نعت رئاسة الجمهورية اليمنية صباح اليوم وفاة صاحب السمو الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، معلنة الحداد الرسمي لمدة ثلاثة أيام . ووصف بيان رئاسة الجمهورية رحيل المغفور له "خسارة كبيرة لشعب الكويت الشقيق ولأمته العربية والإسلامية.. حيث كرس الفقيد الكبير كل جهوده من أجل نهضة الكويت وتحقيق الازدهار والرفاه لشعبه وخدمة قضايا أمته"، مشيرة الى أن الفقيد "كان واحداً من أولئك القادة الذين عملوا بكل دأب وحرص على توحيد الصف وتقريب وجهات النظر وتعزيز التضامن والعمل المشترك بين أبناء الأمة العربية والإسلامية. كما كان له دوره الفاعل في تعزيز أواصر الإخاء والتعاون والود بين الشعبين والبلدين الشقيقين الجمهورية اليمنية ودولة الكويت". وأضاف البيان الرئاسي: "إن الجمهورية اليمنية قيادة وحكومة وشعباً وهي تعبر عن تعازيها الحارة ومواساتها العميقة لدولة الكويت الشقيقة قيادة وحكومة وشعباً في هذا المصاب الأليم لتسأل الله العلي القدير بأن يتغمد الفقيد الكبير المغفور له بإذن الله سمو الشيخ جابر الأحمد الصباح بواسع رحمته مغفرته ويسكنه فسيح جناته وأن يلهم شعب الكويت الشقيق وأفراد أسرة الفقيد الراحل الصبر والسلوان.و إنا لله وإنا إليه راجعون". وتولى الشيخ جابر الإمارة في 31/12/1977م.وقاد البلاد مستثمرا خبرته السابقة بالشؤون المالية ، والتدبير المحكم في استثمارات الكويت داخل البلاد وخارجها ، واتصاله الفاعل والمؤثر الذي خدم القضايا الرئيسية لبلاده خلال فترة ما قبل الإمارة،ليستطيع بذلك أن يستثمر في منهجية الحكم شؤون السياسة بالاقتصاد،ما جعل الكثير من المراقبين المخضرمين لشؤون الأمارة الصغيرة يصفونه بأنه زعيم سياسي بقفازات اقتصادية. وكما تشير الوثائق التاريخية فإن الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح , والدته الشيخه بيبي بنت سالم الصباح , ولد في 29 يونيو 1926 , درس في المدرسة ألمباركيه , محافظ الأحمدي 1949- 1959 , وزير المالية 1962-1965 , رئيس مجلس الوزراء 1965-1977 , ولي العهد 31 مايو 1966 - 31 ديسمبر 1977 , أمير الكويت من 31 ديسمبر 1977 حتى فجر اليوم.وله من الأبناء ما يناهز الثلاثين إبناً وابنه. وفي عهده حدثت أزمة سوق المناخ التي خسرت فيها الكويت أكثر من 20 مليار دولار، كما قام بحل مجلس الأمة أكثر من مرة، وفي سنة 1985 تعرض إلى محاولات اغتيال من قبل أنصار إيران،في الوقت الذي كانت فيه الكويت تؤيد العراق في حربه ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، كما تشير وثائق تاريخية متداولة عبر الشبكة العنكبوتية. وعندما تعرضت الكويت للغزو العراقي في 2 أغسطس/آب 1990، لجأ أمير الكويت إلى السعودية حتى أخرجت القوات الدولية بقيادة الولاياتالمتحدة القوات العراقية في 27 فبراير/ شباط 1991،عاد بعدها مقبلاً ثرى بلاده وعازماً على البدء المباشر في عمليات محو آثار الاحتلال الذي أصاب الأمارة الخليجية بالعديد من الجراح على كافة الصعد. وقام الشيخ جابر بالعديد من الإصلاحات في مجالات الاقتصاد والإسكان والتعليم والصناعة،وأسهم في زيادة "العيار الديمقراطي" داخل أمارته كما يرى الكويتيون خلال تعليقهم على مسيرة حكم قائدهم. وكانت الكويت أول دولة عربية خليجية تنشئ ديمقراطية برلمانية وذلك سنة 1962 غير أنها لا تزال تحظر الأحزاب. كما أن رئيس الوزراء يعين من قبل الأمير. وقبيل وفاته بعدة أشهر تدخل أمير الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح علنا لنزع فتيل أزمة داخل أسرة الصباح الحاكمة في حين عقد مجلس الأمة ) البرلمان) الثلاثاء جلسة لبحث الخلاف،ما أكد حينها إلى أن التغيير في هرم السلطة أضحى أمرا لا مناص منه. وينص القانون الكويتي على وجوب أن يوافق البرلمان المنتخب بالإجماع على أي تغيير في منصبي الأمير وولي العهد. وكان أمير الكويت الشيخ جابر الصباح (77 عاما) الذي يحكم الكويت منذ 29 عاما، عانى في أيلول/سبتمبر 2001 من نزيف دماغي. وامضي العام الماضي شهرين في المستشفى في الولاياتالمتحدة حيث أجريت له جراحة في الساق. أما ولي العهد الكويتي الشيخ سعد (75 عاما) الذي لا يظهر علنا إلا نادرا فهو متوعك منذ أن أجريت له في 1997 عملية في القولون.. وتحكم أسرة ال الصباح الكويت منذ حوالي 250 عاما. ويحتل أعضاء الأسرة المناصب الوزارية المهمة وبينها خاصة وزارات الدفاع والداخلية والطاقة والخارجية. وقال البيان الصادر عن الديون الأميري الكويتي :" بسم الله الرحمن الرحيم "يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي" ببالغ الحزن والأسى ينعي الديوان الاميري الى الشعب الكويتي والامتين العربية والإسلامية وشعوب العالم الصديقة وفاة المغفور له باذن الله تعالى صاحب السمو الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح امير دولة الكويت الذي انتقل الى جوار ربه فجر هذا اليوم الأحد الخامس عشر من ذي الحجة 1426 هجري الموافق 15 يناير 2006 ميلادي داعين الله عز وجل ان يتغمد الفقيد بواسع رحمته وان يسكنه فسيح جناته". ومضى البيان قائلاً:"لا حول ولا قوة الا بالله وتعلن دولة الكويت الحداد الرسمي لمدة اربعين يوما واغلاق الدوائر الرسمية لمدة ثلاثة ايام اعتبارا من اليوم الخامس عشر من ذي الحجة 1426 هجري الموافق 15 يناير 2006 ميلادي".