كيوم الفاجعة .. الوجوم بادياً، والتأثر ظاهراً.. الحدث لم يكن عابرًا أو مجرد التقاء..هناك بالقرب من النيل في العاصمة المصرية القاهرة مساء الاثنين 6/11/2006 التقى الأسيفون باحثون وأكاديميون وطلاب وصحفيون محبون ومهتمون على رأسهم الأستاذ نصر طه مصطفى- نقيب الصحفيين اليمنيين ورئيس مجلس إدارة وكالة الأنباء اليمنية سبأ، والأستاذ محبوب علي - نائب رئيس اتحاد الصحفيين العرب، وبحضور الأستاذين صادق البعداني والأستاذ علي العنسي -عضوا مجلس النواب، والأستاذ عبد الرحمن شجاع الدين عن أسرة الفقيد ..في حفل تأبين فقيد الصحافة اليمنية المغفور له الأستاذ / حميد أحمد شحرة الذي نظمه موقع ابن اليمن ( موقع الطلبة اليمنيين في الخارج ) والمركز الثقافي اليمنيبالقاهرة. بدأ التأبين بتلاوة خاشعة من الذكر الحكيم تلاها / مجلي حسن مجلي .. ثم طلب الأخ / فارس البيل مقدم فعالية التأبين / من الحضور قراءة الفاتحة إلى روح الفقيد .. وعقب التعريف بالفقيد وحياته القصيرة عدداً الحافلة بالنشاط والعمل كماً لتأتي في المقدمة كلمة منظمي الفعالية الأخ / عبد الغني الأهجري مدير موقع ابن اليمن ورئيس التحرير قائلاً ( نلتقي اليوم هنا في محاولةٍ للتعبير عن دينِ وفاءٍ واجب السداد إزاء واحد من أولئك الرجال الذين ما اجتمع اليمنيون اليوم مع اختلاف مشاربهم السياسية وتباين مرجعياتهم الأيديولوجية كما اجتمعوا حوله ، محبةً واحتراماً وتقديراً ، وذلك لأنه كان ملتقى لحماس الشباب وحكمة الشيوخ .. وإدراك معاناة أوجاع البسطاء وإحساس المسئولين عن حلَّها .. ولأن أرد لنفسه أن يكون لسان الناس جميعاً ، فما أن غاب حتى أحس بفقده الناس كلهم .. المعسرين في السجون .. الباعة المتجولون .. المعاقون ومرضى السرطان .. المعلمون والأطباء والعمال وغيرهم ، كان عطاؤه بلا حدود .. كما كانت طموحاته لا تقف عند عائق .) عقب ذلك كانت كلمة الأستاذ محبوب علي / نائب رئيس اتحاد الصحفيين العرب والذي بدوره أشاد بالفقيد، مشيراً إلى أن حميد شحرة كان إلى جانب تميزه كصحفي فقد كان نقابيا بارزاً وأسهم بثراء في الحياة النقابية وكان ممن اتسعت صدورهم لتقبل الجميع وانه كان صحفيا بحجم الوطن يحمل من الهم والعزيمة الكثير متفانيا لتحقيق ما يصبو إليه.
بدوره ألقى الأستاذ نصر طه مصطفى - نقيب الصحفيين اليمنيين - كلمة بدا من خلالها تأثره الواضح بفقده الكبير لحميد تلميذه ورفيقه لسنوات عديدة واعتبر أن المرحوم شحرة كان جزءا من كيانه وأنه كان جزءا من كيان حميد وبالتالي يصعب عليه أن يتحدث عنه ككيان مستقل وقد جمعته به علاقة دائمة وفي كل الأوقات وأضاف نصر طه أن حميد شحرة وسط عدد ممن عمل معهم فريداً ومتميزاً وقال إنه رافقه في كل مراحل عمله وبدايات مشاريعه الصحفية وإصداراته وكثيرا ما كان الفقيد يبحث عن الاستشارة والنصيحة كما كان مصرا على الإنجاز يسابق الزمن وانه كان بذلك يؤسس لمشروع وطني ولم يكن مشروعا حزبيا، وأشار نصر طه إلى صعوبة اختزال تلك الحياة في كلمة أو موقف لكن يجب مواصلة ما بدأه واختطه حميد في حياته .
ولأن الرثاء هو أصدق الشعر فقد كان هنا مكانه فألقى الشاعر عبد المجيد الغيلي قصيدة رثاء في الفقيد أثارت مشاعر الحاضرين وكان منها :
ما مت إذ لفوك في الأكفانِ *** بل أنت حي في ضمير زماني قالوا إلى التأبين قلت تمهلوا *** فرثاء حي ليس ذا من شاني بكت الصحافة ركنها وعميدها *** ومنابر الأقلام في أحزان يا خير فتيان الصحافة، ودعتْ *** بوداعه جيشا من الفرسان كم عشت تكتب من مقال ناطق *** وصحيفة نطقت بخير بيان واليوم نقرؤه مقالا فاجعا *** ما الخطب؟ أسأل كل من يلقاني أحميد ماذا سوف تغني عنك أشعار الرثاء وخطبة الأحزان عقب القصيدة ألقى الأستاذ/ صادق البعداني عضو مجلس النواب كلمة تحدث فيها عن مناقب حميد شحرة وأدواره في الحياة السياسية في ضوء فهمة لحقيقة الحياة ودوره فيها كانسان مؤمن بعقيدته محباً لوطنه ، داعياً إلى ضرورة الإقتداء بمنهج حميد شحرة الصحفي ومواصلة ما بدأته مؤسسة الناس وإصداراتها في الاهتمام بقضايا الناس وهمومهم وطموحاتهم على امتداد الوطن. ثم ألقى الصحفي المصري / مجاهد المليجي كلمة قال فيها : لقد أبهرني حميد شحرة بذكائه وطموحه وبساطته فكانت شخصيته أفضل مثال يستدل به على شخصية الإنسان اليمني الطيب البسيط والطموح في آن معا ، مشيراً إلى الفترة التي تعرف فيها على الفقيد أثناء زيارته لليمن في تغطيته للانتخابات الرئاسية وهناك أعجب بشخص حميد رغم صغر سنه وقدرته في إدارة صحيفته وموقعه إدارة متميزة أكدها نيل الموقع لجائزة أفضل تغطية إخبارية متميزة للانتخابات الرئاسية. وبدوره ألقى الأستاذ عبد الرحمن شجاع الدين عضو بعثة اليمن في المندوبية الدائمة لجامعة الدول العربية والد زوجة الفقيد الصحفية ميساء عبد الرحمن كلمة عن أسرة الفقيد شكر فيها المنظمين لحفل التأبين وذكر بالفقيد ومناقبه . لتختتم فعالية حفل التأبين بموشح روحاني أدّاه الأخ/ احمد الأهدل وكان مسك الختام . حضر الحفل كذلك الأستاذ / خالد الصوفي نائب مدير المركز الإعلامي مراسل وكالة سبأ للأنباء وخالد عمر مدير المركز الثقافي مراسل الفضائية اليمنية وعلي العمار مدير مكتب صحيفة الثورة بالقاهرة وسيد علي رضوان مدير مكتب صحيفة الجمهورية وعدد من الإعلاميين والأكاديميين والباحثين والطلاب والضيوف من اليمن ومصر وفلسطين.