دعا أصحاب الفضيلة علماء اليمن مساء اليوم الجمعة أبناء الأمة الإسلامية إلى "التوحد ونبذ الفرقة الطائفية والمذهبية بمختلف أشكالها"، محذرين من أن تلك النزعات "يسعى من خلالها الأعداء إلى تفتيت أوصال الأمة ليسهل لهم الاستحواذ على مقدرات الأمة، وتوهين الصفوف والعزائم، ومن ثم الاستسلام لليأس والإحباط". جاء ذلك في الحفل الذي نظمته وزارة الأوقاف اليمنية في جامع الشهداء بصنعاء، بمناسبة الذكرى الثامنة والعشرين بعد أربعمائة وألف للهجرة النبوية الشريفة - على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم- والتي تحدث خلالها كبار علماء اليمن، وفي مقدمتهم الدكتور احمد العجل، والشيخ جبري إبراهيم، والشيخ محمد عيسوي، والشيخ عبد القادر الأهدل، وصالح المسيبلي وكيل وزارة الأوقاف والإرشاد لقطاع الأوقاف. وأكد المتحدثون أن الهجرة النبوية الشريفة رسخت مداميك مجتمع جديد قائم على الإخوة الصادقة، والتكافل، والمحبة، والتوحد، والتسامح، لتلقي ورائها حقب الجهل والظلم والعبودية، داعين إلى استلهام الدروس والعبر من هذا الحدث العظيم كونها تمثل منهج حياة وعقيدة حتى قيام الساعة، وهو ما يستوجب تعميق معانيها وأخلاقياتها في نفوس أبناء الأمة لتقيهم القنوط والإحباط، وتؤمنهم من الفرقة الطائفية والمذهبية التي يريدها لهم أعداءهم، فيجروهم إلى الإذلال والعبودية. كما أشار أصحاب الفضيلة العلماء إلى أهمية تفعيل دور المساجد في تعميق قيم وأخلاقيات الرسالة الإسلامية في نفوس أبناء المجتمع، وبما يجعل من قيم المحبة والسلام والتآخي والتكافل هي الأساس في رص الصفوف، وترسيخ وحدة المجتمع، منوهين الى فضل ما حققته الوحدة اليمنية المباركة للمجتمع اليمني من أمن وسلام واستقرار. وقالوا أن هذه القيم متأصلة في حياة المجتمع اليمني منذ القدم، وكانوا لهم الفضل في نشرها إلى أصقاع مختلفة من الأرض، بفضل ما منَّ الله عليهم من علم وحكمة مستنيرة ظلت هي ميزان كل المواقف التي ترجمها اليمنيون عبر تاريخهم لنصرة الدين وأهله. واستذكر العلماء سلسلة من المواقف والتواريخ الخالدة والمجيدة في تاريخ الأمة الإسلامية التي بلغت خلالها أوج ما يمكن أن تبلغه أمة من الأمم من الرفعة والسمو والعلم والمثل الإنسانية النبيلة، مؤكدين أن ذلك كله تحقق بفضل قيم العقيدة الإسلامية وتمسك أبناء الأمة بمناهجها.