تحت شعار ( من أجل نص شعري مختلف ) صدر العدد الثاني شتاء 2007 م من المجلة الفصلية ( دمون ) عن بيت الشعر اليمني الذي أسسه ويرأسه الشاعر والناقد الدكتور / عبد السلام الكبسي . وقد أحتوى هذا العدد الجميل شكلاً وإخراجاً على مجموعة متنوعة من النصوص الشعرية ذات الخصوصية والتميز لشعراء بارزين رائعين في المشهد الشعري اليمني ، وفي مفتتح المجلة بقلم رئيس التحرير الأستاذ / عادل شيبان الإشارة بأن النصوص الشعرية الجيدة في (دمون ) يأتي ضمن الأهداف المعلن عنها في العدد الأول ومن بينها التاريخ والتوثيق رصداً وإلتقاطاً لكل لحظة شعرية استثنائية وإخراج وإبراز النص الشعري المختلف في قديم الثقافة الوطنية وحديثها في محاولة لتقديم اليمن مركزاً ثقافياً / شعرياً للآخرين ، إضافة إلى إصلاح الشعر بإعادة الثقة بين الشعراء والملتقين في مشهدهم الشعري اليمني الكبير بعيداً عن الظواهر الأدبية السيئة القادمة من خارج الثقافة العربية ، والتجارب المعزولة .. باتجاه إعادة قراءة وترتيب وتقديم وصياغة المشهد الثقافي اليمني العربي في ضوء مفاهيم طلائعية مستقبلية كالاختلاف بما يعني من خصوصية وتميز ، عمق وأصالة .. وفي إطار تلك الأهداف جاءت محتويات العدد الثاني من ( دمون ) ، ففي باب ( التنظير ) رؤية نقدية منهجية جديدة عن الإيقاع الشخصي في الخطاب النقدي المعاصر للدكتور / عبد السلام الكبسي ، كما تضمن العدد في أبوابه الأخرى نشر نصوص شعرية تحت مسمى ( حكميات ، حمينيات ، شعبيات ) لأبراز الشعراء اليمنيين كالبردوني والزبيري والحضراني والحارث بن الفضل الشميري وإسماعيل الوريث ومحمد حسين هيثم وجميل مفرح .. وعلي عبد الرحمن جحاف وسلطان الصريمي وحسين أبو بكر المحضار والفضول والقمندان والمفتي .. وعبدالله ناصر هرهرة وغيرهم ، إضافة إلى مقولات شعرية من أحكام الشاعر الشعبي الكبير علي بن زايد .. إلى جانب قصيدتين للشاعر الكبير / أحمد بن أحمد الشامي في باب ( ريادات ) من حيث كونه رائداً لقصيدة الشعر الحر باليمن ، ودراسة للأديب والباحث / مطهر الأرياني في باب ( جذور ) بعنوان ( أنشودة من محرم بلقيس ) عن نص أدبي شعري مدون في أحد النقوش المسندية اليمنية القديمة يتضمن أنشودة دينية حربية وطنية أعاد الأستاذ الأرياني إعادة نظمها في قصيدة مقاربة للنص الأصل ، وفي الأخير تنويه إلى دورة الشاعر عبدالكريم الرازحي ( يناير – مارس 2007 م ) احتفاءً به وبأعماله الإبداعية المميزة . جدير بالذكر الإشارة على أن بيت الشعر اليمني الذي تصدر عنه مجلة ( دمون ) قد تم تدشينه في منتصف سبتمبر 2006 م برعاية الأستاذ / خالد الرويشان وزير الثقافة وبحضور شعراء اليمن ، والبيت – كما جاء في أدبياته – مكان رمزي لجميع الشعراء اليمنيين وهو عبارة عن مؤسسة مدنية من مؤسسات المجتمع اليمني وقد تأسس على غرار بيوت الشعر في الوطن العربي والعالم ، ويهدف لتقديم الثقافة اليمنية من خلال الشعر في علاقته بالإبداعات الأخرى ، والإرتقاء بمستوى القصيدة اليمنية المعاصرة نحو الاختلاف ، ويتواصل ببيوتات الشعر العربية والعالمية ، وله موقع إلكتروني على شبكة الإنترنت يديره الشاعر علي أحمد جاحز ويتواصل معه الكثير من الشعراء والمبدعين اليمنيين والعرب .