كشفت مصادر ووثائق حصلت عليها "نبأ نيوز" عن قيام موظفين بالسفارة الأمريكية بصنعاء بالمتاجرة بتأشيرات الدخول (الفيزا) إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية تلقاء مبالغ مالية كبيرة، وتنفيذ عمليات "نصب واحتيال" على مواطنين يمنيين، يتم التحقيق بها حالياً لدى إحدى المحاكم اليمنية، فضلاً عن عرقلة موافقات دخول يمنيين مصرح لهم من قبل دائرة الهجرة في الولاياتالمتحدة ولأسباب غامضة. فقد اتهم مواطن يمني يدعى ياسر عبد الرحمن علي -22 عاماً- أحد موظفي السفارة ، في دعوى قضائية منظورة أمام نيابة جنوب شرق الأمانة، بالنصب عليه بمبالغ مالية وإيهامه بأنه سوف يخرج له "فيزة" سفر إلى أمريكا، إلاّ أنه بعد عامين من الابتزاز لم يمنحه الفيزا. من جهته اعترف موظف السفارة الأمريكية بصنعاء - في محاضر تحقيقية تحتفظ "نبأ نيوز" بنسخ منها- بتقاضيه مبالغ حددها من المشتكي قال أنها "تكلفة المراسلون من السفارة إلى وزارة الخارجية الأمريكية"، وقال انه ليس من مهام وظيفته القيام بمعاملة فيز سفر للمواطنين لكن "يساعدهم". كما ورد في نص إفادته قوله: "اتفقت مع ياسر عبد الرحمن علي استخرج فيزة زيارة إلى أمريكا وكانت معاملته مفقودة في السفارة منذ تسع سنوات، فحضر لي بواسطة ناس واتفقت معه على إنجاز معاملته مقابل إعطائي ثلاثة ألف دولار، ودفع لي مبلغ ألف وسبعمائة وخمسين دولار وقمت بإنزال معاملته إلى السفارة"، نافياً عن نفسه أن يكون ذلك "نصب واحتيال"- طبقاً لمحضر تحقيق مؤرخ بيوم 11/3/2007م. وعندما عرضت النيابة على المتهم سند التزام ذكر فيه أنه سينجز المعاملة خلال شهر 2/2006من اعترف بصحة ذلك ، وأفاد "أنا لم أقصد إنهاء المعاملة بالكامل إنما إنزال المعاملة من وزارة الخارجية الأمريكية إلى السفارة"، وأضاف: "تراسلت مع وزارة الخارجية الأمريكية وأظهرت الملف"- وهو الأمر الذي فسره قانونيون ل"نبأ نيوز" بأن من الواضح وجود لوبي فساد متشابك بين السفارة الأمريكية بصنعاء ووزارة الخارجية الأمريكية بواشنطن، مستندين في ذلك إلى إفادة موظف السفارة في محضر التحقيق التي يصر فيها على أنه قادر على إنجازها، وواثق من فعل ذلك. على صعيد متصل كشفت مراسلات صادرة عن (المركز الوطني للهجرة N.V.C.) بوزارة الخارجية الأمريكية، وأخرى صادرة عن السفارة الأمريكية بصنعاء – تحتفظ "نبأ نيوز" بنسخ منها- أن المواطن ياسر عبد الرحمن علي المسجلة معاملته لدى مركز الهجرة برقم (639014) عام 1998م، حصل آخر مرة على موعد مقابلة بتاريخ 24/7/2006م ضمن تسلسل جديد (2006148001SAA) إلاّ أنه انتظر من الصباح إلى المساء دون أن يقابله احد، وفي آخر النهار اخبره موظف السفارة بأن عليه المغادرة وانتظار الاتصال منهم، إلاّ أنهم لم يتصلوا به حتى ساعة إعداد هذا الخبر.. في إطار ممارسات متكررة تتعمد عرقلة معاملته التي صار عمرها تسع سنوات. وذكر ياسر ل"نبأ نيوز" أن أول مقابلة له كانت بتاريخ 12/5/2002م، لكن السفارة بصنعاء تتذرع في كل مرة لمنعه من الدخول إلى الولاياتالمتحدة رغم وصول الموافقات الخاصة به دون أن يعلم السبب.. وكشف أنهم منعوا شقيقه آنذاك بذريعة تجاوز السن القانوني، فيما أخبروه أنهم سيتصلون به وقدم لهم الأوراق والضمانات كاملة بتاريخ 4/1/2003م، لكنهم ما لبثوا أن عرقلوا معاملته بذريعة أن شهادته مزورة فأرسلوها إلى ولاية "نبراسكا" وما عادت إلا منتصف 2006م. وقال ياسر: انه كلما يذهب إلى السفارة – بعد المقابلة الأخيرة- ويطالب عند الباب بموعد آخر يقولوا له أن ملفه ليس في السفارة وإن عليه التواصل مع N.V.C وعندما يتواصل مع الأخيرة يقولوا له أن الملف لدى السفارة بصنعاء. وبحسب مصادر مطلعة فإن حالة ياسر هي الوحيدة التي دخلت ساحة القضاء اليمني، لكن هناك يمنيون كثيرون مروا بنفس تجربة العراقيل المتعمدة من أجل الدفع بهم إلى اللجوء إلى السماسرة من موظفي السفارة الذين يتقاضون عن كل تأشيرة مبلغ ثلاثة آلاف دولار، مؤكدة أنهم يخشون الخوض في الموضوع لئلا يتم عرقلة معاملاتهم. من جهتها السفارة الأمريكية بصنعاء وفي محاولة منها للتستر على الفضيحة التي أصبحت على أوراق القضاء اليمني، أصدرت قبل مدة بياناً وزعته على وسائل الإعلام تحث فيه طالبي الفيزا بعدم التعامل مع السماسرة، وتمنع التواصل معها إلاّ عبر بريدها الالكتروني.. إلاّ أن هذا الإجراء تم اتخاذه في أعقاب لجوء المواطن ياسر عبد الرحمن الى القضاء لرفع دعوى "نصب واحتيال" ضد أحد سماسرة تجارة الفيزا إلى أمريكا..