((ملف خاص باليوم الدولي لختان الإناث.. 6 فبراير)) • (120 – 140) مليون امرأة في العالم تعرضن للختان • (25 %) من اليمنيات يتعرضن للختان • ختان الإناث انتهاك للحقوق التناسلية للفتيات • علماء الدين يحرمون الختان كونه ممارسة جاهلية ممارسة جاهلية سافرت مع الأجيال عبر القرون، لتصبح اليوم عبئاً على الإنسانية، ينتهك الحقوق، ويمارس حرفة الألم والاضطهاد الإنساني للفتيات ببشاعة، وتحت عنوان (حماية الشرف).. وها هو العالم المتحضر يجند منظماته، وناشطيه، وأجهزته الحقوقية والصحية لمكافحة هذه الظاهرة التي – من خطورتها- جعل العالم لها يوماً دولياً للمكافحة أسوة بأي وباء آخر تتحالف ضده جهود البشرية! (نبا نيوز) تنضم إلى التحالف الدولي في الحديث عن ظاهرة ختان الإناث، في اليمن وفي بقية أرجاء العالم- فالمأساة الإنسانية واحدة- وتستعرض المشكلة في تقرير خاص. بمناسبة اليوم الدولي لمكافحة ختان الإناث وجه صندوق الأممالمتحدة للسكان الدعوة إلى جميع المعنيين إلى الوقوف بوجه ختان الإناث، ومكافحتها. وقالت السيدة ثريا أحمد عبيد- رئيسة صندوق المم المتحدة للسكان: أن هناك ما يقدر عددهم بين (120 و 140) مليون امرأة تعرَّضن لهذه الممارسة، ولا يزال (3) ملايين من الفتيات تواجهن خطر التعرض لها كل عام، واصفة هذه الممارسة بأنها " انتهاكاً للحقوق الأساسية للنساء والفتيات، وتعرِّض صحتهن لخطر شديد، وتنطوي على مخاطر أثناء الولادة، كما تُخلِّف ندوباً بدنية ونفسية لا تندمل". * الختان لا تقتضيه أي ديانة وأضافت السيدة ثريا في رسالتها – تلقت "نبا نيوز" نسخة منها- "على العكس من الاعتقاد الشعبي السائد، فإن ختان الإناث لا تقتضيه أية ديانة من الديانات، بل في واقع الأمر، فإن الكثير من الزعماء والعلماء الدينيين ومنظمات الأديان في جميع أنحاء العالم قد دعوا إلى حظر هذه الممارسة". وأكدت أنه: "في أكثر من اثني عشر بلداً من البلدان التي تنتشر فيها هذه الممارسة على نطاق واسع، سُنَّت قوانين تجعل من ختان الإناث أمراً غير مشروع. وبفضل تزايد الوعي، هناك الآن عدد متزايد من النساء والرجال والشباب الذين يعترضون على هذه الممارسة، بل إننا نشهد انخفاضاً في معدلات انتشارها في العديد من البلدان، مثل كينيا، وإريتريا، وإثيوبيا، ومالي، ونيجيريا". * دعوة إلى التزام حكومي أقوى ودعت السيدة ثريا عبيد إلى: "التزام أقوى من جانب الحكومات بتمويل وتنفيذ البرامج لمنع ختان الإناث"، مؤكدة: "نحن في الصندوق قد أدركنا أنه من أجل إحراز تقدم كبير في هذا الصدد، لابد من تطبيق القوانين، ولابد من توعية الناس، ولابد من إشراك المجتمعات المحلية. إننا نسترشد في عملنا هذا بالإدراك بأن التغير الاجتماعي لا يمكن فرضه من الخارج. بل لابد من دعمه من داخل المجتمع نفسه. ومن خلال الأنشطة التي تعزز الحوار، أقدم عدد متزايد من المجتمعات المحلية، بصورة كاملة أو جزئية، على التخلي عن تلك الممارسة والاستعاضة عنها بمراسم توجيهية بديلة ثبت أنها تشكل اتجاهاً إيجابياً". وقالت: "تبرز الآن شواغل جديدة ناشئة عن تزايد الوعي بالمخاطر الصحية المرتبطة بهذه الممارسة والتي يتعين التصدي لها من أجل مواصلة إحراز التقدم. ومن بين هذه الشواغل إخضاع هذه الممارسة للنظام الطبي نظراً لأن عدداً متزايداً من الآباء يميل إلى التقليل من مخاطرها الصحية والاستعانة بأخصائيي الرعاية الصحية لأداء عملية الختان. وهناك أيضاً اتجاه لإخضاع الفتيات لهذه الممارسة في سن أصغر قدر الإمكان لتجنب شكواهن أو رفضهن المشاركة. ونشهد أيضاً بعض المجتمعات التي تلجأ إلى الحد من مقدار البتر أو الختان بدلاً من التخلي عن هذه الممارسة كلية". * الأممالمتحدة تتعهد بالدعم وفي ختام رسالتها قالت السيدة ثريا عبيد: "إذ نحتفل اليوم باليوم الدولي لمكافحة ختان الإناث، فإن صندوق الأممالمتحدة للسكان يدعو إلى تكثيف الجهود المبذولة من أجل وقف هذه الممارسة بجميع أشكالها. وإننا نتعهد بزيادة دعمنا للجهود الرامية إلى منع ممارسة ختان الإناث، والنهوض بالمساواة بين الجنسين، وبحقوق الإنسان، بما في ذلك الحق في الصحة الجنسية والصحة الإنجابية". • ختان الاناث في اليمن موت بطيء وعلى صعيد اليمن، فقد وصفت دراسات حقوقية حديثة لخبراء من منظمة "أوكسفام Oxfam" البريطانية ظاهرة ختان الإناث في اليمن بأنها "موت بطيء يهدد الأسرة اليمنية" ، معللة وصفها بالتجاهل الحكومي للمعالجات اللازمة لاجتثاثها، وحجم الخطر المترتب عن ممارستها. وأوضحت الدراسة- حصلت عليها "نبأ نيوز": أن عملية ختان الإناث تتم بالنسبة لمعظم اليمنيات بعد فترة قصيرة جداً من الولادة، ويتم الختان بواسطة شفرة حادة "مشرط" يتم بواسطتها قطع البضر والشفرين- وهما موضع الإثارة الجنسية عند المرأة، ثم يستخدم الملح أو البيض على البضر، وقطعة قماش دافئة يتم الضغط عليها مراراً على بضر الفتاة طوال الأربعين يوماً الأولى من حياتها.. ويعتقد أن الملح يستخدم كمطهر لقتل البكتريا، فيما البيض لتخفيف الألم والمساعدة في التئام الجروح بسرعة نظراً لوجود المادة. * (25 %) من اليمنيات تعرضن للختان وتؤكد الدراسة، بالاستناد إلى تقارير منظمات حقوقية نسوية يمنية: أن 25% من اليمنيات مختونات، وترتفع النسبة بشكل حاد في المناطق القبلية الداخلية، التي لا تعلم السلطات بما يدور فيها. لكن الظاهرة تنتشر بقوة في الحديدةوحضرموتوعدن والمهرة، وصنعاء. وتعتبر محافظة الحديدة في مقدمة مدن انتشار عملية الختان ، حيث أن (97 %) من نساء الحديدة تعرضن للختان. ثم في الدرجة الثانية حضرموت بنسبة (96.6%)، ثم محافظة المهرة (96%) ومحافظة عدن (82%) وأخيرا محافظة صنعاء بنسبة (45%). وتشير: إلى أن (68 %) من الفتيات يتم ختانهن على يد المرأة المتخصصة بالتوليد "الداية"، لكن في معظم الأرياف اليمنية تقوم بالختان إحدى نساء الأسرة كالأم مثلا أو العمة أو الخالة أو الجدة، وهذه النسبة تقدر بحوالي (11%) ، والغريب في أن الدراسة تعطي نسبة (5%) لحلاقون رجال يقومون بختان الإناث رغم أن المجتمع يلجأ إلى الختان لحماية الشرف ويدعي المحافظة. * السلطات اليمنية تتكتم على الجريمة وقالت الدراسة: أن ظاهرة ختان الإناث منتشرة بقوة في اليمن إلاّ أن السلطات اليمنية تتكتم على الجريمة، وتتحاشى الخوض فيهان رغم أن وزير الصحة اليمني الدكتور عبد الكريم راصع أصدر العام الماضي 2005م قراراً يمنع ختان الإناث ويعاقب من يقوم به لكن – يبدو- إن القرار ظل حبراً على ورق حيث استمر الختان دون أن يعاقب أحد من المنفذين! إحدى منظمات حقوق الإنسان الألمانية تؤكد أن 30% من النساء أما يتعرضن للموت بسبب النزيف أو التلوث البكتيري، أو يصبن بأمراض مزمنة نتيجة للختان.. وفي كل الأحوال فإنها تقدر نسبة (78% ) من حالات عدم الاستقرار الأسري والطلاق في هذه المدن الى الختان نتيجة لعدم الانسجام العاطفي بين الزوج والزوجة، فكثيراً ما يحدث عجز جنسي أو عقم لدى المرأة، ومخاطر صحية أثناء الولادة. * إتحاد نساء اليمن في الصدارة وصفت الدكتورة رمزية الارياني- رئيسة اتحاد النساء العربي، رئيسة اتحاد نساء اليمن- ظاهرة ختان الإناث بأنها "مشكلة شائكة" واعدتها من الظواهر التي كان مسكوتاً عليها في اليمن حتى وقت قريب للحفاظ على الخصوصية الاجتماعية. واعتبرت الدكتورة الارياني مسألة حماية الطفولة والأمومة من ضمن أولويات اتحاد نساء اليمن باعتبار أن الأم هي عمود الأسرة الآمنة والطفل مستقبل الأسرة السوية. وأرجعت الظاهرة إلى التراكمات الثقافية السلبية وعدم وعي المجتمع بالحقوق الشرعية الخاصة بالمرأة والخلط بين التراكمات الموروثة ونصوص الدين الإسلامي الصحيحة، وقالت أنها تم اكتسابها من الهجرات الأفريقية إلى اليمن لذلك هي منتشرة في المناطق الساحلية. وقالت رمزية الارياني إنه بالرغم من الجهود التي تبذلها الحكومة اليمنية لإنهاء هذه الظاهرة إلى أنها لا زالت تمارس وبشكل سري في المنازل في إطار العائلة دون علم السلطات الصحية والرسمية لأنها مرتبطة بوعي الآباء والأمهات. وقالت الارياني انه وبالرغم من الجهود التي تبذلها الحكومة في اليمن والمتمثلة بإصدار قرار يحضر مثل هذه العادة إلا أنها لا تزال تمارس وبشكل سري في المنازل خاصة في المناطق الساحلية والتي تشير الإحصائيات إلى أن نسبه 97% من الإناث في الحديدة يتم ختانهن و96% في حضرموت 98% في المهرة 82% في عدن 28% في تعز كما تنتشر بنسبة اقل في لحج وأبين وشبوة، وضئيلة في ثلاث محافظات ، وتتم في الأيام السبعة الأولى من الولادة أو الثلاثة اشهر الأولى. * موقف وزارة حقوق الانسان اليمنية بحسب الدكتورة هدى ألبان – وزيرة حقوق الإنسان- خطورة تفشي ظاهرة ختان الإناث في انتهاك الحقوق الإنسانية للفتاة، كاشفة النقاب عن أن هناك (76%) من البنات تم ختانهن في الأسبوعين الأولين من ميلادهن وخاصة في محافظات مثل حضرموتوالحديدة والمهرة.. ووصفت الختان بأنه أحد أخطر مهددات الحياة باعتباره انتهاك للحقوق الإنسانية للمرأة ولكرامتهن وحرمانهن من حقوقهن في الحماية، مؤكدة التزام الحكومة اليمنية بالتصدي لقضايا العنف ضد المرأة وتحث المنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص وجميع الشركاء في اليمن لوضع الأسس للمسائل الاجتماعية في التعامل بجدية في قضايا العنف ضد الأطفال في كل جوانب الحياة ومنها ختان الإناث الذي يتطلب جهوداً حثيثة. وبينت انه: ضمن شراكة فاعلة مع اتحاد نساء اليمن تم تنفيذ العديد من الأنشطة حول ختان الإناث خلال العامين الماضيين، وذلك في عشر محافظات ذات خطورة وتشمل الأنشطة تنفيذ عشر دورات تدريب مدربين، تدريب لعدد 600 من المجتمعات المحلية، حملات رفع الوعي في 100 مدرسة ، جلسات توعوية استهدفت 92 ألف من المجتمع المحلي والأئمة والمدارس، وتوزيع 100 ألف مطوية توعوية. وأشارت إلى أن الشواهد والقرائن الراهنة تشير إلى أن المرأة العربية وخاصة في الريف مازالت تتعرض للعديد من أنواع العنف الاجتماعي والأسري والاقتصادي والذي يتجسد في الإيذاء الجسدي والزواج المبكر وحرمانها من التعليم وخدمات الرعاية الصحية الأولية وفرض واجبات تفوق قدراتها الفيسولوجية والنفسية على الرغم من وجود النصوص القانونية ذات العلاقة بتحقق العدالة والمساواة بين الرجل والمرآة. ودعت إلى اخذ مواقف لوقف العنف ضد المرأة وتأسيس وعي واقعي بين الأمهات وأفراد الأسرة إلى جانب تنظيم حملات توعية من خلال المنظمات وتبادل المعلومات بين المنظمات العربية والإقليمية لما فيه المصلحة العامة. وحثت المؤسسات التربوية والإعلامية أن تأخذ مواقف دائمة حول حقوق المرأة وكشف أبعاد العنف الذي تتعرض له المرأة. * الصحة العالمية: بغير تضافر الجهود ستبقى المأساة وبحسب تقرير لمنظمة الصحة العالمية فإن ختان الإناث يمارس كأمر إجباري في العديد من بلدان العالم ولكن بعض الجماعات تقوم فقط بتنظيف رمزي للعضو بالنسبة للإناث. وتقول المنظمة أن مليوني فتاة في شتي أنحاء العالم معرضة لعمليات الختان التي تعد ممارسات سبقت ظهور الإسلام، مشيرة إلى أن العديد من الأسباب تساق لتبرير الختان بينها الحفاظ علي العفة قبل الزواج والإخلاص أثناء الزواج. وتعتقد المنظمة انه ليست هناك عقوبة لأولئك الذين ما زالوا يلجأون للختان، ويجبرون الفتيات عليه، مضيفة أنها تتوقع أن يحتاج الأمر لبعض الوقت قبل أن يتم التخلي عن هذه التقاليد تماما. ونوهت إلى أن صعوبة الأمر يكمن في كون الظاهرة مرتبطة بأعراف وتقاليد الشعوب مما يعني أنها ستستغرق زمناً طويلاً من أجل مكافحتها ، وأنها تتطلب تضافر جهود حكومية ومنظمات محلية ودولية لرفع مستوى الوعي الثقافي لدى السكان في المناطق التي تتفشى بها الظاهرة، مؤكدة: وما لم تتضافر الجهود فإن المأساة الإنسانية التي تواجهها ملايين الفتيات ستبقى لزمن طويل.