا إلى جانبنا". وأضافت: ان في مكافحة التطرف "لا يكفي بذل الحد الأدنى ولذلك أريد إعادة توازن أساسية في علاقاتنا مع المنظمات الإسلامية اعتبارا من الآن". وأكدت كيلي ان "استراتيجيتنا في التمويل والالتزام يجب ان تكون موجهة إلى المستقبل وبشكل خاص إلى المنظمات التي تلعب دورا ناشطا ضد التطرف والتي تدافع عن القيم المشتركة". من جهة أخرى أكدت الوزيرة انه لا بد ان يتمكن النساء بحرية من اختيار ارتداء النقاب مناقضة في ذلك وجهة نظر زميلها جاك سترو.