إن التاريخ لا ينتهي ولا يتوقف وهو عامر بالمفاجآت، وان الدول التي تواجه التحديات هي دول تمتلك شعوب حية في تركيبتها، فإذا كانت الأممالمتحدة تواجه تحديات طويلة الأجل مثل الفقر، والبيئة ، والانتشار النووي وإصلاح الأممالمتحدة، فان الولاياتالمتحدةالأمريكية تواجه تحديات داخلية وخارجية.. فإصلاح الضمان الاجتماعي، وتوفير التامين الصحي، والتخلص قدر المستطاع من نسبة البطالة، والعمل على إيجاد فرص عمل جديدة هذا علي المستوي الداخلي - وعلى المستوي الخارجي فان الأحداث الساخنة : في العراق، وإيران، وأفغانستان، ولبنان، والصومال والسودان، وميانمار، وكوريا الشمالية وأماكن اخري من العالم " فلقد فشلت كل المحاولات الأخيرة للتأثير في هذه البلدان من خلال التهديدات والعقوبات، بل والحرب بعض الأحيان. ومن المؤسف أن الأوضاع في اغلب هذه المواقع أصبحت اليوم اقل استقرار مما كانت علية منذ خمسة أعوام ومن الواضح إن الأمر يتطلب توجها جديدا في التعامل معها. واليوم أصبح العالم متلهفآ على التوصل إلى حلول للمشاكل المزمنة التي يعاني منها فالأهداف العالمية المشتركة أصبحت اليوم تحظي باتفاق واسع النطاق وهي أهداف قابلة للتحقيق والتحدي يكمن في إيجاد الإرادة اللازمة لتحقيقها". "تعتبر اليمن من أفقر دول العالم، وأن ما يقارب 42%من السكان يعشون تحت خط الفقر و77% من السكان يعشون في المناطق الريفية" ، وكما ذكر سابقآ إن الفقر ظاهرة عالمية، ويحتاج إلى خطط طويلة الأمد، وإصلاحات حقيقية تبدأ بتوفير الخدمات الاجتماعية الأساسية في المناطق الريفية، وان تعطي الأولوية للاستثمار في التعليم الفني. فالناس بدون المهارات اللازمة يجدون أنفسهم مبعدون عن الأنشطة الاقتصادية الإنتاجية، الأمر الذي يجعلهم عاجزين عن تلبية احتياجاتهم من سكن، ورعاية صحية، وتغذية، وفي النهاية ينزلقون إلى حلقة مفرغة من الفقر وأحيانا الجريمة. دعم دول الجوار - مجلس التعاون الخليجي - والمؤسسات الدولية المتمثلة في منظمات الأممالمتحدة، والبنك الدولي في تحمل مسؤوليتها الإقليمية بالنسبة للأولى , والأخلاقية بالنسبة للثانية مع التزام الجانب الحكومي اليمني في تنفيذ شروط هذه المؤسسات والانتباه إلى تقارير المنظمات التي تعمل علي تقيم الأوضاع مثل منظمة الشفافية الدولية، منظمة بيت الحرية، وهم الأبرز في تقيم البلدان ورفع التقارير إلى المؤسسات الدولية. علي الرغم من عدم مرور فترة طويلة في وضع قوانين ولوائح لمكافحة الفساد , ولكن نتائج اليوم تبين إن هناك الكثير ينبغي عملة قبل أن نري تحسن ذات مغزى في حياة الناس، "فالنجاح في محاربة الفساد يستلزم أكثر من مجرد تبني الاجراءت. وان الرد على الفساد لابد وان يكون على نفس القدر من التعقيد والتلون كما الفساد ذاته" . لقد حان الوقت الآن وبجانب الخطوات التي تم عملها في تقوية السلطة القضائية، وتحسين وضع رجال القضاء، ماديآ وعلميآ، فبدون قضاء قوي، ومستقل، سيكون من الصعوبة محاربة الفساد، وما يلاحظ إن المحاكم اليمنية أصبحت أكثر ازدحاما، وهي من الظواهر الصحية لمجتمع يحبو نحو الديمقراطية. ًالديمقراطية ميزة لا تتمتع بها إلا الدول القديمة المستقرة والمزدهرة "واليمن بلد يحبو نحو هذا التميز، وهي تحتاج إلى عقود وما حققه اليمن مقارنة بالدول العربية لهو شئ جيد، واثبتت الأيام إن الرئيس صالح هو العمود الفقري في هذا التحول، فالحرية الفردية والفكرية لا سقف لهم إلا الدعوة إلى العنف، وما يسئ الى تجربة اليمن الديمقراطية هو بعض التصرفات التي لم تعد تليق بثقافة اليمن الديمقراطية كحجز مواطن او اعتقال آخر بدون أمر نيابي، أو حكم قضائي فبرغم إن الدستور اليمني واضح ولكنه يظل لا قيمة له بدون العمل به وتطبيقه . لن نتحدث عن المنجزات أو الإخفاقات للعام 2006 فما يهم اليمنيون هو الاستفادة منها ولقد حان الوقت للتغير في بعض المفاهيم وان يكون الهدف المشترك هو رفع المستوي المعيشي لكل اليمنيون ويكمن في إيجاد الإرادة اللازمة . *عضو في المجلس العربي الأمريكي المراجع - جفري سكاش : مؤلف كتاب نهاية الفقر - البنك الدولي: تقرير صادر عن البنك الدولي بما يخص دعم اليمن في الجانب الزراعي - جوزيف ني :مؤلف كتاب انجاح العولمة