في بلد الديمقراطيات والحريات وجدت أول فارسة يمنية نفسها – أخيراً- خارج كل الحسابات الذكورية، فالحماس القديم الذي عرفته قبل عامين من الشيخ حاشد الأحمر الذي رعى موهبتها في نادي الفروسية، لم تجده على بوابة الكلية الحربية، التي منعت دخولها مضمار الفروسية.. فهذه المؤسسة مازالت تعيش أيامها العسكرية الصرفة البعيدة عن هموم التعددية الحزبية ومناكفات الزمن الديمقراطي.. فقد تتلمذوا إن لاشيء يعلو فوق الوطن! "نبأ نيوز" التقت الفارسة أحلام السياغي، وهي ترتدي زي الفرسان على مدرجات مضمار الكلية الحربية الأربعاء الماضي، فقالت: لقد تم استبعادي من قبل مدير الكلية الحربية ولم أعرف الأسباب في البداية، لكن أتضح لي في النهاية أن السبب هو "لأنني بنت، والبطولة غير محتاجة للبنات"!! واستطردت الفارسة السياني: هناك فارسات ناشئات ما زلن تحت التدريب ، وغير جاهزات للمشاركة في هذه البطولة، لكنني كنت مستعدة، وجاهزة، ومدربة، وكذلك الخيلة كانت جاهزة، ولكن قبل البطولة بثلاثة أيام تم التواصل معي ، وأخبروني من الكلية الحربية بأنني لا يمكنني الاشتراك بأمر المدير. وأشارت إلى أنها من شغفها بالفروسية لم تحتمل أن تكون بعيدة عن حتى مشاهدتها، لذلك قررت الدخول إلى الكلية الحربية ولكن من بوابة الفضائية اليمنية التي تعمل فيها كمقدمة برامج.. ورغم أنهم منعوها في البداية لكنها أخيراً دخلت. تقول الفارسة أحلام: أنا موجودة اليوم بصفتي مذيعة وليست فارسة.. ونفسية الفارس دائماً تريد ركوب الخيل والمشاركة، لذلك فإنني بعد البطولة سأدخل الميدان.. فقط للتعويض النفسي لعدم مشاركتي! "نبأ نيوز" سالت الفارسة أحلام عن طبيعة الأسباب لمنعها، فردت:لا اعرف السباب بالضبط ، وأريد إجابة لهذا السؤال، حيث أنني شاركت في مسابقات سابقة، ودخلت كلية الشرطة في البطولة العسكرية الخامسة ، وكان التعامل معي راقي ومهذب جداً.. وخيّلت أمام الضباط والعسكر، ولم يكن هناك أي إشكال ؛ الإشكالية كانت عند مدير الكلية الحربية، ولا أعرف إن كان هذا التصرف منه أم بتوجيهات أخرى. وتعتقد أحلام السياغي إن المسألة مرتبطة بكونها امرأة، لذلك تقول: الناس يجب ان يغيروا من أفكارهم ، ونظرتهم الدونية للمرأة ، لذلك نحن نطالب بمساواة المرأة بالرجل، فهم كلما رأوا المرأة تتفوق عليهم يبدأوا يحبطوها من كل النواحي .. هذا الذي يحصل .. وأتمنى أن تكون أقوالهم مثل أفعالهم . سألنا أحلام عن حجم اهتمام الفتيات بالفروسية، فقالت: على مستوى الجمهورية أنا الفارسة الوحيدة التي شاركت والآن هناك فارسات حوالي (15) فارسة، وجميعهن تقدمن إرادياً بعد أن وجدن رعاية كبيرة وتشجيع من قبل الإتحاد اليمني للفروسية. ويبدو أن عناد الأنثى لازم الفارسة أحلام السياغي، فهي لم يسكن لها بال إلاّ بعد أن تقدمت بزي الفرسان إلى مدير الكلية الحربية وبيدها ميكرفون الفضائية اليمنية لتسأله عن انطباعه عن البطولة .. لكن في القلب سؤال يشتعل ما لبث أن وجد متنفسه، حين سألت مدير الكلية الحربية عن مشاركة النساء ولماذا أبعدوا المرأة من البطولة.. وأخيراً سكنت ثورة الفارسة أحلام ، فامتطت ظهر الخيل، وسط مضمار الحربية ورفعت الميكرفون إلى فمها، لتنقل من هناك التقرير الإخباري الرياضي للفضائية اليمنية، لتنال شرف أول مذيعة يمنية تأتي بما ستعجز عن الإتيان به كل المذيعات.. وبالتأكيد سيحسدن أحلام لأنها فارسة! ولكن لم تنته القصة..فالفارسة أحلام السياغي ما أن أنهت تقريرها الإخباري حتى فرت من بين أيدينا تصول وتجول بخيلها، وتتقافز على الحواجز بمهارة الفراشات الوديعة الملونة التي تسرق الحدقات..!