أكد الدكتور "كيم هاولز" أن أهم المعوقات التي تواجه الاستثمار في اليمن هو "قلة الأمان والأمن"، مشيراً إلى أن الحكومة البريطانية أقدمت على زيادة دعمها لليمن بعد أن ثبت لها أن الإرهاب لا يستهدف المصالح الأمريكية في المنطقة وحسب ، بل أنه استهدف أيضاً الاستثمارات اليمنية وسعى إلى ضرب منشآت نفطية يمنية، منوهاً إلى أن "الفقر هو من أكثر الأشياء المولدة للإرهاب". وقال وزير الدولة للشئون الخارجية البريطانية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: أن "الدعم المالي الذي تقدمه بريطانيا لليمن ازداد لأننا ننظر إلى الشباب اليمني وكيفية زيادة قدراته ونحن نركز على هذا الجانب في دعم اليمن من الناحية التعليمية وسنقوم من خلال هذا الدعم بتطوير المناخ للعمل الخاص والاستثمارات، وهذا عزمنا مع الحكومة اليمنية لتطوير هذا الجانب، وهذا الأمر يساعدنا على تشجيع المستثمرين من جميع أنحاء العالم للمجيء إلى اليمن والاستثمار فيها، إضافة إلى تواجد رجال الأعمال اليمنيين لأن هذا سيخلق فرصة لمحاربة الفقر وتخفيف البطالة المنتشرة في المجتمع اليمني". وأشار إلى: "أن اليمن لديها مشاكل فيما يتعلق بمحاربة الإرهاب ومنه ما حدث مؤخراً من أفعال لتنظيم القاعدة في محاولة تفجير بئر النفط في إحدى المحافظات، وهذا ما أثار دهشة الكثيرين الذين كانوا يقولون إن القاعدة تهاجم فقط مصالح أمريكية أو غربية، لكن ما حصل آخر مرة أنهم يهاجمون قطاعات ومصالح في اليمن نفسها، والأفعال التي تقدم عليها القاعدة تدمر مصالح يمنية تتعلق أساسا بعملية الاستثمار، وأعضاء القاعدة يعرفون تماما أنهم إذا ما نجحوا في مخططهم لمحاربة الاستثمار هذا يجعل الاستثمار أو المستثمرين خائفين ولا يأتون إلى اليمن ولهذا من ضمن دعمنا هو دعم الكادر اليمني من أجل مقاومة ومحاربة مثل هؤلاء الذين يدمرون مصلحة الاستثمار اليمني" وأكد الوزير هاولز في حوار أجرته "الأيام": "سوف نقوم بعملية تدعيم الشراكة بين اليمنوبريطانيا من خلال الوصول إلى محاربة العدو الواحد وهو الإرهاب، ونحن نعلم أن الفقر هو من أكثر الأشياء المولدة للإرهاب ولذا يجب أن نعمل بالتنسيق مع الحكومة اليمنية لإعطاء صورة مستقبلية عن اليمن إذا ما تم محاربة الإرهاب والفساد والفقر، وراحة الآخرين هو ما انعكس في مؤتمر المانحين بالنسبة لعمل اليمن والدليل الأكبر هو ما خرجت به اليمن من مؤتمر المانحين من دعم بمبلغ سبعة مليارات دولار". ونوه إلى: "نحن لسنا ندعم اليمن مالياً فقط بل إننا قمنا ايضا ببناء سفارة جديدة للمملكة المتحدة وتعتبر رمزا محسوسا لمدى عمق العلاقة بين اليمنوبريطانيا في خدمة شعبيهما". وحول معوقات الاستثمار ومكافحة الفساد، بين الوزير: "من أهم المعوقات قلة الأمان والأمن في اليمن، وهي من أهم الأشياء التي تطرد المستثمرين وتجعلهم خائفين على رؤوس أموالهم بالإضافة إلى وجود أماكن في اليمن تحدث فيها اختطافات كثيرة ومشاكل كثيرة تحجب الرؤية عن المستثمر وتشككه في الحضور إلى اليمن للاستثمار، والحكومة ملزمة بمحاربة مثل هذه الأشياء لتوفير أرضية آمنة للمستثمرين ومناخ مناسب من الأمن والاستقرار، لأن الاستثمار ليس مالاً فقط وإنما هناك استثمار للأشخاص وبالتالي إذا ما تمت محاربة مثل هذه الظواهر تتوفر بالتالي تدريجيا محاربة الفقر والفساد والإرهاب والفساد" وأضاف: "لا بد أن توضع قواعد وقوانين ليتأكد المستثمر أن المناخ الاستثماري غير مهدد ولا يوجد مظهر فساد يعطل العملية الاستثمارية سواء كان ذلك في أدنى المستويات أو أعلى المستويات في الدولة، وأعتقد أن اليمن تحارب الفساد بشكل واضح، وهذا جلي صحيح أن اليمن تواجه متاعب لكن اليمن أو الحكومة اليمنية أظهرت موخرا نية حازمة وصارمة لمكافحة الفساد، وهذه مشكلة عالمية، صحيح اليمن مجهدة في هذه المحاربة ولم تتوصل إلى نتائج كبيرة لكن العالم لديه ثقة كاملة بأن اليمن تحارب الفساد، ولكن هذا لن يتأتى إلا بوجود قضاء مستقل وقانون تجاري قوي ومستقل من أجل محاربة الفساد وقدوم الاستثمار لليمن". وفي معرض رده على سؤال حول تقييمه لحرية الصحافة في اليمن، قال: "حرية الصحافة مهمة جدا في أي مجتمع، وفي رأيي كوزير أو سياسي في الصحافة أن الصحافة تعتبر مزعجة جدا وإذا لم يكن هناك شفافية من الجانب الحكومي ستظهر الأسئلة بالتأكيد وسيكون هناك خطأ في العمل، وإذا ما وجدت البيئة للفساد والفقر فلا بد من وجود صحافة حرة لمحاربة ذلك، وحرية الصحافة هي من الشواهد المهمة جدا لإظهار الديمقراطية الحقيقية رغم أنها في بعض الأحيان تكون مؤلمة جداً". أما بشأن تقييمه للانتخابات اليمنية، فقد أكد الوزير هاولز: "كانت انتخابات ذات سمعة جيدة وممتازة ، وكان هذا برصد المراقبين الدوليين وتقاريرهم التي أشارت إلى التنافس، وهناك مشاكل في الانتخابات تحدث في أي مكان بالعالم ولكن اشتراك العنصر النسائي كان لافتا وكان منخفض جدا ولا بد أن تنظر الحكومة إلى هذا الجانب وإلى جميع الجوانب السلبية لصلاحها في الانتخابات القادمة، واليمن تعتبر الآن مثالاً يحتذى به ولا بد أن تكون الحكومة اليمنية سعيدة بهذا وتحتفل به". وبين المسئول البريطاني أن الغرض من زيارته اليمن هو "لمناقشة عدة قضايا منها كيفية مكافحة الفقر ومكافحة الفساد وإمكانية مساعدة اليمن من أجل التوصل إلى إصلاح اقتصادي وسياسي شامل، وكيفية إيجاد عقوبات صارمة على أي شخص متورط في الفساد، بالإضافة إلى لقاءات مع الوزراء حول كيفية التصرف بالأموال التي تلقتها اليمن في مؤتمر المانحين، ومن المشاريع التي سيتم تنفيذها بناء الطرقات وإصلاح بعض الموانئ ورصفها وتدريب الكادر اليمني من جهة تعليمية ومن جهة مهنية، بالإضافة إلى التطرق لوضع الفتاة وتعليمها وتدريبها للعمل مع المجتمع، واليمن تعتبر الآن مثلاً أعلى لعدد من دول الجوار بالنسبة لما منحته للمرأة، وأنا سعيد جداً أن اليمن بدأت تركز على تعليم الفتاة في هذه الفترة". وأكد: أن "الزيارة حققت مرادها والسفير البريطاني بصنعاء أرشدني إلى عدد من الوزراء وتم مقابلتهم لشرح وجهات النظر من أجل المساعدة في كيفية تصريف الأموال في المشاريع الخدمية ومكافحة الفقر والفساد والإرهاب والإصلاح السياسي والاقتصادي وجذب الاستثمار لليمن، وآمل التواصل أكثر مع الحكومة اليمنية من أجل الحديث عن المشاكل التي تتواجد لها الحلول وتكون بريطانيا أحد المساهمين في هذا، وهذه الزيارة ناجحة جدا وخلقت نوعا من التقارب الإقليمي بالمنطقة وهذا بسبب نجاح مؤتمر المانحين وحث المستثمرين على الاستثمار في اليمن فيما يتعلق باستثمارات البنية التحتية فيها".