وصفت دراسات حقوقية حديثة لخبراء من منظمة "أوكسفام Oxfam" البريطانية ظاهرة ختان الإناث في اليمن بأنها "موت بطيء يهدد الأسرة اليمنية" ، معللة وصفها بالتجاهل الحكومي للمعالجات اللازمة لاجتثاثها، وحجم الخطر المترتب عن ممارستها. وأوضحت الدراسة- حصلت عليها "نبأ نيوز": أن عملية ختان الإناث تتم بالنسبة لمعظم اليمنيات بعد فترة قصيرة جداً من الولادة، ويتم الختان بواسطة شفرة حادة "مشرط" يتم بواسطتها قطع البضر والشفرين- وهما موضع الإثارة الجنسية عند المرأة، ثم يستخدم الملح أو البيض على البضر، وقطعة قماش دافئة يتم الضغط عليها مراراً على بضر الفتاة طوال الأربعين يوماً الأولى من حياتها.. ويعتقد أن الملح يستخدم كمطهر لقتل البكتريا، فيما البيض لتخفيف الألم والمساعدة في التئام الجروح بسرعة نظراً لوجود المادة وتؤكد الدراسة، بالاستناد إلى تقارير منظمات حقوقية نسوية يمنية: أن 25% من اليمنيات مختونات، وترتفع النسبة بشكل حاد في المناطق القبلية الداخلية، التي لا تعلم السلطات بما يدور فيها. لكن الظاهرة تنتشر بقوة في الحديدةوحضرموتوعدن والمهرة، وصنعاء. وتعتبر محافظة الحديدة في مقدمة مدن انتشار عملية الختان ، حيث أن (97 %) من نساء الحديدة تعرضن للختان. ثم في الدرجة الثانية حضرموت بنسبة (96.6%)، ثم محافظة المهرة (96%) ومحافظة عدن (82%) وأخيرا محافظة صنعاء بنسبة (45%). وتشير: إلى أن (68 %) من الفتيات يتم ختانهن على يد المرأة المتخصصة بالتوليد "الداية"، لكن في معظم الأرياف اليمنية تقوم بالختان إحدى نساء الأسرة كالأم مثلا أو العمة أو الخالة أو الجدة، وهذه النسبة تقدر بحوالي (11%) ، والغريب في أن الدراسة تعطي نسبة (5%) لحلاقون رجال يقومون بختان الإناث رغم أن المجتمع يلجأ إلى الختان لحماية الشرف ويدعي المحافظة. وقالت: أن ظاهرة ختان الإناث منتشرة بقوة في اليمن إلاّ أن السلطات اليمنية تتكتم على الجريمة، وتتحاشى الخوض فيهان رغم أن وزير الصحة اليمني الدكتور عبد الكريم راصع أصدر العام الماضي 2005م قراراً يمنع ختان الإناث ويعاقب من يقوم به لكن – يبدو- إن القرار ظل حبراً على ورق حيث استمر الختان دون أن يعاقب أحد من المنفذين! إحدى منظمات حقوق الإنسان الألمانية تؤكد أن 30% من النساء أما يتعرضن للموت بسبب النزيف أو التلوث البكتيري، أو يصبن بأمراض مزمنة نتيجة للختان.. وفي كل الأحوال فإنها تقدر نسبة (78% ) من حالات عدم الاستقرار الأسري والطلاق في هذه المدن الى الختان نتيجة لعدم الانسجام العاطفي بين الزوج والزوجة، فكثيراً ما يحدث عجز جنسي أو عقم لدى المرأة، ومخاطر صحية أثناء الولادة.