كثر النواح وتعالت الأصوات وتمددت الأرجل وبسطت الأيادي، وجفت الأقلام ولم تطوى أي قضية، ولن تطوى حتى يضربنا العدو من الداخل ومن الخارج وبعد ذلك سنفوق من غفوة وغفلة وندم لن يدفع ثمنه أحد غيرنا- نحن الشعب اليمني! دعونا ننظر إلى الواقع بواقع ونقلب صفحات نفتحها يوميا في الماضي ونسينا حاضرنا ومستقبلنا ، ولكن لن نكون يوما عراقاً أو صومالا ثانية مهما حاول الفرقاء وأعداء يمننا الحبيب، لأن إيماننا ينبع من حبنا لوطننا الغالي مهما حاول من يطوق على رقابنا تشتيتنا وفرقتنا فنحن سندافع على أرض يمننا الغالي بدمائنا وأرواحنا وكل ما أوتينا من قوة.. فعندما نؤمن بقضية وندافع عنها لأيمان يتغلل بداخلنا بأن قضيتنا هي قضية العمر كله ولمصلحة وطننا فأن اعتقادنا بما نؤمن به لن يهزه هجوم ضدنا ولا مؤامرات تحاك من حولنا ولا حتى صواريخ سكود تضرب فوق رؤوسنا. من يدعي الديمقراطية والإخلاص للوطن من أحزاب المعارضة في الداخل وفي الخارج أو حتى مستقلين فلابد وأن يعلموا شيئا واحدا وهو أن يضع في اعتباره الوطن الأم ولا غير الوطن الأم اليمن.. فمن ينادي ويندد وينتقد في المواقع الإخبارية والصحف وغيرها من الوسائل الإعلامية تحت حجج ومسميات مختلفة اختفت ظواهرها وما خفي كان أعظم، وتجده صباح كل يوم من باب سفارة أجنبية إلى أخرى يسرب معلومات عن اليمن، بل ويسئ إليها، بل ويقدم كل استعداده لكي يخدم الأجنبي لأن اليمن تحكمها شلة لصوص فهذا يعتبر مواطن، ولكن مع وقف التنفيذ، بل مع وقف الوطنية في حقه شاء أم أبى!! أقول لكل من تسول نفسه بأن يشوه صورة اليمن في الخارج أنه لا يشرف اليمن أن يكون من أبناءها! كونك لديك مشكلة مع الحاكم أو مع حزب آخر من المؤتمر فهذا لا يعطيك الحق في أن تشوه صورة الوطن الذي تنتمي إليه خارجا أو حتى في الداخل لأولئك الذين يداومون بين الفترة والأخرى عند السفارات الأجنبية لكي يقدم معلومات ويسربها ضد وطنه مقابل حفنة من الدولارات- سواء كانوا داخل صنعاء أو في الخارج، وتجده اليوم التالي يتغنى بالوطن وينشر معلقات عن الشرف والأمانة وأسس الديمقراطية التي لا يفقه هو منها أي شئ !!! لا تظن- أيها اليمني المرتزق- بأن أي دولة في العالم تستغلك ضد وطنك تنظر إليك منظر البطل المغوار الذي أتى من عالم الفرسان العرب لكي يمدهم بأخطر المعلومات، وسيعاملونك معاملة المواطن الأصلي لبلدهم، لأنك - وبكل صراحة- في نظرهم مجرد خائن، ومجرد شخص لا تستحق إلا أن يستفيدوا منك فترة ويلقون بك خارجا.. هذا إن لم يقوموا بتصفيتك جسديا مكافأة لك على خيانتك لبلدك. فمن يخون بلده فبلا شك سيخون مرات ومرات، فطالما بعت وطنك ونفسك لأجل المال تحت أسم المعارض أو المنتهك حقوقه أو غيره من الأساليب التي يتبعها الكثير من اليمنيين لغرض في أنفسهم، فمصيرك المحتوم قد كتبته لنفسك بيدك! فليعلم الجميع في بريطانيا أو غيرها بأننا هنا – كيمنيين- واجهة حقيقية لبلدنا اليمن. ونعم سننتقدها نقداً بناءً، وسنكتب، وسنتحدث، ولن نسكت ولكن فيما يعود للمصحلة العامة، ولن نعطي فرصة لأي أحد بأن يجعل من اليمن شماعة لتعليق أخطائه في بريطانيا، ومصدراً لرزق يضيع فيها شعب ووطن بأكمله!! وهؤلاء الذين يتميزون بفبركة المصائب والمشكلات وإصدارا البيانات، ودغدغة مشاعر ضعفاء النفوس ما هم إلا حصيلة من جلسات القات اللندنية مع مسحة الضباب على رؤوسهم التي تشعرهم بأنهم ولا "تشيفي جيفارا"، وبأنهم سيحررون اليمن، وسيحررون الرق، وسيدخلون شاهرين سيوفهم ومهاجمين بجيوشهم لكي يقوموا بإزاحة النظام الحالي. هؤلاء الذين يعارضون ويحاربون ليس- للأسف- لأجل قضية اسمها اليمن أو الوطن، بل لكرههم في شخص الرئيس نفسه. وهذه مشكلة بحد ذاتها بأن نفرق بين قضية شخصية وبين قضية وطنية اسمها الوطن الأم! هذا الذي يكره الحاكم لو تقول له غدا انقلاب ضد الحكومة وسيحكمنا الأمريكان فليس لديه أي مانع طالما بأنه سينتصر على الرئيس، وسيجد له منصبا يخدم الأجانب، ويتقاضى الراتب الشهري بالوريقات الخضراء، والامتيازات. واليمن- آصلا- آخر همه، هي ومن فيها!!! ولكن اليمن ستظل عزيزة مكرمة بشعبها وفي ظل قائدها الرئيس الصالح.. وسأظل أقولها، وسأواصل انتقادي للحكومة في سلبياتها، وسأواصل دعمي لها في إيجابياتها لأيماني أيضا بأن سياسية الرئيس الخارجية هي أفضل مما يديرها في الوقت الحالي وإلا كنا اليوم صومالا أو عراقا أو لبنانا ثانية! لن ينكر أحد بأن فخامته يتمتع بدهاء وذكاء سياسي وحنكة في إدارة سياسة البلاد الخارجية، وهو أفضل رئيس عربي إلى يومنا هذا، ولديه القدرة الفائقة في احتواء كل الأزمات وإلا كنا اليوم ندخل حربا ونخرج إلى حرب أخرى لندخل في غيرها!!
يظل عتبي الوحيد على الرئيس هو فشله الذريع في إصلاح بعض الأوضاع الداخلية المهمة.. وأقول هنا "بعض" وليس "كل"، لأننا لن ننكر هنا إنجازات الرئيس بعد الوحدة؛ ولكن هناك قصور واضح وإهمال في تحسين المستوى المعيشي للمواطن اليمني، ووجوب محاربة الفساد والفاسدين وأيضا محاربة القات وإيجاد الحلول له بأسرع وقت ممكن! ومن جهة أخرى على الشعب أن يقوم بدوره- والفرد أيضا- أن يقوم بدوره ولكن نترك كل العبء على الحكومة فهذا سبب بلائنا وتخلفنا ولن تتقدم اليمن إذا ظللنا ننتظر بعضنا الآخر في الإصلاح والتغيير.. فلابد وأن نكون جميعا متكاثفين لكي نبني وطنا جديد. فكلمتي لفخامة الرئيس هي: إلى والدنا فخامة الرئيس الصالح قوة اليمن وقوتك كرئيس في حب شعبك لك، فلا تخسره مثل غيرك، فهم سندا لك في محنتك فالحال لا يبقى على ما هو عليه، وشلة اللصوص الذين حولك أول من سيتخلون عنك، فهم لا يسعون إلا خلف مصالحهم، وخلف من هو الأقوى، ومن يأتي أقوى منك لكي يزيحك يوما.. فسيتخلى كل هؤلاء "المرتزقة" عنك ولن يبقى لك درعا وقوة إلا شعبك الذي يعاني الويل من هذه الشلل الفاسدة! فأنت كرئيس بحاجة إلى قوة شعب بأكمله وليس إلى شلة فاسدين لا يهدأون إلا بالنهب والسرقة والرشاوى، والشخير والنوم على أصوات بكاء المظلومين والفقراء! فهل لنا يا فخامة الرئيس أن نبني يمنا جديدا سعيدا بأيادٍ نظيفة، وعقول مفكرة ومنتجة، ودماء شابة جديدة تقول لليمن ( بالروح والدم نفديك يا يمن.. قولا وفعلا ، ويكفينا شعارات على الشوارع واللوحات؟ ) لقد كنا ولا زلنا ندور في حلقات مفرغة، ولا زلنا نكتب على جدران الزمن وداعا للبؤس والشقاء والفقر، ولا نزداد إلا فقرا وبؤساً، وأصبحنا مجرد أجساد تتحرك بدون هدف ولا حاضر ولا مستقبل!! فهل سنرى يمنا جديداً يا فخامة الرئيس؟ أم أن هذا مجرد حلم وسوف نصحو- يوما ما-على كابوس مزعج، أفظع من سابقه!!؟ [email protected]